أنت هنا

قراءة كتاب رسالة عمان تعريف وبيان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رسالة عمان تعريف وبيان

رسالة عمان تعريف وبيان

كتاب "رسالة عمان تعريف وبيان"، في ليلة القدر المباركة من شهر رمضان الكريم عام 1425 هجرية، الموافق للتاسع من شهر تشرين الثاني من 2004 ميلادية وفي مسجد الهاشميين، حيث ترتفع مأذنته على ربوة من رُبى عمان، انطلقت رسالة عمان، وهي تعريف عام بدين الإسلام، تبين حقيق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1

العاصمة عمّان

طرف حوض الكوثر

وفيها المسجد الحسيني الكبير

عمان أكبر مدن الأردن، وهي مدينة قديمة، ترتفع (750) متراً عن سطح البحر، وتتكوّن من أكثر من (15) جبلاً تقريباً، كان اسمها ربّة عمّون أو فيلادلفيا، وهي واحدة من أقدم المدن التي لا زالت مأهولة منذ فجر التاريخ، وكانت تعدّ من مدن الديكابولس العشر، ازدهرت في أيام الرومان، ومن الآثار الرومانية فيها المدرج الروماني الكبير الذي يتسع لخمسة الآف شخص.
وعمان هي قصبة أرض البلقاء، قال السمعاني: (عمان مدينة البلقاء، سميت بعمان بن لوط عليه السلام)، وورد اسمها في الحديث النبوي الشريف؛ فعن ثوبان ( أن رسول الله ( قال: (حوضي من عدن إلى عمّان البلقاء، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأكوابه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً)، قال ياقوت الحموي: (قيل إن عمان هي مدينة دقيانوس- الذي فتن أصحاب الكهف - وبالقرب منها الكهف، والرقيم معروف عند أهل تلك البلاد، والله أعلم)؛ واليوم يقع الكهف في الضواحي الشرقية للمدينة.
دخلت عمان في الحكم الإسلامي منذ العام الثالث عشر الهجري، الموافق للعام الرابع والثلاثين وستمائة للميلاد؛ في عهد أبي بكر الصديق (؛ إذ فتحها يزيد ابن أبي سفيان (، واعتنى بها الخلفاء المسلمون أيما اعتناء، وحافظوا على آثارها.
كانت عمان مركزاً تجارياً، ومحطة استراحة، للمسافرين؛ فقد ذكرها التابعي الجليل الشاعر أبو وجزة يزيد بن عبيد السلمي - المتوفى 130 هـ / 747 - في شعره؛ فقال:
حَنَّت بأبواب عَمَّانَ القطاةُ وقد
قضى به صحبها الحاجاتِ والوطرا
وقال المقريزي: (في سنة 757هـ عمرت مدينة عمان من البلقاء للأمير صَرْغَتمش، ونقل إليها الولاية والقضاء من حسبان، وجعلت أم تلك البلاد، وهي بلد قديم من بناء عمان ابن أخي لوط، بناها بعد هلاك قوم لوط، وقيل: هي مدينة دقيانوس الملك الذي أخرج منهاأصحابالكهف، والرقيم هناك موضع معروف، وبها ملعب سليمان بن داود عليهما السلام).
وذكر الإصطخري أن في عمان دار ضيافة لزبيدة بنت جعفر بن المنصور؛ الهاشمية العباسية، أم جعفر؛ زوجة هارون الرشيد، وبنت عمه، وأنه ليس بالشام دار ضيافة غيرها، وزبيدة رحمها الله توفيت 216 هـ/ 831 م- وهي من فضليات النساء وشهيراتهن.
ومن آثار عمان المسجد الكبير في وسط عمان، فقد ذكر العلماء أنه كان يُشبه المسجد الحرام القديم في الشكل، وأنه مرصع بالفسيفساء؛ قال الرحالة محمد بن أحمد البشاري المقدسي المتوفى عام 380هـ الموافق 990م: (عمّان على سيف البادية، ذات قرى ومزارع، ورستاقها البلقاء، وهي معدن الحبوب والأنعام، بها عدة أنهار، وأرحِيَة يديرها الماء، ولها جامع ظريف في طرف السوق، مفسفس الصحن، شبه مكة، وبها قصر جالوت على جبل يطل عليها، وعليه مسجد وملعب سليمان بن داود عليه السلام، وهي رخيصة الأسعار، كثيرة الفواكه).
أما قصر جالوت فالمراد به القلعة الشهيرة، وقد يكون المراد بملعب سليمان هو المدرج الروماني الآن، وأما المسجد المذكور فهو المسجد الجامع الذي أقيم الآن مقامه المسجد الحسيني الكبير، واختلفت الأقوال في اسمه القديم؛ فقد يطلق عليه بعضهم المسجد الأموي، بينما يسميه آخرون المسجد الجامع، وسماه بعضهم المسجد العمري، والعباسي، واسمه المتفق عليه حالياً المسجد الحسيني الكبير نسبة إلى الشريف حسين ابن عون رحمه الله.
ينسب إلى عمّان كثير من العلماء الذين سطعت أنوارهم على ثراها، ومنهم السائب بن أحمد، والسائب ابن عمر؛ وقاضي عمان حفص بن عمر؛ وأبو الفتح، نصر بن مسرور بن محمد الزهري، وأسلم بن محمد أبو دفاقة، ومحمد بن كامل العمّاني.
إن هؤلاء النخبة من علماء عمّان كانوا محدّثين، يروون أحاديث المصطفى (، وقد وردت أسماؤهم في سجل رجال الحديث الشريف الأطهار؛ وهذه من أجلّ النعم، وأرفع المراتب.