أنت هنا

قراءة كتاب البداية والنهاية الجزء الثالث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البداية والنهاية الجزء الثالث

البداية والنهاية الجزء الثالث

الجزء الثالث - باب كيفية بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 5
ثم قيل كان ذلك في شهر ربيع الأول كما تقدم عن ابن عباس وجابر أنه ولد عليه السلام في الثاني عشرمن ربيع الأول يوم الاثنين وفيه بعث وفيه عرج به إلى السماء والمشهور أنه بعث عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان كما نص على ذلك عبيد بن عمير ومحمد بن اسحاق وغيرهما
 
قال ابن اسحاق مستدلا على ذلك بما قال الله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس فقيل في عشره وروى الواقدي بسنده عن أبي جعفر الباقر أنه قال كان ابتداء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان وقيل في الرابع والعشرين منه
 
قال الإمام أحمد حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عمران أبو العوام عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان وروى ابن مردويه في تفسيره عن جابر بن عبد الله مرفوعا نحوه ولهذا ذهب جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن ليلة القدر ليلة أربع وعشرين
 
وأما قول جبريل اقرأ فقال ما أنا بقارئ فالصحيح أن قوله ما أنا بقارئ نفي أي لست ممن يحسن القراءة وممن رجحه النووي وقبله الشيخ أبو شامة ومن قال إنها استفهامية فقوله بعيد لأن الباء لا تزاد في الاثبات ويؤيد الأول رواية أبي نعيم من حديث المعتمر بن سليمان عن أبيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خائف يرعد ما قرأت كتابا قط ولا أحسنه وما أكتب وما أقرأ فأخذه جبريل فغته غتا شديدا ثم تركه فقال له اقرأ فقال محمد صلى الله عليه وسلم ما أرى شيئا أقرأه وما أكتب يروى فغطني كما في الصحيحين وغتني ويروى قد غتني أي خنقني حتى بلغ مني الجهد يروى بضم الجيم وفتحها وبالنصب وبالرفع وفعل به ذلك ثلاثا
 
قال أبو سليمان الخطابي وإنما فعل ذلك به ليبلو صبره ويحسن تأديبه فيرتاض لاحتمال ما كلفه به من أعباء النبوة ولذلك كان يعتريه مثل حال المحموم وتأخذه الرخصاء أي البهر والعرق وقال غيره إنما فعل ذلك لأمور منها أن يستيقظ لعظمة ما يلقى اليه بعد هذا الصنيع المشق على النفوس كما قال تعالى إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ولهذا كان عليه الصلاة والسلام إذا جاءه الوحي يحمر وجهه ويغط كما يغط البكر من الإبل ويتفصد جبينه عرقا في اليوم الشديد البرد
 
وقوله فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة يرجف فؤاده وفي رواية بوادره جمع بادرة قال أبو عبيدة وهي لحمة بين المنكب والعنق وقال غيره هو عروق تضطرب عند الفزع وفي بعض الروايات ترجف بآدله واحدتها بادلة وقيل بادل وهو ما بين العنق والترقوة وقيل أصل الثدي وقيل لحم الثديين وقيل غير ذلك

الصفحات