أنت هنا

قراءة كتاب الحبشي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحبشي

الحبشي

كتاب "الحبشي"، يقول الكاتب في مقدمته: إن من أشد ما بليت به الأمة في تاريخها الطويل: الأفكار والحركات المنحرفة التي تنتسب إلى الإسلام فتسيء إليه، وتخفي محاسنه، وتكون طريقاً للمنحرفين ليفسدوا فيه، ولقد وجد الانحراف الفكري والمسلكي في شتى فترات التاريخ الإسلام

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
الصفحة رقم: 4

سلوكه وسيرته

الشيخ عبد الله الحبشي الهرري شديد الورع، متواضع، صاحب عبادة، كثير الذكر، يشتغل بالعلم والذكر في آن واحد، زاهد، طيب السريرة، لا تكاد تجد له لحظة إلا وهو يشتغل بقراءة أو ذكر أو تدريس أو وعظ أو إرشاد، عارف بالله، متمسك بالكتاب والسنة، حاضر الذهن، قوي الحجة، ساطع الدليل، حكيم يضع الأمور في مواضعها شديد النكير على من خالف الشرع، ذو همة عالية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حتى هابه أهل البدع والضلال وحسدوه، لكن الله يدافع عن الذين آمنوا.
والحق أنه لا بد من وقفات مع هذه الترجمة الطويلة التي يسوقها له تلاميذه، وهذه الوقفات الناقدة لما قالوه كما يلي:
المشكلة في ترجمة الشيخ الحبشي أنها قد سيقت غير موثقة، فكاتبها مجهول، والمعلومات التي فيها تحتاج إلى نظر ومراجعة طويلة، وكثير من المشايخ الذين ادعى أنه قد أخذ عنهم لا يوجد بين أيدي الدارسين مصادر لتراجمهم تظهر تراجم حياتهم، وهذا كله يفضي إلى التوقف التام عن قبول الترجمة التي يسوقها له أتباعه، ويحوج إلى ترجمة له محايدة وموضوعية.
تقدم بنا نقل كلام رجل من بلده ينفي فيه معرفة أهل الصومال به، وكونه مفتياً لتلك البلاد، ويصفه بالغموض في شخصيته، وهذا مقدم على كلام مترجميه من تلامذته وأهل مدرسته الذين يدفعهم التعصب إلى مزيد إطراء له بلا حجة.
خيالية الأوصاف التي وصف بها، وفي هذا يقول صاحب بحث الهررية: إن الناظر في الأوصاف التي وصف الحبشي بها؛ سيجدها خيالية، حافظ ومفتي و... وهو لم يبلغ الثامنة عشرة وكذلك جعله أتباعه كالشافعي والثوري وأحمد وابن حجر وغيرهم.
والصفات التي وصف بها من حيث الخلق والزهد والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها؛ ربما لا تكون موجودة عنده، بل هي هنا غير موجودة عنده، ويعرف ذلك من أفكاره وعلمه، وما يوجه به تلاميذه.
ويقول: وتلاميذه يقولون عنه: كان عالم الحبشة، ودرس في هرر، وتعرض لظلم الإمبراطور مع أنهم يقولون: أنه انتقل في بداية الأربعينات من هذا القرن إلى الحجاز، فكيف يكون الحبشي عالم الحبشة الأوحد، وهو في مقتبل العشرينيات من العمر؟!!
كذلك فإن الواقع غير ذلك؛ فالحبشي لم يكن يوماً من علماء الحبشة، بل كان فيها من علماء السوء والفتنة، كيف لا وهو صاحب فتنة كلب المشهورة، التي أدت إلى إغلاق دور القرآن الكريم والجمعية الوطنية، واعتقال رئيسها إبراهيم حسن، وتسليم الدعاة إلى هيلا سيلاسي، طاغية الحبشة، حيث نكل بهم.
ـ هناك فترة غامضة في حياته، لا يعرف عنه شيء فيها وفي هذا يقول صاحب البحث آنف الذكر: والغريب في الأمر أن ابنه يصرح في مجلتهم في لقاء معه أنه مكث مع أهله زهاء خمسة عشر عاماً لم يروا فيها أباهم، فأين كان أبوهم، وأتباعه حينما أرخوا له غفلوا عن تلك الفترة بالتحديد، ولم يذكروا أين بقي خلالها، وتجاوزوا الحديث عنها وهذا الانقطاع في حياته في ريعان شبابه يطرح العديد من الأسئلة أين بقي خلال هذه المدة؟ وما الهدف من اختفائه خلالها.
ـ ادعاء تلاميذه استقبال أهل الشام له وتلقيبه بالمحدث، يحوج إلى مزيد توثيق، ويحوج إلى أن يذكره من زار دمشق في تلك الفترة، وما يليها، وواقع الحال أنه لم يذكره أحد في تلك الفترة، مع أن دمشق كانت غاصة بالعلماء، فكيف تستقيم لهم دعواهم تلك.
ـ يذكر تلامذته أنه قد وصل بيروت/ دمشق سنة 1950، ولم تظهر أفكاره إلا في نهاية السبعينيات! فأين كان؟ مع أن بعض مؤرخيه يقول بأنه دخل بيروت في نهاية الستينات؟
وهذا يحوج إلى البحث عن المكان الذي كان فيه خاصة أن بعض الدارسين يقول بأنه كان في سنة 1958 يدرس في مسجد القطاط في دمشق، ويسكن فيه، فلم التناقض في تحديد مجريات حياته! وإذا كانوا قد استقبلوه في دمشق استقبالاً حافلاً؛ فلم لم يوكل إليه أي منصب علمي في دمشق، ولم لم يدرس في المسجد الأموي، مكان تدريس الشيخ بدر الدين الحسني، الذي يدعي أنه خليفته في الحديث في دمشق والشام.
ـ وأما عن أخلاقه وصفاته فنجد من جالسه يقول عنه: وهو رجل شديد الخصومة، كما هو معروف عنه، وإذا حشره خصمه في المناقشة؛ فإما أن يظهر انفعالات مصطنعة أمام أتباعه، وهي إشارة غير مباشرة لهم بضربه أو طرده، وإما أن ينسحب بهدوء إلى غرفته، ويترك خصمه لأتباعه يجادلهم ويجادلونه، وإذا سأل الخصم عن سبب انسحاب الحبشي قالوا له: إن الشيخ متعب ويريد أن يستريح، ولقد حدث هذا لي شخصياً، ومع بعض الأخوة.
ـ وأما عن اتهامه باليهودية، فقد وجدت للدارسين المسالك التالية:
أ ـ اتهامه باليهودية، وأنه من اليهود، فقد قال بهذا الدكتور محمد علي الجوزو، الذي يقول بأنه من الفلاشا، ولم أقف على تصريح بهذا لغيره من الدارسين لتاريخ الأحباش.
ب ـ التوقف، حيث توقف بعض الدارسين في اتهام الحبشي بأنه يهودي، وفي هذا يقول الشيخ دمشقية: إنني أستبعد أن يكون الحبشي يهودياً، كما أشيع عنه، وليس هناك دليلاً مباشراً على ذلك، إلا أنني لا أتردد في القول بأن الخصال التي تربى عليها أتباعه من التبجح والحقد على الآخرين، وتحريضهم على كراهية المسلمين من الصحابة والعلماء، وإيذاء المصلين، وأئمتهم في المساجد، وتعليمهم التحايل على الله، فهذه الخصال خصال يهودية، لا يحتاج المرء معها أن يكلف نفسه عناء البحث عن أصل الحبشي؛ هل هو يهودي أم لا؟
فإن النتيجة أننا نراه يعلم الناس خصال اليهود.
* * *

الصفحات