أنت هنا

قراءة كتاب صدى الحرب العاصفة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صدى الحرب العاصفة

صدى الحرب العاصفة

"صدى الحرب العاصفة" هذا الكتاب إنه مراجعة عامة لآثار الحرب العراقية وتداعياتها عراقياً وأمريكياً وتقويم عام للحرب العاصفة..نقدمه للقارئ الحصيف خدمة لعراقنا الجريح الذي تم تدميره وتهديم بنيته التحتية باسم الحرية والتحرير ونصرة الجيران الذين جار عليهم النظام

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2

موافقات وتوقعات الحرب العاصفة:-

للوهلة الأولى ومن خلال نظرة فاحصة ومقارنة لما ورد في الكتاب وما جرى من أحداث ونقل من أخبار عن الحرب وتداعياتها خلال الأشهر التي تلتها، نلمس أن العديد من التوقعات قد تحققت، ونجد أن أكثر من 20 حقيقة ورواية ذُكرت في الكتاب تطابقت مع الواقع ومع ما تناقلته القنوات الإعلامية والمراكز البحثية والإخبارية العالمية فيما بعد، بما يمثّل نوع من التوافق والتطابق بين ما ذهب إليه الكتاب وكشف عنه وبين الواقع بما يُشبه السبق والتوقع الصحفي لما أكدته الأيام والأشهر التي تلت الحرب، بدءاً من تأكيده خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل إلى استخدام قوات التحالف للأسلحة المحرمة كالسلاح النووي التكتيكي الصغير (المحدود) الذي استخدم في مطار بغداد لحسم المعركة ودخول بغداد وانتهاءاً باعتراف قوات التحالف بتورطهم في دخول المستنقع العراقي المهلك واعترافهم بكثرة الضحايا والخسائر، والانفلات الأمني المريع والاضطراب الذي عم العراق بأجمعه اليوم.. والجدير بالذكر أن الكونجرس الأمريكي وافق في أيلول الماضي على تصنيع قنابل نووية صغيرة بعد نجاح تجربتها في العراق، وفي ذلك تأكيد على عدم تردد أمريكا في استخدام الأسلحة المحرمة عند الضرورة، كما حدث مع اليابان وفيتنام وإقليم كوسفو وغيرها.. وهذا بحد ذاته يعد منهجاً بربرياً مقوّضاً للسلام العالمي، وهو بحاجة إلى وقفة دولية حازمة بوجهه لفضحه وردعه..
ونذكر أدناه أهم الموافقات والتوقعات التي جاءت في الكتاب والتي توافق صداها مع الأحداث التي تلت الحرب:-
1. شجاعة الشعب العراقي وبسالته في رفض الاحتلال واستمرار الصمود والمقاومة.
2. عدم وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق، وكذب الدول والجهات التي روّجت لها وتزييفها وتضخيمها عن قصد للمعلومات التي زودت بها إداراتها لتبرير الحرب.
3. عناد صدام وعنجهيته واستبداده وشجاعته وإصراره على التصدي رغم الاندحار في الحرب وحتى لحظة اعتقاله بعد تخديره وربما خلال سجنه أيضاً.
4. استخدام أسلحة مجهولة ومحرّمة لحسم معركة بغداد كالسلاح النووي التكتيكي في المطار أو قنابل المايكروويف والقنابل الإشعاعية والصوتية الارتجاجية والحارقة وغيرها في معارك الناصرية والنجف وبغداد قبيل السقوط.
5. جسامة الخسائر الأمريكية ومحاولة إخفائها بواسطة فرق الإنقاذ المتطوّرة، ووجود عدد كبير من الجنود المرتزقة في الجيش الأمريكي.
6. أعمال السلب والنهب ومن وراءها وسرقة المتحف العراقي وآثاره ومنها جدارية السبي البابلي لليهود التي تصوّر سجود ثلاثة آلاف يهودي أمام ملك بابل الشهير نبوخذنصر، حيث وصلت الجدارية إلى تل أبيب مع آثار أخرى بعد شهر من انتهاء الحرب.
7. صحة قصة إسقاط الطائرة السمتية الأمريكية بسلاح خفيف (بندقية البرنو الألمانية) على يد الفلاح العراقي علي لفتة المنكاش، كما أكدّت قناة أبو ظبي بعد أربعة أشهر من الحرب في برنامج حرب الصحاف على لسان مقدم البرنامج جابر عبيد ومحمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي.
8. انهيار شعبية بوش وبلير بعد نهاية الحرب وتدنّيها إلى أدنى مستوى لها في شهر نوفمبر 2003م بعد فشلهما في تبرير الأكاذيب والفضائح السياسية والأمنية التي انهالت عليهما بعد فضيحة مدير المخابرات الأمريكية جورج تينت حول كذب خبر اليورانيوم المباع للعراق ومقتل خبير الأسلحة البريطاني ديفيد كيلي في أيلول.
9. ظهور القطب الأوربي المعارض للعدوان واللاشرعية الأمريكية وازدياد المطالبة الدولية بالعودة إلى الشرعية وتسليم الملف العراقي إلى الأمم المتحـدة والشـعب العـراقي، والاتفاق بين سلطة الاحتلال ومجلس الحكم الانتقالي العراقي على نقل السلطة في ظل تغيير مفاجئ في سياسة الرئيس الأمريكي بوش الستراتيجية بسبب تصاعد وتيرة المقاومة العراقية وانخفاض شعبية بوش، وذلك في 15/11/2003 والذي حدد موعد نقل السلطة إلى العراقيين في30/6/2004م.
10. ازدياد العنف والإرهاب في العالم وفق مبدأ رد الفعل بسبب سياسة الرئيس بوش وحزبه المتجبّرة وغير العقلانية في معالجة الأمور السياسية في العالم والتحيّز ضد العرب والمسلمين، مما ولّد تياراً داخل أمريكا يدعو إلى نبذ سياسة الحرب والردع الوقائية وسياسة الدعم اللامحدود لإسرائيل واتهام المسلمين بالإرهاب والتطرف، ونبذ سياسة التعسف المتغطرسة التي جعلت أمريكا دولة كريهة ليس في العالم العربي والإسلامي فحسب وإنما في أوربا والعالم أجمع، وقد تبنى بعض قادة الحزب الديمقراطي هذا التوجه السياسي المناهض للحرب والعدوان، كما لمسنا في تصريحات المرشح الديمقراطي جون كيري الأخيرة، في التنافس الدائر بين الجمهوريين والديمقراطيين حول انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة.

الصفحات