أنت هنا

قراءة كتاب التجارة الدولية - رابعة اقتصاد زراعي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التجارة الدولية - رابعة اقتصاد زراعي

التجارة الدولية - رابعة اقتصاد زراعي

لقد برزت في العصر الحديث أهمية العلاقات الاقتصادية الدولية حيث أصبحت تؤثر بشكل مباشر في العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية بين الدول فضلاً عن ذلك لقد اصبح عالم اليوم في أمس الحاجة إلى التعاون الاقتصادي فيما بينها، فالدول النامية في حاجة إلى منتجات البل

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 3

الباب الثاني

نظريات التجارة الدولية

* النظرية الكلاسيكية للتجارة الخارجية

يرى بعض الاقتصاديين ان الدراسة النظرية للتجارة الخارجية لابد وان تبدأ بالنظرية الكلاسيكية حيث ان هذه النظرية هي نقطة الانطلاق في تحليل نظرية التجارة الدولية، كما ان النظرية الكلاسيكية لا تزال إلى يومنا هذا مرجع لأية دراسة للتجارة الدولية، وفيما يلي أهم النظريات الكلاسيكية للتجارة الدولية.

1. نظرية الميزة المطلقة لادم سميث:

كان سميث (1776م) أول من قام بمحاولة لتفسير التجارة الدولية والتخصص الدولي تفسيراً علمياً- حيث يرى ان تقسيم العمل الدولي ينتج بكل دولة من ان تتخصص في إنتاج السلع التي تمكنها ظروفها الطبيعية من ان تكون لها ميزة مطلقة في إنتاجها، ثم تبادل فائض الإنتاج لديها من هذه السلع بما يفيض عن حاجة الدول الأخرى من سلع تتمتع بنفس الميزة المطلقة.
وقد استخدم سميث نظرية النفقات المطلقة لتفسير قيام التبادل التجاري الدولي- ويرى أنه بالتجارة الحرة (Free Trade) يمكن لكل قطر ان يتخصص في إنتاج السلع التي له فيها ميزة مطلقة أي يمكن ان يتجه بكفاءة اكبر من غيره من الأقطار – أي ان تتجه بأقل تكلفة قياساً بغيره من دول العالم، ويستورد تلك السلع التي له فيها ميزة اقل أي ينتجها بكفاءة اقل- أي يتجه بكفاءة اكبر قياساً بغيره من دول العالم.
ولتوضيح رأيه فقد افترض وجود دولتين هما أمريكا وبريطانيا ينتجان سلعتين هما: القمح والمنسوجات وان نفقة إنتاج السعلتين كما يلي:
جدول رقم (1)

يبين الجدول أعلاه ان لبريطانيا ميزة مطلقة في إنتاج القمح تنتج الوحدة في ساعة عمل واحدة بينما ينتجها أمريكا في 6 ساعات عمل، بينما لأمريكا ميزة مطلقة في إنتاج المنسوجات تنتج الوحدة في ساعة عمل واحدة بينما يحتاج نفس الوحدة لساعتان عمل في بريطانيا.
وعليه فلابد ان تتخصص الولايات المتحدة في إنتاج وتصدير الفائض من المنسوجات وتستورد القمح من بريطانيا اما بريطانيا فتتخصص في إنتاج وتصدير الفائض من القمح وتستورد المنسوجات من أمريكا وبهذه الطريقة يرى سميث ان إنتاج جميع السلع الداخلة يمكن ان تزيد ويمكن ان تتقاسم جميع الأقطار المشتركة طواعية في التجارة لهذه الزيادة وعليه فان المكاسب من التجارة تنتج من التخصص في الإنتاج والتجارة.
* بعض الانتقادات التي وجهت لنظرية الميزة المطلقة:
لقد وجهت لنظرية ادم سميث في التجارة الدولية بعض الانتقادات أهمها ما يلي:
1. بعض الدول المتخلفة قد لا تحظى بأي تفوق ينطلق في إنتاج أي سلعة وبالتالي لا تستطيع تصدير أية سعلة للعالم الخارجي، وفي نفس الوقت يمكن لسلع الدول المتفوقة حتى ان تعزو أسواقها، فكيف يمكن لمثل هذه الدول المتخلفة من دفع قيمة وارداتها من الدول، ان الدول المتخلفة تتجه إلى الانعزال عن التجارة الدولية لضعف مقدرتها على الدفع، وفي نفس الوقت عدم إيجاد أسواق للدول التي لديها تفوق مطلق لتصريف فائض إنتاجها، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى انكماش حجم التجارة الدولية.
2. اشترط آدم سميث ضرورة حرية التجارة حتى يمكن تطبيق مبدأ تقسيم العمل والتخصص ولكن مبدأ الحرية التجارية الكاملة نادر الوجود. وقد ظلت اوجه النقد الموجهة إلى نظرية الميزة المطلقة الا ان وضح ريكاردو نظريته في التجارة الدولية، التي تقوم على أساس فكرة التفوق النسبي، وبذلك فقد أجابت هذه النظرية عن بعض اوجه النقص في نظرية ادم سميث، ولذا تعتبر امتداداً لهذا واكثر واقعية في تفسير التبادل الدولي.
 

الصفحات