أنت هنا

قراءة كتاب نحن والآخر في الرواية العربية المعاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نحن والآخر في الرواية العربية المعاصرة

نحن والآخر في الرواية العربية المعاصرة

كتاب "نحن والآخر في الرواية العربية المعاصرة"، كتاب نقدي للأكاديمي العراقي د. نجم عبد الله كاظم، صدر عام 2013 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وحول كتابه الجديد يقول  د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

( 3 )

إذا كانت العلاقة بيننا وبين الغرب هي ما تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عنه، كما تتمثل في الرواية، وبما يعني بدرجة ما حقيقتها على أرض الواقع، حتى وإنْ لم تبدُ لنا أحياناً هكذا على أرض هذا الواقع، فإن هذه العلاقة، أياًّ كان نوعها أو تنوّعها، لا بد أن تكون قد اعتمدت رؤية كل من طرفيها للآخر وما قادت إليه من رسم كل من الطرفين- العرب أو الشرق، والغرب- للطرف الآخر· ومن هذا المنطلق كان طبيعياً أن تسعى دراستنا، قبل النظر في نوعية علاقة الـ(نحن) العرب بـ(الآخر) الغربي في المتخيّل المتمثل في الرواية العربية، إلى محاولة كشف صور الغرب والغربيين كما تكونت عند العرب خارج هذا المتخيل، والرؤى التي وراءها· ومرة أخرى ما كان لهذه الصور على أرض الواقع، وبعدها في المتخيل الروائي، أن تتكون قبل معرفة الآخر، الأمر الذي كان لا بد أن يسحب الدراسة إلى خارج حدود المتخيّل· وهكذا ستتناول تاريخ اللقاء بين الشرق، العربي تحديداً، والغرب، أوروبياً فأمريكياً، وتطور هذا اللقاء تاريخياً، ثم تاريخ تناول المتخيل الروائي العربــي له وللآخر الغربي نفسه، وتطور هذا التناول وتنوعاته، قبل المدة التي ندرسها، وصولاً إلى ما ستتناوله فصول الدراسة الرئيسة من تجربة الرواية العربية، في العقود الثلاثة الأخيرة بشكل أساس، مع هذا الآخر· وذلك كله في ضوء النزعة الإنسانية التي تبنّيناها من تجربتنا الشخصية التي بدأنا بها مقدمتنا هــذه، مـن جهــة، وبتطبيــق غيــر قســري لإحدى طروحات إدوارد سعيد في كتابه الاستشراق، كما تمثلت في كتابه المهم والخطير والمفصلي في تاريخ الاستشراق· خلاصة هذه الطروحة أن خطاب الاستشراق قدم شرقاً متخيّلاً ومصنوعاً أراده بعض الغربيين، ولم يقدم الشرق كما هو، الشرق المادي الجغرافي الحقيقي· وتطبيق الطروحة عندنا ستكون بالطبع بشكل معاكس- إن صح التعبير- أي على تقديم الخطاب الروائي العربي للغرب، ووفقاً له سيعني هذا عندنا أن الكثير من هذا الخطاب العربي، الذي تعامل مع الغرب، قدم غرباً متخيّلاً ومصنوعاً أراده بعض العرب ولم يقدم الغرب كما هو، الغرب المادي الجغرافي الحقيقي، وكما سنعرض لذلك من خلال تلخيص طروحة إدوارد سعيد وفرضيتنا نحن المبنية عليها· ولكن من المهم أن نشير هنا إلى أننا حين نتبنى هذه الرؤية تبنّياً خاصاً، ونحن نعرف أن سعيد يُعدّ أهم رواد نظرية ما بعد الاستعمار في كتابه هذا، فإننا لن نبتعد عن هذه النظرية، ومن خلال بعض أهم طروحاتها، كفهم ثنائية الشرق والغرب، والتعددية الثقافية، وعلاقة الأنا بالآخر، ولكن تحديداً من خلال تمثّلها في الرواية العربية بالطبع· هنا سنتفادى التناقض الذي قد يسببه تطبيقنا لطروحات هذه النظرية مع رؤية إدوارد سعيد، كوننا سنطبق رؤية سعيد على رسم العرب للغرب، مقابل تطبيق سعيد لها على رسم الغرب للشرق، كما قلنا، وكما سنبين هذا في التمهيد·
من المفيد أن نشير هنا إلى أن هذا الذي قد يبدو تناقضاً، قد تبلور عندنا ونحن نقضي سنتين أستاذاً زائراً في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة، وكتبنا خلالها كتابنا هذا، حين انفرز أمامنا غرب غير الغرب الذي عانينا ولا زلنا نعاني، بدرجة ما، من مواقفه السلبية منّا ومن قضايانا، وتربينا على تشخيصه بوصفه عدواً· فهو غرب كان هذه المرة صديقاً وإنسانياً، ولكن دون أن يكون بديلاً كلياً عن صورة المعتدي·

الصفحات