أنت هنا

قراءة كتاب فلسفة التفكير ونظريات في التعلم والتعليم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فلسفة التفكير ونظريات في التعلم والتعليم

فلسفة التفكير ونظريات في التعلم والتعليم

صمم هذا الكتاب ليكون فريداً من نوعه، وذلك لأنه جمع بين الفكر الفلسفي في عملية التفكير- الناتجة عن المعرفة العقلية والحسية لبعض المفكرين أو الفلاسفة من قبل أفلاطون -وأنماط التفكير ومهاراته المستنتجة من المدارس التي اهتمت بالتفكير العلمي والفلسفي والتربوي على

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 4

والتفكير الإسلامي

يقوم على الإيمان بأهمية الأنسان ، وهو مبدأ أكده الإسلام قبل أن تؤكده النظريات الفلسفية والتربوية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية الحديثة . فقد اهتم الإسلام والفكر الإسلامي بوضوح بكافة الجوانب المتعلقة بمصدر وسر وجوده والغاية من حياته والمصير الذي ينتظره في حياته الأخرى ، كما فحصا الكثير من خصائصه ومميزاته ومكونات شخصيته ، ووجهاه إلى ما ينبغي أن تكون عليه علاقته بربه ، وبنفسه ، وبأفراد أسرته ، و بأفراد مجتمعه ، وأمته الإسلامية بالإنسانية عامة ، وبكل ما في هذا الكون من موجودات .
والإنسان كمفهوم في نظر المفكرين المسلمين روح قبل أن يكون جسداً ، والجسد منه تابع وخادم للروح ، وذلك كامن في أصل فطرته منذ أن خلقه الله عز وجل ، ونفخ فيه الروح من عنده ، وكرمه بالعقل وفضله بنعمة العلم .
وموت الكائن الحيلا يعني نهاية حياته تماماً ، وإنما هو يعني تحوله من حالة إلى حالة ، ويرى حجة الإسلام أبو حامد الغزالي أن العقل لا يتغير بالموت ، وإنما يتغير البدن والأعضاء، فيكون الميت عاقلاً مدركاً عالماً بالآلآم واللذات ،كما كان، لا يتغير من عقله شيء وليس العقل المدرك هذه الأعضاء ، بل هو شيئ باطن ، ليس له طول ولا عرض ، بل الذي لا ينقسم في نفسه هو المدرك للأشياء ، ولو تناثرت الأعضاء كلها ، ولم يبق إلا الجزء المدرك لا يتجزأ ولا ينقسم لكان الإنسان العاقل بكماله قائماً باقياً وهو كذلك بعد الموت ، فإن ذلك لا يحله الموت ، ولا يطرأ عليه العدم .
وقد صح عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أن ( الميت يسمع قرع نعالهم إذا ولوا مدبرين) ، وقد لخص النبي صلى الله علي وسلم- ذلك كله بقوله:( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك ).
وإذا كانت شخصية الإنسان تبقى رغم موته ، مثلما تبقى في نومه ، فإن معنى ذلك أن الحياة الدنيا التي عاشها الإنسان قبل موته، تنتقل معه إلى حياته في قبره وإلى مابعد هذه الحياة ، فإن ( حياتنا الماضية موجودة كلها ، بأدق تفاصيلها ، ونحن لا ننسى شيئاً ، وكل ما أدركناه ، وفكرنا فيه وأردناه ، منذ بزوغ شعورنا ، يظل موجوداً إلى غير نهاية ). ( أحمد عبد الرحمن آخرون ،1987،ص133-134)
ويجدر بي في هذا المقام ، وأنا أتحدث عن التفكير الإسلامي أن أضيئ الحديث ، وأزين الكلام عن مناهج البحث عند المسلمين ، لأنه يحتاج الكشف عن حقيقة علمية ، أو بيان حكم شرعي في مسألة معينة ، أو الحكم على قضية منطقية إلى منهج محدد يتبعه العالم للتوصل إلى حل المشكلة أو القضية قيد البحث .
والمنهج هو : الطريق الذي يسلكه العالم في تقصيه للأمور في أي فرع من فروع المعرفة ، وفي أي ميدان من ميادين العلوم النظرية والعملية ، وقد امتازت مناهج البحث عند المسلمين بالميزات التالية:
1- ربانية الغاية : ويقصد بذلك أن الدافع إلى البحث لدى المسلمين هو امتثال أمر الله عز وجل وطلب مرضاته حيث جعل طلب العلم فرضاً على كل مسلم ومسلمة، ودعا الإسلام الإنسان إلى التفكير في الظواهر الكونية ، وربط الأحداث بعضها ببعض للتوصل إلى النتائج .
2- الواقعية: حث الإسلام على الأمور ذات الصلة بواقع الحياة ، بحيث يمكن للعقل البشري إدراكها ، أما عالم الغيب ، فلم يكن من الأمور الخاضعة للبحث العلمي ، لأن الإنسان لا يصل فيه إلى نتيجة بعقله المجرد مثل الجنة والنار والملائكة ، ويعتمد المسلمون في أمور الغيب على الوحي الذي هو المصدر الوحيد لها ، وقد أومأت إلى ذلك سابقاً .
3- الموضوعية : يؤكد الإسلام على أن الباحث يرى الحقيقة كما هي لا كما يريد أن يراها ( البعد عن الذاتية في البحث )، ومعنى ذلك أنه ينبغي على الباحث العودة إلى مصادر المعرفة في الثقافة الإسلامية . ( وزارة التربية والتعليم ، كتاب العلوم الإسلامية للمرحلة الثانوية، 263-264)

الصفحات