أنت هنا

قراءة كتاب فلسفة التفكير ونظريات في التعلم والتعليم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فلسفة التفكير ونظريات في التعلم والتعليم

فلسفة التفكير ونظريات في التعلم والتعليم

صمم هذا الكتاب ليكون فريداً من نوعه، وذلك لأنه جمع بين الفكر الفلسفي في عملية التفكير- الناتجة عن المعرفة العقلية والحسية لبعض المفكرين أو الفلاسفة من قبل أفلاطون -وأنماط التفكير ومهاراته المستنتجة من المدارس التي اهتمت بالتفكير العلمي والفلسفي والتربوي على

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 5
4- الإيمان بأن للمعرفة مصادر كثيرة ومتنوعة : التجربة ، والخبرة الماشرة ، والملاحظة الحسية ، والتجارب العلمية ، والقراءة والاطلاع على تجارب السابقين ، والتأمل والتفكير العقلي ، والوحي الإلهي ، وهذه المصادر كلها يمكن إرجاعها إلى خمسة مصادر رئيسية ،هي : الحس والعقل والحدس والالهام والوحي ، والتفكير الإسلامي يعترف بهذه المصادر جميعاً ، ويقدر أهمية كل منها في مجال المعرفة الذي يناسبه . ( محمد العمايرة ، 2000،ص29)
وقد أرسى الإسلام قواعد المنهج العلمي في البحث وتقصي حقائق المعرفة ضمن مناهج وأساليب وإجراءات تشكل في مجموعها منهجاً علمياً محددا ، يحب التقيد به أثناء البحث والاستقصاء عن حقائق العلوم . وقد تنوعت مناهج العلمي ، وتعددت بتنوع العلوم وتعددها، فهناك العلوم الإنسانية التطبيقية وغيرها، ولكل منها منهجه الخاص في البحث للوصول إلىحقائقه ، وقد وضع المسلمون قواعد البحث في اللغة والتفسير والحديث ، والجغرافيا والتاريخ ، والكيمياء والفلك والنبات ، وبذلك يكون الفكر الإسلامي قد درس كل مناهج البحث .
وسأضرب أمثلة على المنهج التجريبي في الفكر الإسلامي من علم أصول الفقه ، ومن العلوم التطبيقية بعد قليل ، وهذا المنهج يستند في تحليلاته إلى ثلاثة أمور : الملاحظة ووضع الفروض والتجربة ، فهو يبدأ بملاحظة الظواهر ووضع الفروض التي تحدد نوع الحقائق التي يجب البحث فيها وإجراء التجارب بحيث ينتهي التحقيق إما بصحة الفروض أو بطلانها ، ومن ثم يصل الباحث إلى قوانين عامة تربط تلك الظواهر وتوحد بينها.
ويعتمد المنهج الاستقرائي على الأدلة التي تساعد على إصدار تعميمات محتملة الصدق ، فالباحث يبدأ بملاحظة الجزئيات والوقائع المحسوسة ، ومن ثم يصدر نتيجة عامة عن الفئة التي تنتمي إليها هذه الجزئيات .
وأما الأمثلة ، فهي :
1- يبين علماء أصول الفقه أن الوصول إلى علة الحكم يقتضي النظر في النص بحيث يدل النص في القرآن الكريم أو السنة النبوية على علة الحكم ، كما في إيجاب أخذ الفيئ للفقراء والمساكين ، وعلة هذا الحكم هي عدم حصر المال في أيدي فئة معينة كما قال تعالى: ( كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم) ( سورة الحشر ، آية 7)
و يبين العلماء القيام بحصر الأوصاف الصالحة لأن تكون علة في الأصل ، ويكون هذا الطريق في النصوص التي لم يرد فيها نص ، فيقوم المجتهد بحصر الأوصاف التي توجد في واقعة الحكم ، وتصلح لأن تكون العلة منها ، ويختبرها وصفاً وصفاً ، بحيث يستبعد الأوصاف التي لا تصلح أن تكون علة ، ويستبقي ما يصلح أن يكون علة ، وبهذا الطريق يتوصل إلى الحكم بأن هذا الوصف هو علة الحكم ، وهذا يسمى بالسبر والتقسيم في علم أصول الفقه .
و ينظر المجتهد في تحقق العلة الثابتة بالنص في واقعة غير التي ورد فيها النص ، وإعطائها الحكم نفسه ، فمثلاً يبحث المجتهد – بعد أن يثبت أن الاسكار علة تحريم شرب الخمر – في تحقق الاسكار في نبيذ آخر ، فإن تحقق أخذ النبيذ الآخر حكم الخمر ، وهذا ما يسمى بتحقيق المناط في علم أصول الفقه.
2- يصف الحسن بن الهيثم طريقته في البحث ، فيقول : ( ونبتدئ في البحث باستقراء الموجودات ، وتصفح أحوال المبصرات ، وتمييز خواص الجزئيات ، ونلحظ باستقراء ما يخص البصر في حال الابصار، وما هو مطرد لا يتغير ، وظاهرة لا يشتبه من كيفية الاحساس ، ثم نترقى في البحث والمقاييس بالتدرج ، والترتيب مع انتقاد المقدمات، والتحفظ في النتائج ) ، مع البعد عن الميل واتباع الهوى. ( وزارة التربية والتعليم ، كتاب العلوم الإسلامية للمرحلة الثانوية ، 160-163)

الصفحات