أنت هنا

قراءة كتاب فراغ مليء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فراغ مليء

فراغ مليء

كتاب "فراغ مليء"، للكاتب العراقي محمد خضير، يقول عن كتابه هذا الأديب الدكتور مأمون فريز جرار، "يمضي محمد خضير في مسيرته، يركب أجنحة الحروف ليطوف بنا في عالم من الأمل والألم، يصوّر الواقع بالكلمة وبالصورة، وإن يكن فيه بعض الظلمة، لكن ملامح الفجر ترتسم على ال

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9

أغنيَّةٌ أزلية

الثلاثاء، 20 شباط، 2007 - أبو ظبي
في زاويةِ المخيَّمِ الغربيّةِ، تَفَجَّرَ الصَّمْتُ، وعلا صوتُهُ فوقَ صوتِ الخِطابِ، وتناثرَ الخجلُ بُقَعًَا من كرامةٍ فوقَ محيطِ هدوئِنَا، وسَقَطَتْ أقنعةٌ كنّا نرتَدِيْها كي نُخْفِيَ آثارَ عِراكٍ على سُلْطةٍ ولَّتْ وأدْبَرَتْ.
فقَدْ ترجََّلَ الفارسُ حاملًا صُرَّةَ عَشْقٍ تكفي أحلامَنا.. ترجَّلَ عن آمالِهِ ومشى الهُوينى؛ نحوَ قبرٍ يتّسِعُ لأحلامِهِ الّتي ما وسِعَتْها ذاكِرَتُنا ذاتَ يومٍ.. ثمَّ مضَى.
إلى الشهيدِ المجاهدِ يوسُفَ أحمدَ أبو ريحانَ (أبو جندل) الّذي قادَ معركةَ مخيّم جِنينَ، واستُشْهِدَ فيها يومَ الأحدِ 13–4 – 2002 بعدَ أنْ نَفِدَتْ ذخيرَتُهُ، حيثُ قامَ الصّهاينَةُ باعتِقالِهِ وإعدامِهِ بعدَ أنْ تعرَّفَ إليهِ أحدُ الخونَةِ الّذينَ باعُوا عِرْضَهُم وأرضَهُم.
أطبَقَ الجَفْنُ على وطنٍ
وبقايا أغنيَّةٍ أزليّةٍ
طرَّزَها العشقُ
فكانتْ أجملَ أغنيّهْ..
وجهًا بملامح صيفٍ
وبِضْعِ رِصاصات.. وهُويهْ
ورجلاً يسكُنُهُ المخيّمُ
عند أولِ حجرٍ بالزاويةِ الغربيّهْ
يتلحّفُ قصائدَ مِنْ خُبْزٍ
.. وصُرَّةَ عشقٍ
وقُنْبلةً يدويّهْ!
ثم دَوَّى الصَّمْتُ
فوق ثرثرةٍ بالجامعةِ العربيّهْ
وعلى أولِ حجرٍ
تَمّ التوقيتُ
فتفجّرَتْ صُرَّةُ العِشْقِ
وأطلَقَتْ نَارَها البندقيَّهْ
هُنَا .. عَلى أولِ حَجَرٍ :
سَقَطَت الوجوهُ كِسَفًا
يمتدُّ من السّماءِ،
وحتى الرابعِ مِنْ حزيرانَ
والحدِّ الفاصلِ بين جسدي
وانشِطاراتُ الشّظيَّهْ،
هُنَا عَلى أولِ دمٍ
وفي ذاتِ التوقيتِ خَرَجْتُ
تلحّفْتُ قصائدَ رجلٍ
بالزاويةِ الغربيَّهْ
وبَحَثْتُ بَيْن رُكامِ العمرِ
عَنْ وجهٍ أَعرفهُ ..
أعشقُهُ ..
وبَيادرِ خوفٍ منسيّهْ
قالُوا:
ظَلَّ يُحاربُ دَوائَر للقهرِ
ومقاعدَ للصّمتِ
وخطاباتٍ لقتلِ الوقتِ
ثُمَّ قَضى أجلًا ومنيّهْ..
وما تَرَك إلاَّ وطَنًَا في قصيدةِ خبزٍ،
وبِضْعَ رِصاصاتٍ
و
قَ
ض
يَّ
ةْ

الصفحات