أنت هنا

قراءة كتاب الموسيقى العربية والأفريقية وأثرهما في موسيقى العالم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الموسيقى العربية والأفريقية وأثرهما في موسيقى العالم

الموسيقى العربية والأفريقية وأثرهما في موسيقى العالم

إن تطور الفن من رسم ثابت على كهوف العصر الحجري، إلى الصور المتحركة على الشاشات المرئية والخيالة، وأشرطة العرض "الفيديو". ومن الدراما اليونانية ذات المسرح المستدير، إلى الدراما الإذاعية المسموعة والمرئية .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 1

المقدمة

إن تطور الفن من رسم ثابت على كهوف العصر الحجري، إلى الصور المتحركة على الشاشات المرئية والخيالة، وأشرطة العرض "الفيديو".
ومن الدراما اليونانية ذات المسرح المستدير، إلى الدراما الإذاعية المسموعة والمرئية .
من أنغام القصبة المثقوبة، والطبول والنقر، إلى التأليف السيمفوني...
كل هذه ليست مجرد تطور فحسب للرؤية العاطفية والانفعالية للإنسان فوق هذه الأرض، ولكنه ثمرة لتطور المجتمع وتطور الصناعة والعلم فيه لأن الفن ينمو ويتراجع بسب طبيعة الأوضاع الاجتماعية.
"فالفن هو تعبير عن حالة وجدانية، ومظهر حضاري، يشهد على التطور الاجتماعي للحالة الوجدانية للجماعة".
فالفن تعبير عن مراحل الوضع الاجتماعي القائم وما به من حركة فكرية ونشاطات اجتماعية أخرى (صناعية – زراعية – علمية – الخ..).
"وتدل الفنون بصفة عامة على مدى ما بلغه المجتمع من رقى وتقدم وعلى ما يتضمنه من عناصر الذوق العام".
والفن بالضرورة أن يحتضن كل التراث السابق عليه من أشكال وأدوات، ولذلك فإن الفن يعتبر تعبيرا ذاتيا وموضوعيا في ذات الوقت:
ذاتيا: باستعانته بالأدوات والأشكال والوسائل الاجتماعية.
موضوعيا: بما يتخذه من موقف اجتماعي في اللحظة التاريخية المعينة وهذا يحدد دلالته الموضوعية.
وبمعنى آخر إن الفن تعبير ذاتي لأنه خلاصة للجهد المبدع الخلاق الذي يبذله الفنان بمشاعره وأحاسيسه وأفكاره وقدرته على الابتكار وهذا نتاج عبقريته الذاتية.
وهو موضوعي أيضا من خلال أدواته وخبراته وملابسات حياته، بصفة الفنان كفرد في المجتمع.
إذن فالمجتمع الذي يعرف قيمة الفنون، ويرعى الفنانين ويوفر الظروف الملائمة لعملهم، هو مجتمع واع ومتفاعل وقابل للتطور، فالتقدم لا يكون بالإنتاج المادي فقط، بل بما يصاحبه من إبداعات جماهيرية تعكس التراث الأصيل للمجتمع.
"فالفنون عنوان حضارة الشعوب، فكلما ازداد عدد المنتجين للفنون، وتوسعت قاعدة المشاركة الفنية كان ذلك دليلا على انتشار الحضارة، وعلى مدى الإسهام في صنعها".
إذن فالمجتمع دائما هو الذي تنتج عنه الإبداعات من خلال فرد فيه هو المبدع الفنان الذي إذا ما توفر له المناخ الملائم أبدع وخلق وابتكر.
والمجتمع العربي الأفريقي والآسيوي، والمجتمع الأفريقي في القارة السمراء بجنوبه وشماله، هو الذي قاد حركة الفنون والآداب في العالم.
ففي وقت كانت فيه أوربا تعيش في ظلام دامس كان الفن والأدب في أوج ازدهارهما في المشرق والمغرب العربي، وفى وقت لم يتم فيه اكتشاف أمريكا بعد كانت الإيقاعات الأفريقية والأنغام الأفريقية تملأ الدنيا، وما دخلت موسيقى الجاز إلى أمريكا والدول اللاتينية إلا عن طريق الأفارقة.
وما عرف العالم الشعر إلا عن طريق العرب ومعلقاتهم وما من أحد يستطيع أن ينكر أن الشعر بقصائده وموشحاته ومألوفه هو عربي النشأة.
والمدارس العربية في اشبيليا وقرطبة وغرناطة خير شاهد تاريخي على أن الفنون الأوربية والأمريكية هي نتاج اجتهاد العرب وعبقريتهم والأفارقة وتراثهم.
وفى الفصول التالية نتناول هذا الموضوع:-
الفصل الأول: اثر الموسيقى العربية على موسيقى العالم.
الفصل الثاني: اثر الموسيقى الأفريقية على موسيقى العالم.
الفصل الثالث: فضل العرب والأفارقة على العالم.

الصفحات