أنت هنا

قراءة كتاب الوافي في قواعد الصرف العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوافي في قواعد الصرف العربي

الوافي في قواعد الصرف العربي

النحو والصرف علمان لا يفترقان، وإذا كان علم النحو يبحث في أحوال الكلمة المتنقلة كما رأيت في كتاب الوافي في قواعد النحو العربي، وأنه يدرس الجملة والتغيير الذي يحدث على بنية الكلمة لغرض لفظي أو غرض معنوي، فإن علم الصرف يبحث في كيفية صياغة الأبنية العربية، وال

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 3

ثم قام فصلى بنا المغرب، ثم قال لغلام فوق رأسه: تُبَلِّغ معه الكتاب إلى الفضل بن سهل.
قال: فدخلنا عليه، فتناول الكتاب فقرأه.
وقال: يا نضر، إن أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسين ألف درهم فما القصة؟
قال: فحدثته الحديث، ولم أكتمه شيئاً.
قال: فقال لي: لحنت أمير المؤمنين.
قال: قلت: كلا، إنما لحن هُشَيْم - وكان لحانة - فتبع أمير المؤمنين لفظه، وقد تُتَّبع ألفاظ العلماء، فأمر لي بثلاثين ألف درهم، فأخذت بكلمة واحدة استفاداها ثمانين ألف درهم.
وورد في طبقات النحويين أيضاً أن أبا بكر الزبيدي قال: أخبرني محمد بن عمر، أخبرني غير واحد ممن شهد إبراهيم بن حجاج، وقد قال له أبو محمد الأعرابي العامري شاكراً على شيء اصطنعه إليه: «تالله ما سَيَّدَتْك العرب إلا بحقك».
فقال أبو الكوثر الخولاني، يا أبا محمد، العلماء عندنا بالعربية يقولون: (سودتك) فقال: السواد: السُّخام، يخطئون ويصحفون! فانتهره إبراهيم وقال: تتسوَّر على الأعراب في لغاتهم.
فكتب أبو الكوثر إلى يزيد بن طلحة بالخبر فأجابه: المعروف (سَوَّدتك) بالواو، ولعل ما ذكر أبو محمد لغة لبني عامر، فلما وردت السحاءَة على أبي الكوثر قال: يا أبا محمد، أنكر الأستاذ ما ذكرت، وحكى له قوله، فصاح الأعرابي وهاج، وبعث إبراهيم في يزيد.
فلما حضر خرج عليه فقال له: أتتسور على الرجل في كلامه؟
فقال له ابن طلحة: إن العلم ليس من جهة المغالبة، ولكن من جهة الإنصاف والحقيقة، فليجبني أبو محمد عما أسأله عنه.
فقال له: سل.
فقال يزيد: كيف تقول العرب: ساد يسود أو ساد يسيد؟
فقال الأعرابي: ساد يسود.
فقال يزيد: هذه الواو معنا في الفعل، فكيف تقول العرب: السُّودَد أو السيدد؟
فقال: السودد.
فقال يزيد: هذه الواو ثابتة في الاسم.
قال: أي منزلة عندكم عمر بن الخطاب  من الفصاحة؟
فقال الأعرابي: فوق كل منزلة.
قال يزيد: فقد ثبت عندنا أنه قال: «تفقَّهوا قبل أن تُسَوَّدوا»، وهذا حديث لم يطعن فيه أحد من علماء اللغة، كما صنعوا في سائر الأحاديث التي وقع فيها الغلط.
فَلَجَّ الأعرابي وقال: يا أهل الأمصار، ماذا صنعتم بالكلام؟
ومثل هذه الروايات كثيرة في كتب الطبقات وغيرها، وبإمكان من أراد الزيادة فليعد إليها.
غير أن الخلاف في مسائل التصريف كثيرة، كما هو الاشتباه في مسائل النحو، والخلاف بين المدرستين البصرية والكوفية مشهورة، وخاصة ما جاء في أصل المشتقات، وقد أشار أبو البركات الأنباري في كتابه  «الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين والكوفيين» إلى مسائل عدة وكان منها المسألة الثانية عشرة بعد المائة «في علة حذف الواو من نحو يعد» نوردها هنا لتوضيح زيادة الفائدة من علم الصرف، قال:
ذهب الكوفيون إلى أن الواو في (يعد، ويزن) إنما حذفت للفرق بين الفعل اللازم والمتعدي. وذهب البصريون إلى أنها حذفت لوقوعها بين ياء وكسرة.

الصفحات