أنت هنا

قراءة كتاب شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

هذا ما تسنى لي جمعه من أسماء وخِلال الصحابة الشهداء على ارض المملكة الأردنية الهاشمية، بحدودها المعروفة الآن، اقتصرت عليهم دون من دفن في فلسطين من الصحابة كعبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وذي الأصبع التميمي، وفيروز الديلمي، وواثله بن الاسقع الهوازني، ومسعود

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله، رب العالمين، ناصر المجاهدين، ورافع راية الموحدين المخلصين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ قائد الغر المحجلين، وإمام المتطهرين، وعلى آله وأصحابه البواسل الشهداء الطاهرين، والشرفاء والمهتدين.
أما بعــد ؛
فيحتضن الأردن مقامات ثلة من شهداء الصحابة الكرام، ارتفعت أرواحهم الطاهرة من أجسادهم الى باريها عبر أثيره، وارتوت أرضه بدمائهم، وضم ثراه أجسادهم النيّرة، فارتفع بهم وتسامى، وارتقى بآثارهم وأمجادهم وبطولاتهم حتى قارب عنان السماء؛ فمن السابقين الأوائل تشرفت أرض الاغوار بأمين الأمة أبي عبيدة، وأرض اليرموك بالحارث بن هشام، ومن القادة البواسل ضم ثرى مؤتة الشجعان الأقوياء، منهم حِبُ النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، وفي الأردن من آل البيت الهاشميين ذو الجناحين، الطيار المكرم، الفذّ المعظم، ومن شعراء الدعوة الاسلامية الذابين عن الدين بالسنان واللسان عبدالله بن رواحة، ومن السفراء حاملي رسائل النبي صلى الله عليه وسلم وخطاباته الحارث بن عمير الأزدي الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم الى عظيم الروم، ومن العلماء معاذ بن جبل الذي يأتي يوم القيامة متقدماً العلماء برتوة، بالاضافة الى الكثير ممن غابت اسماؤهم ولم تغب أجسادهم فسطر التاريخ من أفعالهم ما يغني عن تحديد مقاماتهم واضرحتهم.
إن الاردنيين ما زالوا بتلك الأمجاد والآثار محتفين محتفلين، يرفعون المآذن والقباب، ويشيّدون المقامات والآثار، ويرسمون السير والأمجاد، ويسطرون البطولات بماء الذهب، ويفتخرون بالثلة الطاهرة النقية، يقول كل واحد منهم للبقية:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ومن ثَمّ ارتأيت استعراض تلك المكرمات الالهية، واستنطاق بطولات الاجداد، وتشيد صروح المجد التي بدت جلية في جنوب بلدي وشماله ووسطه، فآثرت جمع خلالهم واوصافهم وطريقة استشهادهم في كتيب؛ يحكي حالهم، ويصور علاماتهم، وينطق بألسنتهم، ويكتب باقلامهم، ليكون نبراساً يسير عليه مبتغي الهداية وطالب الاسترشاد الى سواء السبيل، وليكون فخراً للمفتخرين، ونموذجاً للمقتدين.
وتحيّرت بمن ابدأ؛ بأقدمية الاسلام! أم بأسبقية الاستشهاد! واستقر الأمر على الابتداء بالأسبق الى الشهادة، ومن كان استشهاده لعهد النبي صلى الله عليه وسلم هو الأقرب، واستعرضت التاريخ فوجدت بداية دخول الصحابة أرض الأردن لغاية الجهاد والاستشهاد كانت في السنة الثامنة للهجرة، وفيها سرية كعب بن عمير الغفاري(1) ومقتل الحارث بن عمير الأزدي(2)، وبقي الاشكال قائماً في ايهما أسبق؟ وبالتأمل وجدت أن مقتل الحارث الأزدي كان سبباً في غزوة مؤتة(3) مما يدل دلالة واضحة على أن استشهاد الغفاري كان قبل استشهاد الأزدي، وكلاهما في السنة الثامنة وقبل مؤتة والله تعالى أعلم.
وقبل الشروع باستعراض سير الصحابة الزكية قدّمت نُبذاً عن المراد بالصحابي وبالشهيد، وكيف كانت أرض الأردن مباركة.
ولن أضع القلم حتى اعتذر عن الهفوات - دأب البشر – والنقص إن حصل، رغم اني التزمت ابان المسيرة الاستيعاب والتقصي، فلم أدخر جهداً في سبيل الاحاطة بما يتطلبه هذا البحث الشيق، وآمل ممن قرأ هذا الكتاب فوجد فيه نقصاً أن يُتم نقصي بارشادي، والله الهادي الى سواء السبيل.
المؤلف

الصفحات