أنت هنا

قراءة كتاب التصميم الجرافيكي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التصميم الجرافيكي

التصميم الجرافيكي

فن التصميم من الفنون التشكيلية التي تؤدي إلى ابتكار ورسم وتخطيط للأشياء المرئية والوظيفية والجمالية التي نحتاجها في حياتنا اليومية وبها تعطي للإنسان والفنان كل ما هو جديد والذي يعطي الإحساس والشعور المرهف في تذوقنا الفني والثقافي، وكلمة تصميم تعني ابتكار ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
الإدراك
 
الإدراك هو الوسيلة الوحيدة التي يتصل بها الإنسان مع بيئته المحيطة فهو عملية عقلية تتم بها معرفة الإنسان للعالم الخارجي عن طريق التنبيهات الحسية. كما أن الإدراك الحسي لا يقتصر على الخصائص الحسية للشيء المدرك فقط بل يشمل أيضاً معرفة واسعة تخدم هذا الشيء المدرك. وبحكم اتصال الإنسان المتكرر بالبيئة والعالم الخارجي المحيط به من أشياء وموضوعات سواء مسطحة أو مجسمة تتراكم خبراته ولذلك تبدو عملية الإدراك متواصلة نامية.
 
ومن جوانب تعقيد العملية الإدراكية أن الحواس البشرية لا تستجيب إلى بعض المظاهر المحيطة بالإنسان، وعليه فإن الإدراك البصري مثلاً لا يعكس الحقيقة بدقة موضوعية. فإذا ما نظر شخص ما إلى هيئة شخص ما قريب منه وإلى شخص آخر مماثل في الحجم بعيداً عنه فإن ثبات الإدراك سيؤدي إلى إدراك الشخصين متساويين على الرغم من خداع البُعد الذي يؤدي إلى تغير البُعد بالمقارنة بالقريب.
 
1- الإدراك وكيف يحدث: وجد الإنسان نفسه مزود بقوى كبيرة لتنقل إليه العالم الخارجي وأول هذه القوى الحسية هي الحواس أو الأجهزة الحسية التي تمثل المنافذ الرئيسية للإنسان على العالم الخارجي.
 
وقد حصر العلماء الحواس البشرية في إحدى عشرة حاسة متميزة تجتمع في أجهزة خمسة وهي: البصرية والسمعية الحسجسمية الكيميائية والحسحركية.
 
ودرجات التميز في كل إحساس من هذه الإحساسات تختلف عن الآخر الذي يليه وبذلك يكون أدقها الحاسة البصرية وعنصرها المستقل هو العين، التي تتأثر بالموجات الضوئية المنعكسة من الأجسام الخارجية وتقوم الأطراف العصبية بنقلها إلى المخ ومن ثم يحدث الإحساس والإدراك.
 
وتشير الدراسات إلى أن الإدراك البصري يحتل الموقع الأول في القوى الإدراكية للإنسان حيث تزوده الرؤية بإدراك شامل للمحيط المرئي بطريقة مباشرة.
 
2- عملية الإدراك البصري: يتم الاتصال البصري عن طريق العين من خلال الضوء المنعكس من المرئيات والذي تستقبله العين بواسطة عدسة الشبكية فتتكون لديه صورة نمطية على الشبكية لدرجات شدة المداخل المتفاوتة من الأسطح المتعددة والأشياء الموضوعة أو المكونة لتلك الأسطح. ثم تقوم الأعصاب بنقل الإشارات إلى المخ فيتم به بعض التغيرات الفسيولوجية والكيميائية في العضلات والأعصاب وخلايا المخ التي تسبب الوعي بالأشياء والإحساس وتنبه قدرات التفكير والرغبات والاستجابة أي أن الذهن يقوم بدوره في نقل هذا الانطباع إلى العالم الخارجي على هيئة صور خارجية. وتطلب عملية الاستقبال البصري مهارات متعلقة بالقدرة على الإحساس بموقع وحجم وشكل وحركة الأشياء أو الموضوعات المحيطة بالشخص المدرك. ويتحكم مستوى النشاط الذهني للفرد وقدرته على الانتباه في موقفه من المظاهر المرئية.
 
تمر عملية الإدراك البصري بالنسبة لأغلب الناس في أطوار متتابعة تبدأ بالنظرة الإجمالية ثم بعملية التحليل وإدراك العلاقات القائمة بين الأجزاء ثم بإعادة تأليف الأجزاء في هيئة الكلية مرة أخرى. ومن ثم فإن عملية الإدراك البصري مستمرة تبدأ في الأغلب بالكليات وتتحول إلى الجزيئات بهدف التحليل والتأمل تمهيداً لإعادة التحول إلى الكليات في صورة مفهوم إدراكي تأملي.
 
فبالرغم من أن النظرة الإجمالية لأي عمل فني تسبق دائماً النظرة التحليلية ولا يمكن إدراك العلاقات بين الأجزاء ما لم يشمل إدراك المشاهد أولاً المدرك بأكمله لأنه لا معنى للأجزاء منعزلة بعضها عن بعض بل يتوقف معناها على موقفها من سائر الأجزاء وعلى كيفية انتظام الشكل الكلي في أجزاءه.
 
العمل الفني المجسم على سبيل المثال يمكن للمشاهد أن يراه ككل، ولكن من زاوية إدراك واحدة سواء كانت هذه الزاوية محددة للمشاهد من قبل الفنان أو متروكة لاختياره. والنظرة التحليلية لها حداً ولا يمكن تجاوزه وإلا فقدت أجزاء العمل الفني معناها بالقياس إلى العمل ككل. إلا أنه في مجال رؤية الأعمال الفنية يمكن للنظرة التحليلية أن تسبق النظرة الكلية ولكن في هذه اللحظة يكون العقل بصدد عملية تحليل.
 
فللمجال البصري خصائص كامنة فيه تعد بمثابة مثيرات للعملية الإدراكية حيث يستدعي المرء معاني تيسر التعرف على الشيء المرئي وتأويله وإدخاله في دائرة الأشياء التي يألفها. وعلى ذلك فإن الإدراك يكون إجمالياً في مبدأه وتؤدي الألفة بموضوع الشيء المدرك إلى سرعة الإدراك كما أن الإدراك البصري يعد عملية نامية متتابعة إذ تتحول نواتج الإدراك البصري لموقف ما إلى مقدمات تساعد على حُسْن الإدراك وسعة مجاله.

الصفحات