أنت هنا

قراءة كتاب شبـاطيـات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شُبَــاطِيّــاتْ

شبـاطيـات

إن أسلوب الكاتب في مجموعته متنوعة رغم الرابط الذي يربطها معاً، فنحن نجد أنفسنا في عالم مختلف بأجواء كل قصة أو نص، رغم الخيوط السرية التي تربطه بالنصوص الأخر، ونجد ذلك بوضوح في نصه (مداهمة أمنية)، من حيث العنوان ومن حيث الأسلوب، ونجد ذلك بشكل مختلف قليلاً في

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
شباطيات
 
عندما خضت في نصوص هشام خاطر، لم أكن أتوقع أني سأخوض في مخاضة كبيرة واسعة الامتداد من مساحات الألم، فنصوص هشام وهي تحمل اسم (شباطيات)، تعيدنا لجو شهر شباط بما يحمله من تخبط وعنفوان، ويذكرني بالمثل الشعبي الذي كان أجدادنا يقولونه أمام تقلب شهر شباط وعنفوانه: (شهر شباط ما عليه رباط)، فلم يكن لأحد أن يتوقع موعد الشمس من لحظات الغضب ولحظات الرياح والمطر، وهكذا كانت نصوص (شباطيات)، تحمل في دواخلها وبين طياتها مجموعة من أشهر شباط وليس شهراً واحداً، تدفع القارئ لها لوضع العديد من التساؤلات، ولعل أهم سؤال هو: ماذا يريد الكاتب؟
 
فالذي يقول في نص (ابتسامة موجهة) عبارة: (باستطاعتي انتزاع قنبلة من بين الصخور، ولكنني أعجز عن انتزاع آلامي من رؤيتي لعاهة مستديمة)، يجعلنا نحن القراء نجهل (المعاني رغم تكرار الإشارة دائماً) كما يقول عن نفسه في النص. فهشام يعتمد كثيراً في نصوصه على الرمزية، وأحياناً تكون الرمزية مغرقة في ثنايا النص مما لا يترك المجال للقارئ إلا أن يعود ويقرأ النص أكثر من مرة في محاولة لأن يصل للمعاني المختبئة خلف العبارات، فهو لا يكتب لمجرد الكتابة، وهو في نفس الوقت لا يتحذلق بالكلمات، بمقدار ما رأيت أن هناك خلف هذه السطور روحاً يشوبها الألم، يشوبها الغضب، فهو (كمارد غاضب مدفوعاً بكل أسباب النقمة)
 
وفي نصه (بيلار) أشعر بأنه نص منتزع من الواقع، أشعر أنه يروي حكاية حصلت، لكنه يصوغها بعد مضي وقت طويل كنـزف روح، ويتساءل: (كم من الموت كان سيحتاج حتى ليخرج بك من بين الركام؟)، وهنا نجد في السؤال فلسفة معينة حول الموت وحول الحياة، وفي نصوص أخرى نجد الكاتب يلجأ للغرائبية ورسم لوحات سريالية كما في قصة (طبع مكتسب) حيث يقول: (كانت وجوه لنا نراها للوهلة الأولى)، وهو يبدأ القصة بقوله: (هذا ما تبقى من وجهي على حائط المدرسة القديم)، فهو من خلال فكرة غرائبية إلى حد الإدهاش يعري الوجوه في المجتمع كونها ليست أكثر من أقنعة مزيفة، وهو يلجأ لنفس الأسلوب وإن كان بشكل أقل حدة في قصة (صوباشي عريس)، بينما تزداد حدية الغرائبية والرمزية في قصته (عادة قديمة) حتى تصل إلى درجة الإغراق بالرمز، والتي يصرخ في نهايتها: أنا ما زلت هنا..، ما يعطي النص طابع الشعور بالبحث عن الذات في ظل فكرة غريبة صاغها النص، بينما في نصه (عملية مضاعفة)، نراه يمازج بين أفكار مرتبطة بالجوع (الجوع حين ينال من حواسنا يجعل للعظام الجافة نكهتها) فيأتي النص كأنه على شكل حلم ونهاية القصة هي الواقع.

الصفحات