أنت هنا

قراءة كتاب كل شيء ساكن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كل شيء ساكن

كل شيء ساكن

كتاب "كل شيء ساكن" لمؤلفته الكاتبة ميّ بنات؛ هو عبارة عن مجموعة قصصية متنوعة تأخذنا من خلالها الكاتبة إلى عوالم يبدو فيها كل شيء ساكن، لكن في حيثياتها تشدك إلى ما أعمق من السكون، وكأن رحلة البحث قد بدأت من جديد.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
كل شيءٍ ساكنٌ
 
كلّ شيءٍ ساكنٌ، الأزقّة، وأشجار السّرو، والحجارة، وما تبقّى من البيوت، حتّى صفوف النّمل تتسلّل بين ألواح الخشب بسكونٍ غريبٍ. ترتسم خطوط الشّمس على الجدران المكتظّة بالخطوط المتشابكة يتوسّطها رسمٌ نحيلٌ يتكرّر عليها، ويتكرّر في كتب التّاريخ والجغرافيا، وفي كثيرٍ من الأرواح المهاجرة .
 
انطلق يوسف في الزّقاق نورسًا عشق الحرّية، عربة الكعك محطّمة، وحبّات السّمسم متناثرة، لا أظنّ أبا منصورٍ يترك بيع الكعك !! و..أين شجرة البرتقال؟ كانت هنا ! كان برتقالها لذيذًا؛ لكنّ برتقال شجرتنا ألذّ ! أحسّ بلزوجةٍ ما في الأرض، يكاد ينزلق..الأغصان محطّمة، و البرتقال منبسطٌ على الأرض، وقافلة الغربان تقطع السّماء .. وكلّ شيءٍ ساكن ..قرأ يوسف على إحدى الجدران : فلسطين لنا ..أمّي تقول ذلك، والأستاذ محمود يقول ذلك أيضًا، لكنّهم فيها ! سار يوسف بخطواتٍ متأرجحةٍ ملتفتًا إلى بيت خاله، كان متيقّنًا أنّه سيسمع شيئًا كهذا :
 
- يوسف، أين كنت !؟ كم قلت لك لا تخرج !
 
- و لِمَ لا يا أمّاه؟!
 
- كلّ ما نحن فيه، ولِم لا ! لأنّهم سيقتلونك إنْ خرجت!
 
- لا ..أنا صغير، لِم يقتلونني؟!
 
- هم لا يعرفون صغيرًا ولا كبيرًا، هم يقتلون فقط.
 
- أقتلهم أنا قبل أن يروني، أو..أهرب !
 
- كم أنت عنيدٌ !! عنيدٌ كأبيك ..اذهب وساعد خالك..
 
أسرّ يوسف بعض الاستفهامات الحائرة في نفسه، بينما ظهرت البقية جليّةً على وجهه.ضرب الخال ظهره بيده الموشّحة بالسّمرة، وقال باندفاعٍ مختنق :
 
- يوسف بطلٌ، رجلٌ كأبيه، لا تخافي عليه.
 
- بطل..رجل، و ما الّذي جنيته من ذلك؟ زوجٌ أُخذ إلى السّجن و لا أعلم أحيٌّ هو أو ميّت، وابني الكبير الّذي اختفى بين عشيّةٍ وضحاها، و ابنتي الوحيدة تزوّجت ورحلت بعيدًا، وتقول لي لا تخافي على يوسف..ترنّحت كلماتها، وشقّت الدموع مجراها على وجنتيها..
 
- توكلي على الله يا أختي ..

الصفحات