أنت هنا

قراءة كتاب جنان في ثوب البيلسان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جنان في ثوب البيلسان

جنان في ثوب البيلسان

"جنان في ثوب البيلسان"، رواية عاطفية، تحكي قصة تشبه حياة الكثيرين من أبناء القرى اللبنانية؛ فيما قبل الحرب وبعدها؛ وخصوصاً، في كل عائلة؛ من تنازع للأولويات؛ ففي كلّ مرحلة من مراحل عمر الفرد، أمنيات يودّ تحقيقها لولا ممانعة الأهل بسبب من تطلعات أخرى؛ تكون ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

تمهيد

قبل تقدُّم التكنولوجيا؛ كان الاعتقاد، في معظم القرى اللبنانية بأنّ أهمّ تحصيل علميّ، في العائلة، هو الحصول على شهادة الطبّ، أو الهندسة، أو المحاماة! وكُلُّ ما عدا ذلك، فهو تقطيع للوقت، وإلهاء عن سلوك الدرب الصّحيح للمراكز العُليا، ولشرف المقامات!.. لذلك ترى الأب يفخر؛ إذا ما حقّق، أيّ من أولاده حلمه في الحصول على شهادة كمثل هذه الشهادات!....
جنان

رأي

ـ بعض الأمور تبقى غير مرئيّة؛ ولكنّها في الحقيقة، هي الأكثر أهميّة!
ـ نُجرِّبُ ما يُوجِع كي نَتَعلّم!
ـ المكافآت، عادة ما، تأتي متأخّرة!
ـ تمييز الأشخاص، عادة ما يأتي في العُسر، لا في اليُسر!
ـ وحش الفقر، الذي طارد كلاً من حسام، وجنان؛ حتى أواخر النصف الأول من عمر كلّ منهما؛ اضمَحَلَّ! وذاب في النّسيان؛ كما يذوب الشّمع من تحت شعلة الضوء؛ بيد المؤمن بقدرته على المثابرة؛ تَوَصُّلاً، إلى ما يبتغيه من تصميم مُتقَن على النجاح!..

ذاكرة لا تنام

جنان طفلة ذات ذاكرة لا تنام! ولا تكبُر، في عمر النِّسيان!... ربيعها، الدّائم الخضرة، يتفتّح بتوافد البراعم؛ من صُوَر راسخة في الأذهان؛ لألوان زاهية، ونابضة بالحياة!...
في البيت دفءٌ، وحنان؛ رغم البرودة، والصّقيع، طوال فصل الشِّتاء؛ ونسائم تشجـيع، وحماسة، وثقة، وإعجاب؛ تحفز النَّفسَ على المضيِّ في التّحصيل؛ للإبقاء على هذا الكمِّ من الرِّضى؛ ولإبعاد اليأس، ولتجاوُز الإحباط!...
هي صورة الأهل، على أكمل وجه، وأرفع مستوىً لمثال!... هم أعطوا، كما أخذوا من الخالق؛ كأنبل عطاء!... أولادهم كانوا المتلقّين لكلِّ هذا الدَّفق من الرِّعاية؛ وتَنَوُّع الجود، في النُّصح، وتبيان النتائج؛ من أوجُه الخطأ، ومن أقنية الخير، إلى مرابع البركات.
ما بين الغلط، والصّواب، تَمحوَرَت كلّ دعائم التّربية؛ للحصول على نعمة الأنعام، ألا وهي السّلام!... إنّها طريقة العيش بمبادىءَ تُسيِّرنا بعفويّة الواثق؛ فلا نتكلّف، ولا نتصنّع، ولا نحسب حساباً لمكافأة؛ باكتساب ألقاب المعالي والرُّتَب!...
حَسبُنا من رضى اللّه علينا؛ فيما لو تكتَّمنا عن عمل صالح، أسعدنا! من قبل أن ينساب خَيرُه على غيرِنا!...
أفكارنا في حرب ضروس، مع ما هو الحسن، وما هو المنبوذ!... وما بين الممكن إصلاحه؛ وما هو عديم الفائدة؛ لدرجة أنّ الرّجاء منه ميؤوس!... الأهل، والأولاد هم شبه الطبيعة. بكلّ عطاء!.... الزّارع يبذر البذور؛ وفي نيَّته أن يحصد الغلال؛ من طيِّبات ما أمِلَ من حُسن الثّمَر؛ وعلى أرفع مستوًى!..
لم يخطر بباله، بأنّ بعض الحَبِّ قد ضلَّ النّهج؛ فهوى على صخر أصمّ؛ فأبطل نفعه! وأمّا الحبُّ الذي انغرس في التّربة، وتمتّع بالرِّعاية؛ من سقاية، ودفءٍ، وتهوية صالحة؛ فقد أثمَرَ، ونَما، وتكاثر؛ لتكتمل الأمثولة: (زرعوا، فأكلنا! نزرع فيأكلون)!...
فالحياة دورة؛ منها الصّيف، والرّبيع، والخريف، وآخرها الشتاء!...

الصفحات