أنت هنا

قراءة كتاب جنة الفدائيين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جنة الفدائيين

جنة الفدائيين

"جنة الفدائيين"، للكاتب السعودي محمد الراشد؛"جنة الفدائيين" هي أول عمل روائي له. أرمان...

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

وفي مكانٍ آخر من المدينة، بالقرب من السوق، في ساحة عامة تتوسطها نافورة المياه المتدفقة من فتحاتها العلوية الأربع تنساب بنعومة إلى حوضها السداسي الشكل وتتلألأ بفضل خيوط أشعة الشمس الدافئة التي تتسلل من وراء الغيوم الكثيفة، مصدرة خريراً يشنف السمع ويزيح الهم عن القلب، جلس الرجل الملتحي ذو الثياب السوداء على مقعد خشبي طويل وبين يديه كتاب صغير ذو غلاف جلدي أسود متأكل الأطراف يقرأ بهدوء، وإلى جانبه على الأرض لفة من القش بداخلها السمك الذي اشتراه ظهر هذا اليوم.
بعد أن قرأ عدة صفحات شاهد من وراء النافورة شاباً آتياً يمشي من جهة السوق، فابتسم وعاد يطالع كتابه حتى اقترب منه فغمغم: «أرجو أن يكون نجح».
«أرجو ألا أكون قد تأخرت» صاح الشاب المقبل.
«كيف سارت مهمتك» سأله وهو يبتسم بغرابة وأضاف: «أراهن على أنه نجح في الاختبار».
أخرج الشاب الكيس المليء بالنقود وألقاه إليه: «لقد نجح بالفعل، كما أنني أعطيته منها ثلاثة دنانير».
«يا لكرمك...» قال له وهو يضع الكيس داخل جيبه.
سأله بمزيج من الحماسة والقلق: «كيف كان؟».
«أؤكد لك بأنه يندر وجود أمثالٍ له، شجاع حقاً... ومكسبٌ ثمين، ويستحق الانضمام إلى جماعتنا، كما أنه يستحق أكثر من ثلاثة دنانير».
قال له بحماسة: «ألم أقل لك، فلدي حدس وفراسة لا يخطئان أبداً».
«أتعرف أين يسكن؟».
سكنت حماسته وانقلب صوته إلى الجدية: «أجل كنت أراقبه لأيام، ومنذ أن وقعت عيناي عليه ذكرتني ملامح وجهه بشخص ما... شخص عزيز علي، وعندما تحدثت إليه هذا اليوم أيقنت أنه كان... ابناً له».
«ماذا؟».
«محمد دارا... هل سمعت بهذا الاسم من قبل؟».
«أجل!!! كيف لا... ألم يقتل في حادثة المؤذن قبل عشرة أعوام مضت؟».
«بل منذ اثني عشر عاماً، لقد كان فدائياً مخلصاً، وصديقاً وفياً... رحمة الله عليه».
«إذاً... لا بد من أن نرسل إليه أحد الدعاة ليتولى أمر إقناعه بالانضمام إلى جماعتنا في أسرع وقت ممكن».
«لا داعي لذلك، سوف أقنعه بنفسي سأعود إلى هذه المدينة الأسبوع المقبل على كل حال، ولكن الآن يجب أن نذهب إلى القلعة، ستمطر في أي لحظة الآن».

الصفحات