أنت هنا

قراءة كتاب إسلامية فلسطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إسلامية فلسطين

إسلامية فلسطين

كتاب "إسلامية فلسطين"، يقول د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

المقدمة

الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام ، وشرح صدورنا للإيمان ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد : ـ
تحتل فلسطين مكاناً مميزاً في نفوس العرب والمسلمين ، حيث تهفو إليها نفوس المسلمين ، وتشد إليها الرحال من كل أنحاء المعمورة ، ففيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين ، وثاني المسجدين ، وثالث الحرمين الشريفين ، وفيها التاريخ الإسلامي العريق الذي يزرع نفسه بقوة في كل شارع من شوارعها ، وكل حجر من حجارتها المقدسة ، وكل أثر من آثارها.
ومن المعلوم أن رحلة الإسراء بدأت من المسجد الحرام وانتهت بالمسجد الأقصى ، وفي ذلك ربط للمسجدين لن يزول مهما فعل اليهود ، يقول ـ سبحانه وتعالى ـ : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُالْبَصِيرُ ) (الإسراء:1)، وقال * : = ( لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إَلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِي هذا ، وَالمَسْجِدِ الأقْصَى ) (1).
ففـي المسجـد الأقصـى المبارك صلى رسولنا محمد * بالأنبياء إماما ، كما صلى في ساحاته أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وأبـو عبيـدة عامـر ابـن الجراح ، وخالد بن الوليد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وغيرهم من مئات الصحابة.
وفي جنبات الأقصى رفع الصحابي الجليل بلال بن رباح الأذان بصوته الندي ، وفي ظل هذا البيت دفن العديد من الصحابة الكرام وعلى رأسهم عبادة بن الصامت أول قاض للإسلام في بيت المقدس ، وشداد بن أوس ، وغيرهما من عشرات الصحابة ، وما من شبر من أرضه إلاّ وشهد ملحمة أو بطولة تحكي لنا مجداً من أمجاد المسلمين.
إن بلادنا فلسطين تتعرض لهجمة شرسة على أيدي أعداء الله ورسوله ، فهم يعملون ليل نهار على تهويد مدينة القدس ، بعد أن عزلوها عن محيطها الفلسطيني من خلال جدار الفصل العنصري ، وما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي يومياًّ من قتل للمواطنين ، وهدم للبيوت وتدمير للمصانع والمؤسسات ، وتجريف الأراضي الزراعية ، ومحاربة العمال في لقمة عيشهم ، وفرض الحصار الاقتصادي والسياسي على الشعب الفلسطيني ليس عنا ببعيد .
كما يتعرض المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام لمؤامرات عديدة
منها تقويض بنيانه وزعزعة أركانه جراء الحفريات الإسرائيلية المستمرة للأنفاق أسفل منه ، وكذلك محاولات السلطات الإسرائيلية إقامة مايُسمّى بالهيكل المزعوم بدلاً منه ، ومنع المصلين من الوصول إليه ، ومنع ترميمه.
فرأيت أن الحاجة ماسة إلى وضع هذا الكتاب (إسلامية فلسطين) لتعريف المسلمين بمكانة فلسطين في الكتاب والسنة من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفـة ، وإظهـار قيمـة هـذه البـلاد المباركـة ، فالقضيـة لا تتعلق بقطعة أرض صغرت مساحتها أم كبرت ، إنما تتعلق بقضية أرض باركها الله وبارك البلاد التي حولها ، ففلسطين صغيرة في مساحتها لكنها كبيرة وعظيمة في مكانتها ، كيف لا وهي أرض الإسراء والمعراج ؟ ! لذلك فإن ارتباط المسلمين بفلسطين عامة والمسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة ارتباط عقدي ، وليس ارتباطاً انفعالياًّ عابراً ، ولا موسمياًّ مؤقتاً ، حيث إن حادثة الإسراء والمعراج من المعجزات ، والمعجزات جزء من العقيدة الإسلامية . كما أننا نهدف إلى التأكيد على أن فلسطين كانت محط أنظار المسلمين منذ بزوغ فجر الإسلام ، وتلك إشارة واضحة على فضلها ومكانتها ، وكذلك للرد على الادعاءات الباطلة التي تزعم بأن لليهود حقاًّ تاريخياًّ ودينياًّ في فلسطين ، حيث إن بعض الناس التبس عليهم أمر الصراع بين المسلمين واليهود ، وذلك من تأثير الآلة الإعلامية الغربية الفاعلة حتى أصبح بعضهم يصدق أنّ لليهود حقًّا تاريخيًّا ودينيًّا في فلسطين.. هذا الاعتقاد الخاطئ يوجب توعية الشعوب العربية والإسلامية وإظهار زيف هذه الادعاءات ، وأن فلسطين أرض وقف إسلامي إلى يوم القيامة ، فهي أرض عربية الأصول ، إسلامية الجذور ، منذ آلاف السنين ، فالواجب على جميع أبناء الأمتين العربية والإسلامية أن يدرسوا تاريخ فلسطين ، وأن يتحرَّوا الدقة فيه ؛ حتى يتعرفوا على حقوقهم ويردوا كيد الحاقدين ، ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال :
مثل القوم نسوا تاريخهم
كلقيط عيّ في الحي انتسابا
أو كمغلوب على ذاكرة
يشتكي من صلة الماضي انقضابا
كما نهدف إلى حث المسلمين على القيام بواجبهم تجاه فلسطين وأهلها المرابطين الذين يشكلون رأس الحربة في الذود عن المقدسات الإسلامية في فلسطين بالنيابة عن المليار ونصف المليار مسلم .
أما نحن أبناء الشعب الفلسطيني فسنظلُ على العهد والوعد اللذين بهما نسمو فوق جراحنا ، ولن تثنينا شدةُ الأيام وصعوبةُ الواقع من التطلع إلى اليوم الذي نستعيدُ فيه ما سُلب منا ، وأن نعيدَ إلى فلسطين والقدس أمجادها العربية والإسلامية إن شاء الله ، ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا .
المؤلف
الدكتور
يوسف جمعة سلامة

الصفحات