أنت هنا

قراءة كتاب ذات مساء عاد الحب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذات مساء عاد الحب

ذات مساء عاد الحب

رواية "ذات مساء عاد الحب"، فكرت سكاي أن التجارب التي خاضتها في مرحلة المراهقة مع الشبان الذين واعدتهم لم تحضرها لمثل هذا العناق الوحشي. التفت ذراعا فوكنر حولها كالفولاذ وهما تثبتان جسدها بقربه وتمنعانها من التنفس.

تقييمك:
4.25
Average: 4.3 (4 votes)
الصفحة رقم: 2

أكد فوكنر هاينغتون ذلك باستهزاء وعيناه تتفحصانها بتقييم لا يرحم، وتلاحظان استدارة وجهها الفتي الجميل وجسمها النحيل وكنزتها ذات اللون الزهري وسروالها الجينز الضيق الذي يلتصق بساقيها الطويلتين.
- وستبلغين الثامنة عشرة قريباً.
أضاف ذلك بشك كأنه غير قادر على التصديق.
يبلغ طول سكاي خمسة أقدام وست بوصات، وهي تعتبر طويلة بين النساء، أما شعرها فهو خليط من ألوان الأشقر والنحاسي ولون القرفة، وبشرتها بيضاء خالية من الشوائب. ومع أنها تقارب سن النضوج ما زال جسمها هزيلاً، لكن ما زال أمامها الوقت الكافي لتصبح ذات جاذبية.
شعرت سكاي أن تقييم فوكنر لها غير عادل، فما من مبرر لكي ينظر إليها هذا الرجل كأنها طفلة.
حاول والدها إقناعه: "هيا، فوكنر! لندع سكاي تلقي نظرة على الحصان، فلا ضير في ذلك".
- حسناً!
وافق فوكنر ببطء، وهو ما يزال يرمق سكاي بنظراته التقييمية. إنها نظرات تزعجها. فقط لو أنه يدعها تقترب من الحصان، فسوف تريه براعتها في ركوب الخيل.
أخذت سكاي نفساً عميقاً، وأجبرت نفسها على الابتسام بشكل طبيعي. ذلك ليس أمراً سهلاً وهي تفكر أن هذا الرجل أهانها ووالدها في الدقائق القليلة الماضية.
- أودّ أن أرى ستورم يا سيد هارينغتون، فمنذ أن رآه أبي في الأسبوع الماضي لم يكف عن تعداد مزاياه.
قالت سكاي ذلك في محاولة لتشجيعه، لكن العينين الزرقاوين اللتين كانتا تتفحصانها انحرفتا نحو أبيها. تمتم فوكنر بصوت ناعم لكنه منذر بالخطر: "لم أكن أعلم أنك رأيت ستورم يا كونور".
نظرت سكاي إلى أبيها، وعلمت من نظرة اللوم التي وجهها إليها أنها أفشت سراً. هزّ والدها كتفيه بلا مبالاة وأجاب: "صادف أنني كنت في هذه المنطقة الأسبوع الماضي، وأنت كنت في سباق، فسمح لي السائس لديك أن ألقي نظرة على الحصان الذي سمعت الكثير عنه منك".
- أحقاً؟
لم تخف حدة نظرات فوكنر، ولم تطرف عيناه. حتى إنه لم يبدُ سعيداً بما قاله الرجل الأكبر سناً.
أيقنت سكاي أن السائس لن يفلت من التوبيخ، فقالت برقة: "من المنطقي أن يرى أبي شيئاً يريد شراءه".
نظر إليها فوكنر هارينغتون ببرودة، وقال: "منطقي، نعم. هذا... لو أنني على علم بأنه يريد أن يشتري أحد أحصنتي...".
وأضاف مزمجراً: "...لاسيما ستورم".
سألته سكاي بتهور: "لكن لماذا تريد الاحتفاظ به وهو غير صالح للسباق؟"
بما أن والدها هو من يمول هذا الرجل، فهو يعرف كم يكلف إيواء الخيول وتدريبها وإقامة السباقات لاختيار الأحصنة المناسبة للسباق من تلك غير المناسبة.
نظر فوكنر هارينغتون بغطرسة إليها ملاحظاً جرأتها، وقال بقسوة: "هل تعتقدين أن السبب هو أنه غير قادر على المشاركة في السباق، أم لأن لدي تحفظات حول بيعه إلى طفلة أخرجت للتو مقوّم أسنانها من فمها؟"
أصبح خدا سكاي أحمرين كلون شعرها. كيف عرف هذا الرجل أنها أزالت مقوم أسنانها منذ أشهر قليلة فقط؟
لاحظت بطرف عينيها أن والدها تحرك في كرسيه بقلق حين لاحظ غضبها، لكنها راحت تغلي في داخلها وتجاهلت تحذيره، فسألت الرجل: "إذاً، ألست على استعداد لتريني ستورم؟"

الصفحات