أنت هنا

قراءة كتاب ذات مساء عاد الحب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذات مساء عاد الحب

ذات مساء عاد الحب

رواية "ذات مساء عاد الحب"، فكرت سكاي أن التجارب التي خاضتها في مرحلة المراهقة مع الشبان الذين واعدتهم لم تحضرها لمثل هذا العناق الوحشي. التفت ذراعا فوكنر حولها كالفولاذ وهما تثبتان جسدها بقربه وتمنعانها من التنفس.

تقييمك:
4.25
Average: 4.3 (4 votes)
الصفحة رقم: 9

في المستشفى تجمع الكثيرون ليؤكدوا لها أن موت والدها جاء سريعاً وأنه لم يعانِ من الألم قبيل وفاته. وأخيراً، عندما لاحظوا أن لا شيء مما يقولونه يستطيع التخفيف من حزنها أخبروها أن جراحه كانت كثيرة ولربما من الأفضل له أنه لم ينجُ.
من الأفضل له أنه...؟! كيف يكون موت والدها أمراً جيداً؟ بحق السماء! لقد فقدت والدها الذي أحبته أكثر من أي شيء آخر في العالم، في حادثة مفاجئة ومأساوية!
والآن، ها هو فوكنر هارينغتون، وهو غريب آخر، جاء ليخبرها أن دفن والدها سيتم بعد أربعة أيام...
لم تنظر سكاي إلى فوكنر بل قالت: "اذهب من هنا".
- لا أستطيع.
ردّ عليها بنبرة ملؤها الأسى، ثم تابع: "ويوماً ما ستشكرينني لأنني لم أذهب".
- أشك في ذلك كثيراً.
- سكاي! بناء على وصيته، سيدفن والدك بجانب والدتك بعد أربعة أيام، وأنا هنا لأصطحبك إلى البيت.
- لن أذهب إلى أي مأتم بعد أربعة أيام أو أي وقت آخر.
استدارت لتواجهه بشراسة وعيناها تشعان بوهج أزرق، لكنها حين حاولت الجلوس عاودها الألم في رأسها وجنبها فعادت لتنام على ظهرها ثانية.
كررت رفضها بوهن وهي تدير له ظهرها: "لن أذهب يا فوكنر".
- آه! بلى ستذهبين.
أجابها بحزم وهو يقف ليشرف كالبرج فوقها، ثم تابع يقول: "أنت تعلمين مثلي تماماً أن والدك أراد دائماً أن يتم دفنه قرب والدتك في وينسور".
أطلق فوكنر أنيناً خافتاً حين رأى أن حزنها تضاعف عندما ذكّرها بفقدانها لأمها أثناء طفولتها.
- أعترف أنني قد لا أشعر بفداحة المصاب مثلك في هذه اللحظة لأن والديّ -والحمد لله- ما زالا على قيد الحياة وهما يعيشان في فلوريدا، لكنني بدوري فقدت صديقاً عزيزاً... صديقاً سأشتاق إليه كثيراً.
ثم أضاف برقة: "وأعرف أن هذا الصديق يريدني أن أهتم بابنته".
استدارت سكاي إليه، وقالت بحزن: "لو أنك حقاً صديقه، أين كنت في الأشهر الستة الأخيرة حين بدا واضحاً أن أبي بحاجة إلى كل أصدقائه؟"
وقف فوكنر باستقامة، وأجابها: "كنت بجانبه يا سكاي".
ردت عليه باحتقار: "لم أرك أبداً".
قال فوكنر بهدوء: "لكنني رأيتك".
اتسعت عيناها بعدم تصديق: "متى؟ أين؟"
هز رأسه بعدم اهتمام: "لا يهم. المهم الآن هو أن أخرجك من هنا بأقل ضجة ممكنة. ما زال الصحافيون يحومون أمام المستشفى، لذا أقترح...".
- فوكنر! أعتقد أنني أوضحت لك رأيي حول هذا الموضوع، لكن في حال لم أكن...

الصفحات