أنت هنا

قراءة كتاب ذات مساء عاد الحب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذات مساء عاد الحب

ذات مساء عاد الحب

رواية "ذات مساء عاد الحب"، فكرت سكاي أن التجارب التي خاضتها في مرحلة المراهقة مع الشبان الذين واعدتهم لم تحضرها لمثل هذا العناق الوحشي. التفت ذراعا فوكنر حولها كالفولاذ وهما تثبتان جسدها بقربه وتمنعانها من التنفس.

تقييمك:
4.25
Average: 4.3 (4 votes)
الصفحة رقم: 10

أكّد لها فوكنر يبنبرة جافة: "واضحة تماماً! لكن ذلك لا يغير واقع أنك أصبحت على وشك الخروج من المستشفى، وأن حالتك تحسنت حسب رأي الاخصائيين. سكاي! يحتاجون إلى السرير من أجل مريض آخر أما أنت فلا تحتاجينه".
أضاف بنفاد صبر حين لاحظ أنها ستناقشه: "لذا، هيا! لنلبسك بعض الثياب".
- ليس لدي ملابس. الثياب التي...
وابتلعت ريقها بصعوبة وأضافت: "...التي كنت أرتديها أصبحت في حالة يرثى لها بعد أن اضطروا إلى قصها، لذا طلبت منهم أن يحرقوها".
- هذا لا يهم. جلبت معي أغراضك التي تركتها في الفندق.
استدار فوكنر، وحمل حقيبة من قرب الباب لم تلاحظها سكاي من قبل، ثم وضعها على حافة السرير ليفتحها.
شهقت سكاي حين رأت ثيابها مطوية بترتيب داخل الحقيبة، وخمنت بسهولة من أخرجها من الأدراج والخزانة في الفندق قبل أن يطويها بترتيب ويضعها هناك.
هزت رأسها بحيرة قائلة: "فوكنر، ألا تعتقد أنك أخذت على عاتقك مسؤولية كبيرة بتدخلك هذا؟ أظن أنك تكفلت بتنظيم مراسم الدفن أيضاً؟"
رفع فوكنر رأسه بتحدٍ، وقال: "من غيري سيقوم بذلك؟ أنت؟ لا أعتقد ذلك. أم ربما عمك سيموس؟"
ثم هز رأسه بحزن، وتابع: "سكاي! الأسبوع الماضي، بعد أن علم عمك سيموس بالحادثة أصيب بصدمة شديدة وأسرف في الشراب. في صباح اليوم التالي وجدته مدبرة منزل والدك جالساً عند أسفل درج المنزل وهو لا يعرف ما يدور حوله. على الأرجح أنه بقي جالساً هناك طوال الليل لأنه كسر رجله عندما وقع على الدرج.
حدقت به سكاي للحظات طويلة. انتظرت عمها سيموس طوال الأسبوع كي يأتي لزيارتها، وبالرغم من أن جزءاً منها شعر بالارتياح لأنه لم يحضر، لأن التعامل مع حزنه وحزنها معاً أمر صعب بالتأكيد، إلا أن سماع شرح فوكنر عن سبب عدم مجيء عمها إلى إنكلترا بعد الحادث ضاعف من شعورها بالضياع.
عندما رأى فوكنر تعابير وجهها الحائر تنهد وقال: "لو لم يكن الموقف مأساوياً لبدا باعثاً على الضحك".
إنه على حق. في الواقع، حاولت سكاي جاهدة أن تمنع نفسها من الضحك بشكل هستيري.
هز فوكنر رأسه قبل أن يستدير ويولي اهتمامه لمحتويات حقيبتها، ثم قال: "سوف يسمحون له بالخروج من المستشفى في نهاية الأسبوع".
أدركت سكاي أن عمها لن يحضر مأتم والدها في إنكلترا.
- هات! دعني أقوم بذلك.
تجاهلت محاولات فوكنر لاختيار بعض الملابس من حقيبتها. ربما قام بدافع الضرورة بجمع هذه الملابس في الفندق، لكنها شعرت كأن شيئاً خاطئاً يحدث وهي تراه يقلب ملابسها الداخلية الحريرية. حاولت بجهد أن تجلس على حافة الفراش إلا أنها لم تستطع أن تنظر إلى فوكنر بسبب موجة من الحياء داهمتها فجأة.
- ربما من الأفضل أن تنتظر في الخارج.

الصفحات