أنت هنا

قراءة كتاب أتحداك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أتحداك

أتحداك

رواية (أتحداك)؛ نظرت آمي إلى انعكاس صورتها في المرآة، وألقت على نفسها محاضرة حازمة ومطولة: عليها أن تعمل جاهدة على تجنب روكو قدر المستطاع.

تقييمك:
4.25
Average: 4.3 (4 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

لم يعلم روكو ماذا عليه أن يتوقع، فشركة لوسي للبناء تقع في ضاحية ستراتفورد، ومكاتبها موجودة في مبنى تقليدي يعبق بأناقة العالم القديم، وهو مختلف جداً عن مبنى شركته الزجاجي الحديث المميز الواقع في قلب نيويورك كاختلاف الجبن عن الطبشور. في أعماق تفكيره، توقع أن يجد مكتباً أصغر حجماً في مبنى ينتمي إلى العصر الفيكتوري.
تراجع عما يفكر به عندما انعطف السائق عبر الطريق بعيداً عن المنطقة الراقية ليدخل إلى شوارع مكتظة بالناس والأشياء. أخيراً أوقف السيارة أمام مبنى صغير من الإسمنت فيه عدد من المتاجر المتواضعة لبيع الصحف والمجلات. نظر روكو بتجهم إلى المدخل القاتم وسأل: "هل أنت متأكد أنك عرفت المكان المطلوب؟"
لاحظ زمرة صغيرة من الشبان يتسكعون أمام المبنى الذي لا يحمل أي اسم، من الواضح أن لا عمل لديهم في هذا اليوم الرائع المشمس من الصيف غير التجمع في هيئاتهم الرثة المخيفة.
- بالطبع، سيدي. فأنا معتاد على اصطحاب الآنسة هوغان عندما تتعطل سيارتها.
- وهذا أمر يحدث باستمرار. أليس كذلك؟
أجاب إدوارد بعفوية: "إنها مولعة جداً بسيارتها الميني الصغيرة، مع أنها تتعطل بين الحين والآخر".
أطلق روكو زفرة وهو يشعر بالضيق. دفع باب السيارة، وخرج بجسده الطويل القوي، ثم انحنى لينظر عبر النافذة ويقول: "سأتصل بك عندما أصبح جاهزاً للرحيل".
- أجل، سيدي.
تصور روكو أنه لن يبقى هنا لمدة ساعة، فلا رغبة لديه في مراجعة أي دفاتر أو سجلات مع تلك المرأة. بإمكانه القيام بذلك في مكتب والده المريح. لا! ببساطة سوف يجعلها تحضر نفسها لإمكانية إقفال هذا المكان المخصص للرعاية وتأمين الإعانات المالية، ما دام والده لن يعود إلى العمل في وقت قريب تاركاً لروكو تدبير أمور الشركة بحسب ما يراه مناسباً قبل أن يغادر إلى نيويورك. إذا أرادت الشركة التبرع بالمال لأهداف خيرية، فهناك وسائل أخرى للقيام بذلك. وسائل تجلب إلى الشركة حسماً في الضرائب. الوقت والطاقة والسلطة أمور يجب أن تنفق في الجانب المربح من الأعمال، وشركة لوسي للبناء ليست فرعاً غير رسمي لوكالة الإغاثة!
مع هذا التحديد الحازم في ذهنه دفع روكو باب المكتب ودخل إلى عالم لم يزره منذ فترة طويلة جداً. عالم من المفروشات الزهيدة الثمن والسجاد البالي والفوضى الواضحة. لم يكن هناك أي مكان مخصص لاستقبال الزوار، بل خمس مكاتب مكتظة في غرفة بالكاد تبلغ مساحتها نصف مساحة مكتبه الخاص في نيويورك. احتلت جداراً كاملاً منها خريطة معقدة لمراكز الرعاية، أما النوافذ فقد تركت مفتوحة ليدخل الهواء النقي إلى المكان. ما إن دخل إلى الغرفة حتى حدقت به العيون باهتمام غير خفي. ثلاثة رجال وامرأتان، جميعهم في العشرينيات من أعمارهم. اثنان من الرجال عقدا شعرهما إلى الوراء كذيل الفرس، وعلى العكس تماماً قصت المرأتان شعرهما في تسريحة قصيرة جداً. قال روكو: "أبحث عن آمي هوغان".
تقدم إلى الأمام ليكتشف تفاصيل أخرى في الغرفة ظهرت أمامه، مثل لوح لكتابة الملاحظات ألصقت الرسائل عليه حتى باتت تغطي كل سنتيمتر فيه، وصناديق للأسلاك معظمها ممتلئ، وصندوق فيه آلات يدوية لم يتمكن من معرفة وجهة استعمالها. تقدم أحد الشبان منه، ونظر إليه بريبة وهو يقول: "إنها في القسم الخلفي".
رفع يده عندما حاول روكو السير في الاتجاه الذي ذكره، وتابع قائلاً: "إلى أين تعتقد أنك ذاهب، يا صديقي؟"
- أنا هنا لمقابلة الآنسة هوغان.
- ومن أنت؟
- روكو لوسي.
أسقط الشاب يده من الدهشة، وساد جو من الاهتمام على الفور.
- لدي موعد مع الآنسة هوغان. في حال أنها لم تذكر ذلك.

الصفحات