أنت هنا

قراءة كتاب نزهة في رياض الأدب والأدباء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نزهة في رياض الأدب والأدباء

نزهة في رياض الأدب والأدباء

منذ أن وقعت في حب الأدب في الثمانينيات من القرن الفائت، وأنا أقرأ وأطالع لكبار الأدباء والكتاب المعاصرين كهواية متجذرة في روحي ونفسي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
ومهما يكن من اختلاف بين الرابطة في الشمال والعصبة في الجنوب، فإن أدب المهجر بعامة، وما تناوله من مظاهر الحياة ومشاهدها، وما عالجه لشتى جوانبها وتياراتها وفلسفاتها، تارة في قصة، وطورا في مقالة، ومرة في شعر موزون، ومرة في شعر منثور، وأحيانا في مسرحية، وأخرى في أعمال نقدية، فإن أصحابه نجحوا في نقل الأدب العربي إلى بلاد لم تعرف هذا الأدب من قبل، كما نجحوا في تجديد مضمونه بدعوتهم إلى الحرية والثورة على الظلم والاستبداد التي كانت سائدة في بلادهم، وفي تجديد أسلوبه بابتعادهم عن التقاليد المعروفة في اللغة العربية من المحافظة على الديباجة إلى التقيد بالوزن والعروض، وخاصة عند أدباء الرابطة القلمية.
 
ومما يؤيد هذا القول ما جاء في كتاب المغتربون لعبد اللطيف اليونس إذ يقول: " ليس في الأدب العربي قديمه وحديث أسمى من الأدب المهجري ولا آنق ولا أحلى، وليس في الأدب العربي أدب كالأدب المهجري من وحدة رسالة، ووحدة هدف، ووحدة اتجاه، كما أن الأدب المهجري بما امتاز به من روحانية صافية في الشمال، ووطنية صارخة في الجنوب، وبتصويره الأنيق الدقيق وحسه المرهف المترف في كل من الشمال والجنوب، ليعد جوهرة أدبية بديعة أضافت إلى كنز الأدب العربي نزعة إنسانية صادقة، ورومانسية جميلة، وفكرا متجددا ثوريا لا يمكن إنكاره."
 
لقد نحا أدب الرابطة القلمية في الشمال منحى إنسانيا صافيا تجلبب بجلباب روحانية سامية صافية، كما أنه لم يهمل الجانب الوطني والنزعة القومية، كذلك أدب الجنوب وعلى الرغم من واقعيته وجديته وثوريته، فلم يهمل الناحية الإنسانية والروحانية. ومما ساعد في إذكاء هذا الأدب، اللقاءات الأدبية التي كانت تعقد هناك، والنوادي والندوات والصحافة والطباعة والمجلات وغيرها.
 
وبهذا نستطيع القول أن الأديب المهجري حمل في قلبه لهفا متقدا من جذوة متقدة وذهب بها إلى عالم جديد ودنيا جديدة، فجعل اللهب بركانا، ونبراسا مشعا، وأرسل عبر البحار شعاعا من نور فكره وروحه، وقبسا من إشعاع قلبه ووجدانه، فإذا به ينير السبيل ويزيح من الدروب العقبات والعثرات.
 
29/4/2011م

الصفحات