أنت هنا

قراءة كتاب نزهة في رياض الأدب والأدباء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نزهة في رياض الأدب والأدباء

نزهة في رياض الأدب والأدباء

منذ أن وقعت في حب الأدب في الثمانينيات من القرن الفائت، وأنا أقرأ وأطالع لكبار الأدباء والكتاب المعاصرين كهواية متجذرة في روحي ونفسي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
 وصفها لممارسات الاحتلال وما تبعها من مرحلة الرفض والتحدي، ثم لقاءاتها لبعض اليهود سواء المتعاطفين مع القضية الفلسطينية أم المناهضين لها، وهناك بعض المشاهد التي وصفت رد فعلها عندما توفي الرئيس جمال عبد الناصر، إلى اغتيال المناضل "وائل عادل زعيتر" ممثل حركة التحرير الفلسطينية في روما، إلى زيارة الفيلسوف الأمريكي لها في بيتها "هاربرت ماركوز"، ثم تنتقل لتصور حضور المرأة في النضال، وهناك بند تطرق إلى فوزها بجائزة "الزيتونة الفضية" لأحسن شاعر من شعراء بلدان البحر الأبيض المتوسط، فمشهد يصور الانتفاضة الفلسطينية، فمؤتمر مدريد، فلقاؤها بالشاعر محمود دروس في عمان، إلى وصفها للفتاة الفلسطينية المفكرة والمثابرة رغم الألم والمرض "باسمة حلاوه" وأخيرا وليس آخرا إلى لقائها بالشاعرة اليهودية "داليا".
 
كل هذه الصور والمشاهد والأحداث عبرت عنها فدوى بلغة بليغة وعبارات جزلة ومفردات تحمل من التشبيهات والاستعارات والصور أشكالا وألوانا، ويمكن القول أن أسلوب فدوى اتصف بحرارة العاطفة وطلاوة الكلمة والتشويق إلى جانب دقة الوصف والتصوير، وبلاغة الكلمة والتعبير.
 
وخير ما ينعت به أسلوب فدوى بأنه أسلوب "السهل الممتنع" هذا إلى جانب أن روح فدوى وخفة دمها كانت تطل عليك من بين السطور فتضفي على الأحداث عذوبة وحلاوة مما يزيد المذكرات جمالا فوق جمال. ناهيك عن تزودك به من ثقافة غزيرة واطلاع واسع تجسد من أول كلمة خطتها إلى آخر مشهر صورته، وباختصار فإنَّ هذه المذكرات جاءت لتسجل قضية شعب بأكمله، ولتضعها على رؤوس الأشهاد قضية إنسانية عادلة يدافع عنها كل من يحب العدل والحرية والسلام سواء كانوا عربا أو يهودا محليين أم أجانب.
 
إنني أرى أن من واجب الأدباء تدارس هذه المذكرات وأن يجعلوا منها موضوعا للندوات والمناقشات ورسائل الماجستير والدكتوراه، ومن حق الجامعات أيضا أن تقرر مذكراتها كمرجع أساسي لدراسة مساقات اللغة والأدب، ومساقات الدراسات الفلسطينية ومساقات في التاريخ، وحتى مساقات في التربية وعلم النفس، بل علينا أن ننشرها في مكتبات العالم الشرقية منها والغربية وفي كل مكان.
 
نشر في جريدة القدس
 
في 16-10-1995

الصفحات