قراءة كتاب موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية

موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية

كتاب " موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية " ، تأليف د. عبد المنعم الحنفي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2005 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 3

ويتوجه التيار السلفى المعاصر وجهتين ، الأولى : أن يعتبر المسلمون كلّ مُتغلّب حاكمًا شرعيًا لا يجوز الخروج عليه، وإن كان جاهلاً أو فاسق الاعتقاد والسلوك ؛ والثانية : أن يساعد المسلمون التيارات السلفية الخارجة على أنظمة الحكم الحالية، كما عند الجماعات الإسلامية المجاهدة فى مصر والجزائر واليمن وغيرها . وهؤلاء أيضًا يعيبهم أنهم لم يخرجوا عن إطار نظرية العادل المستبد ، ولم يحققوا لذلك أى بديل إسلامى يصلح نموذجًا حضاريًا عمليًا لحكومة عادلة عصرية . ورغم ذلك فإن الفكر السياسى الإسلامى لم يخضع للجمود ، وذلك دليل أنه فكر راشد ، وإن كان يشوبه الكثير من الاضطراب . وإننا لنحتاج لمراجعة دائمة لما يسود مجتمعاتنا من أفكار مهما كانت، ويعوزنا أن نراجع التاريخ العربى السياسى برمّته ، تطبيقًا ونظريًا، لمعرفة نواحى الخلل فيه أو التقصير ، والتأثير والتأثّر بين الفقه والتاريخ ، مع الأخذ فى الاعتبار أن الفقه يتطوّر بتطور التاريخ، ويرتكس بارتكاسه . ودراسة الفرق والجماعات الإسلامية عبر التاريخ الإسلامى، هو رصدٌ لتطوّر الفكر السياسى الإسلامى، وارتباطه بالفقه وارتباط الفقه به. ولقد كان الفكر الإسلامى التجديدى ثوريًا، فمعظم الحركات الإسلامية كانت دعوات للتجديد ، ولإحياء السُنّة وإبطال البدعة . وابن تيمية مثلاً دعا إلى قتال التتار رغم إعلانهم اعتناق الإسلام ، لأنه رآهم قد خالفوا الشريعة ، ثم كانت حركة محمد بن عبد الوهاب (1703-1792) فى الجزيرة العربية، وحركة عثمان بن فودين فى غرب أفريقيا ضد البدع ، وضد المستعمر، وينشد كل منهما تقويض المجتمعات الإسلامية من خلال تقويض معتقداتها. ومن أجل ذلك أنشئت مثلاً جمعيات الشبّان المسلمين، لحماية الشباب من الحضارة العلمانية الجديدة ومن توجهاتها الليبرالية . وكان إنشاء حسن البنا لجماعة الإخوان المسلمين، لدعوة الناس إلى الأخذ بمبادئ دينهم والعودة إليها، ولمحاربة الفسوق الجديد والفكر الإلحادى . وفى الهند دعا أبو الأعلى المودودى الأقلية المسلمة إلى التمسّك بالدين، وأن تكون للأقلية هويتها فلا تتوه فى هذا الخِضّم الهندوسى . وفى مصر وصف سيد قطب، فى كتابه «معالم فى الطريق»، المجتمع، بأنه مجتمع جاهلى، طالما أنه لا يحكم بكتاب الله وسُنّة نبيّه . وأصدر محمد عبد السلام فرج كتابه «الفريضة الغائبة»، يرخَّص للجهاد، ويقنّن لـه، ويدعو إليه لتحرير المسلمين ، باعتبار فتاوى ابن تيمية، فى كتابه «الفتاوى الكبرى». والجهاد فى فقه السُّنة فرض كفاية، يسقط عن البعض طالما أن البعض يقيمونه ، وهذا فى حقّ الأجنبى، ولكنه فى حقّ المسلم الذى يترك دينه ويتبع بدع الكافرين ، فإن الجهاد على المسلمين يصبح فرض عين، وعلى كل منهم أن يحارب التوجّهات غير الإسلامية، وأن يعتزل مجتمع الكفر إلى أن تزول عنه جاهليته . ورفضت جماعة الإخوان دعوة قطب إلى الثورة ، وأصدروا كتاب «دعاة لا قضاة»، على أساس أنه لا يجوز الخلط بين الهدف الأسمى للمجتمع - وهو أن يطبِّق شرع الله ، وبين الحُكم والتدبير، وهو مسألة سياسية مرجعها الناس وليس الله، وأكد البنا أن الجماعة دعوة وإرشاد وليست جماعة سياسية حزبية . ويقسّم القرضاوى الحركات الإسلامية المعاصرة أقسامًا أربعة ، هى : فصيل التكفير ؛ وفصيل العنف ؛ وفصيل التطرّف ؛ وفصيل الوسطية ؛ والوسطية هى أوسعها ، وأرسخها ، وأكثرها اتباعًا، وأطولها عمرًا، وجمهورها هم الغالبية من المسلمين، ونسمّيهم الأصوليين، وهم جمهرة الصحوة الإسلامية التى قوامها: التيسير، والتجديد، والوسطية. والدين الإسلامى الذى هو مدار هذه الصحوة، هو من الناحية النفسية: إيمان بوجود ذات غيبية علوية ، مدبّرة لشئون الكون والإنسان ؛ ومن الناحية الواقعية: هو جملة العبادات ؛ وبمعناه العام: هو الإسلام. وبِحُكم التعريف الذاتى للدين فإنه يشبه الفلسفة، ومرجع ذلك أن موضوع الدين والفلسفة واحد، وإن اختلفت النتائج والغايات ، فمطلب الفلسفة هو أن نعرف أصل الوجود والغاية منه ، وأن نتبين سبيل السعادة فى الحياة ، وهذان الموضوعان هما ما تبحث فيه الأديان ، والدين الإسلامى خصوصًا ، لأنه الدين الذى يجمع بين الدنيا والآخرة ، ولأنه دين ودولة ، وهو لذلك أقرب الأديان إلى الفلسفة ، والاختلاف بينهما أن الفلسفة غايتها المعرفة ، والإسلام غايته المعرفة التى تؤدى إلى الإيمان، والعمل بمقتضى هذا الإيمان، ولذلك فالفلسفة نظرية حتى فى جانبها العملى ، وإنما غاية الدين عملية حتى فى جانبها النظرى ، فإذا كانت الفلسفة مناطها معرفة الخير والحقّ ، فإنها لا علاقة لها بما إذا كنا قد عملنا طبقًا لهذه المعرفة بالخير والحقّ ، وإنما الدين هو الذى يهمّه ذلك، ودين الإسلام يعرّفنا الحقّ، لا لكى تزيد به معارفنا، ولكن لكى نعمل بمقتضى ما نعرف . والدين لذلك يقوم على الدعوة ، وعلى التعليم، وعلى الانتشار بين مختلف الطبقات، وعلى الاستطراق فى المجتمع بمختلف فئاته ؛ والفلسفة لا يعنيها ذلك لأنها تقوم على الصفوة ، ولا يهتم بها إلا الفلاسفة، وهم الذين يحتكرون العمل فى مجالها . ثم إن الفلسفة من إنشاء الإنسان ، ومن وحى تفكيره ، وأما الدين فهو مُنـزَّل من السماء . والإنسان فى حاجة إلى الاثنين: الدين والفلسفة ، فبدون فلسفة لا تكون المعرفة، وبدون دين لا يكون الاجتماع. والإنسان وإن كان وحدة واحدة لا تنقسم، إلا أنه مركّب من الجسم والروح، وللجسم حاجاته ، وللروح أشواقها ، والدين هو الذى يُرضى نزعات الروح فى الإنسان، ويُشبع فيه فطرته الغيبية، وهو فى الإنسان كالدم فى الشريان، وهو فطرة فيه فطره الله عليها. والدين حافزٌ ودافعٌ من أشدّ الحوافز قوة ، وهو الدافع الأكبر للحياة ، ولولا الدين لانتحر الكثيرون . والدين يجعل للإنسان مشيئة القوة، ويرسّخ فيه إرادة الحياة . والدين يصنع الفضيلة ويهدى إليها ، ويدرأ الظلم ، ويمنع الجور ، ويقاوم الفساد ، وينشر الخير ، ويأمر بالعدل . ولولا الدين ما كانت التربية ، وفى الدول التى افتقدت الدين تلاشت التربية، وانتهت الفضيلة ، وساد اللامعقول . والدين يصنع المحبة - وهى أقوى رباط بين أفراد المجتمعات وبين الشعوب ؛ ولولا الدين ما كانت الأسرة ؛ وأثبتت البحوث، أنه بانهيار الدين انهارت الأسرة كرابطة اجتماعية، فانهارت المجتمعات بالتبعية، وانتهت الهويات، وزالت القوميات . ولقد ثبت أن الوطنية أو القومية وحدهما، لا تصنعان مجتمعًا ولا دولة، وكانت الوحدة الحقيقية هى الوحدة الدينية ، وخاصةً تحت مظلة الإسلام ، لأنه الدين الجامع الشامل ، والدين الخاتم ، والمسلمون بنصّ القرآن والحديث أمة واحدة ، والإسلام هو الذى يوحّد بينهم . ومن العلوم الثوابت علم المقارنة بين الأديان ، وقد أثبت هذا العلم عظمة الإسلام بعظمة أمة الإسلام ، ولا يفت فى وحدة الأمة أن تكثر بها الفرق ، فهى منابر لثراءٍ عقائدى ، ومجال واسع للعمل الدنيوى والأُخروى . وحسبنا الله .

دكتور عبد المنعم الحفنى

الجيزة من مصر المحروسة بإذن الله

شارع محيى الدين أبو العز ، الدقى ، ت 7613355

ملحوظة : كنت قد طلبتُ من أصحاب الحركات وزعماء الأحزاب والجماعات الإسلامية أن يزوّدونى بمؤلفاتهم فى فلسفة أحزابهم وجماعاتهم ولهم الثواب من الله ، وللأسف لم يستجب لى إلا قلة أشكرهم غاية الشكر ، وأتساءل من أى شىء يخاف أصحاب الفرق ورؤساء الجماعات أن يزودونى بمنشوراتهم؟ وهل يستقيم هذا الخوف ودعواتهم العلنية وإيمانهم أنهم على الحق ؟ !..

الصفحات