أنت هنا

قراءة كتاب يوميّاتُ شَفَقِ الزَّغْلُول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
يوميّاتُ شَفَقِ الزَّغْلُول

يوميّاتُ شَفَقِ الزَّغْلُول

"يوميّات شفق الزّغلول"  نصّ طويل يعيد نسج الكينونة الفلسطينيّة المتمزّقة بفعل الحدود وألعاب السّياسة والجغرافيا، بالإضافة إلى محاولته تأريخ هذه الكينونة بكلّ ثقلها المادّيّ والرّمزيّ بأسلوب استعاريّ لا يُلغي البُعد التّسجيليّ الوظيفيّ.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
للبوصلة مقام
 
بعد ما يقارب الخمس سنوات الّتي استغرقها زمن كتابة هذا العمل، جاء "يوميّات شفق الزّغلول" مرتكزًا على وجوه وأحداث حقيقيّة وعلى صور وحكايات مستوحاة من الواقع، مقتفيًا أثَر الحُفَرِ المفتوحةِ في الذّاكرة، معنيًّا بالمشاهد الّتي حَرص على التقاطها من نسيج الواقع، بالإضافة إلى مزاولة التّلصّص الشّفيف على تفاصيل تقتضي الرّجوع إلى مجسّات استشعار الّذي حدث ويحدث في آن، وأيضًا ما كان من مواد ونحاس الأشياء المترسّبة في مياه التّاريخ.
 
خلال هذه المدّة الزّمنيّة وما استلزمت من جهد استرجاع ونبْش في الحاضر ورصدٍ لليوميّ، كانت التّفاصيلُ الصّغيرة الّتي تسكُن الذّاكرة تحضُر وتتنفّسُ بانتشاءٍ سادنِ وِزْرَ هذه الأرض لمعادنها.
 
في هذه اليوميّات الّتي بلون الشّفق يتحرّك الضّوء صوب الإنسان والشّخوص المرتبطة بهذه الأرض، أو الّتي في تماس مع هذه الأرض، مع محاولة حثيثة لتدوين الموجود والمُغيَّبِ في المكان بما فيه من نبات وطير وحجر.
 
"يوميّات شفق الزّغلول" يتشكّل رذاذًا على ملهاة هذا التّاريخ، ويعيد نسج الكينونة المتمزّقة بفعل الحدود وألعاب السّياسة والجغرافيا، بالإضافة إلى محاولته تأريخ هذه الكينونة بكلّ ثقلها المادّيّ والرّمزيّ بأسلوب استعاريّ لا يُلغي البُعد التّسجيليّ الوظيفيّ. ودون الادّعاء أنّ هذا العمل جاء ليغطّي مساحات كبيرة من المكان وحراك الإنسان فيه، بل ليضيء بعض عتمات المنسيّ والعاديّ، وليكشف عن سيرورة حدث وموقف، وليجلو حديث النّفس واختلاجاتها، بفعل توصيف أو تبئير أو سخرية سوداء وغيرها. هذه العتمات المضاءةُ تنفرجُ عن سرائر تنضحُ بخُيول مارقة في عَراء هذا الزّمان العصيب، المنبعثة منه رائحة القتل وصيحات السّكون ونديف من كرامة، هذا وقد بدأتْ أصابعي تنزّ رؤيتها ووجعها وموقفها من حرب تمّوز 2006 مرورًا بالذّاكرة الجمعيّة والفرديّة، وبالمكان هنا وبالأرض كلّها وما مرّ ويمرّ عليها من ويلات ونكبات إلى يومنا هذا، ليكون لهذا العمل فِعْل قُبلة مندمغة في سماء هذه الهويّة.
 
منى ظاهر- النّاصرة

الصفحات