أنت هنا

قراءة كتاب يوميّاتُ شَفَقِ الزَّغْلُول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
يوميّاتُ شَفَقِ الزَّغْلُول

يوميّاتُ شَفَقِ الزَّغْلُول

"يوميّات شفق الزّغلول"  نصّ طويل يعيد نسج الكينونة الفلسطينيّة المتمزّقة بفعل الحدود وألعاب السّياسة والجغرافيا، بالإضافة إلى محاولته تأريخ هذه الكينونة بكلّ ثقلها المادّيّ والرّمزيّ بأسلوب استعاريّ لا يُلغي البُعد التّسجيليّ الوظيفيّ.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
هـ
 
ي
 
الأرض عناة،
 
عناة الأرض الّتي تحلّ لعنتها الشّرسة على من يهتك سرّ كينونتها..
 
هـ
 
ي
 
الجمرة عناة،
 
عناة الجمرة المتأجّجة السّرمديّة، الموحّدة لكنعان وموقد بيته..
 
صداها- التّفاصيلُ الشّعثاءُ للمكان ما يزال يتناسل فيما بين زهرات الدّفلى الورديّة الحمراء وسوسن النّهر.
 
هذا التّناسل للصّدى يتواصل بين لوز الشّعاب وتين الصّحراء البرّيّ بثمره الأخضر المحتفظ بلونه بعد النّضج.. ويستمرّ التّزاوج لصدى التّفاصيل بين نَيْلَوْفَرِ البحيرة وزيتون الهضبة، وبَرْزَة الحُرش بأوراقها المتقابلة ذات الثّمار المدوّرة البنفسجيّة عند النّضج، والثّوم البرّيّ بأزهاره البيضاء المتراصّة السّاكن في السّاحل- حيث يحلّ طير السّلوى هو السُّمّانيّ قتيل الرّعد، هو الزّائر للمكان ومُهاجِره والميت برعدة السّماء... هذا التّناسلُ للتّفاصيل، يحدثُ حيث غد الشّعر يُصاهر ذكرى صمت هذا الأزل تحت ليلك الشّرفات. تلك هي شرفات الزّمان الّتي تضيء مدارات الأشجار الصّحراويّة كالطّلح الّتي على شكل مظلّة بلونها الأخضر، أو كالسّيال الجرفيّ تلك الشّجرة العالية ذات الثّمار الشّبيهة بالقوس.
 
عناة أنا، أنا العناة..
 
أنا المقدّسة؛ أنا الغريزة الصّافية العليا.. وأنا الغريزة الوحشيّة السّفلى؛ أنا امرأة الصّلصال.
 
أنا المقدّسة من وضوء لهاث يشهق بطزاجةٍ تُوائم أخاديد صرحٍ معتّق/ مستودع الرّوائح.. جرحي هو فَخُّ العُشّاق/ متاهة اللذة الشّرهة المتقاذفة الجائعة، الصّارخة الجائعة بمقاربة الحريق/ الحقيقة..
 
أنا الأرض/ وطن المقاتل المتوحّد بعشقي/ المتنسّك بمعبدي/ المتمسّك بأذيال تفاصيلي أنا وهو البعلُ، الابن، الخلّ والحليل.
 
أنا المقدّسة؛ أنا الكريمة الدّافئة المُغدِقَة المعجونة بماء الرّصف، المندلق من مخبئي الّذي لا يُرى إلاّ للمكتشف المُصرّ المتبتّل، الأسير المتملّك لنبض اللُبّ/ السّرّ.
 
أنا المقدّسة، أنا المنتقمةُ؛ أنا الجسد الخالص للطّوطم المدمدم بطلاسم الحضارات الّتي من آلاف السّنين..
 
أنا حوّاء السّقوط، أرفع ذراعيّ بأضاميم سنابل فوّاحة بعطاء مواقيتي.. ولذّتها الكائنات تثمر وتتوهّج من ثديين منكشفين بحليب ينسكب على خبل الرّوح، حيث تغرغر الموسيقى الصّنّاجة من تأجّج الرّوائح والسّوائل ومسك نَشعها وضوعه.

الصفحات