أنت هنا

قراءة كتاب تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

كتاب "تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث"، مرت الامة الاسلامية في القرنين السابع والثامن للهجرة (الثالث عشر والرابع عشر للميلاد) بحالة انكماش سياسي وحضاري بدأ بالاطراف الشرقية والغربية واتجه للاقاليم المركزية منها ، وهو ما تجلى بسقوط العراق في المشرق بيد

تقييمك:
4.11595
Average: 4.1 (69 votes)
الصفحة رقم: 1

الفصل الأول

مدخل

في الوقت الذي ضعفت فيه الخلافة العباسية الكلاسيكية في بغداد في منتصف القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي وتنازع فلولها الترك ومن بعدها المغول، ظهر في الجزء الشمالي من آسيا الصغرى دولة تركية هي دولة آل عثمان تلك الدولة التي قدر لها أن تقود العالم الإسلامي نحو، خمسة قرون من الزمان.
حيث كان الصراع بين الأتراك والبيزنطيين مستمراً، والحرب بينهما سجالاً، حتى كانت موقعة ملازكرد عام 464/1071 التي سقط فيها الإمبراطور البيزنطي رومانوس ديوجين أسيراً في يد الأتراك السلاجقة، ثم أطلق سراحه وعقدت معاهدة بين الطرفين.
ولما كانت الثغور مستقلة عن الدولة البيزنطية وبالتالي فهي ليست في حمايتها، فسهل ذلك من شن الغارات التركية على تلك الثغور، والاستيلاء على الجزء الشمالي الغربي من آسيا الصغرى من البيزنطيين، وأتخذ الأتراك نيقية مقراً لهم في عام 474/1081.
وصارت بيزنطية نفسها معرضة لخطر الهجوم التركي عليها، لأنها قريبة من قونيه التي استولى عليها الأتراك وفي عام 477/1084 استولى الأتراك على إمارة إنطاكية.
وفي عام 479/1086 قام سليمان السلجوقي مواصلاً فتوحاته فهاجم حلب ولكنه في ميدان المعركة.
ثم خلفه أبنه قلج ارسلان الذي حاول أن يقيم قاعدة جديدة في الجنوب الشرقي من آسيا الصغرى ، تنفيذاً لخطة كان رسمها أبوه ولكنه اصطدم بزعيم تركي آخر يدعى وانشمند في عام 500/1106م.
شرع فلج في فتوحاته في الشرق ولكنه قتل في معركة نشبت على ضفاف الخابور وهو في الطريق إلى الموصل عام 501/1107.
بعد موت فلج ارسلان أهتم خلفاؤه بمنطقة آسيا الصغرى، وصرفوا النظر عن الاتجاه شرقاً، ومن ثم فقد استولى ابنه مسعود على قونيه وجعل لنفسه قاعدة بقيام دولة إسلامية.
أهتم السلاجقة بالبناء فبنوا المساجد والمدارس، وأعطوا لواجهة المباني اهتماماً، وزينوا الواجهة بالزخارف وبالآيات القرآنية، وكذا صورا من النبات والحيوان.
وهكذا صار للفن التركي خطأ مستقلاً عن الفن الإسلامي، الذي يتصف وبالتجرد ويبعد عن الصور. ثم تحول السلاجقة إلى حياة الترف حتى أظهر الشعب سخطه على الأمراء الذين أنصرف اهتمامهم إلى حياة اللهو وأسباب الدعة وبعدت عنهم روح الجهاد التي اتصفوا بها من قبل.
ثم ظهرت فكرة الجهاد من جديد، وأندفع عدد من رجال الطرق الصوفية، واتجهوا إلى بلاد الأناضول . وبدأوا في الدعوة إلى الجهاد ضد البيزنطيين. ثم ظهرت الإمارات المستقلة في غربي آسيا الصغرى مرة أخرى.

الصفحات