أنت هنا

قراءة كتاب حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

كتاب " حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي " ، تأليف د. أنور زناتي ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 1

المقدمة وعرض المصادر والمراجع

على الرغم من التدهور السياسي والاقتصادي الذي حل بالعالم الإسلامي في المشرق والمغرب ، والتجزئة التي ضربت بلاد الأندلس في أواخر القرن الرابع الهجري (11م) ، وظهور دويلات الطوائف ، وانتشار النزاعات والصراعات .

الداخلية فيما بينهم ، وسعي كل فريق منهم إلى الانفراد بالسلطة ، ناهيك عن تفاقم الخطر النصراني وتعاظم دور اليهود في كثير من مدن الأندلس ؛ إلا أن هذا العصر وعلى النقيض شهد نهضة فكرية نادرة المثال ؛ ولم تكن الثقافة الأندلسية يوماً أشد إشعاعاً ، وأقوى خصوبة كما كانت عليه في تلك الفترة . فقد أجمع الدارسون على ازدهار الحركة الثقافية في عصر ملوك الطوائف ، وذلك راجع إلى تداعيات وظلال العصر السابق ، مما يؤكد رؤية الدكتور محمود إسماعيل القائلة بأن " الظواهر الفكرية في تطورها وفي أفولها تحتاج إلى فترة زمنية طويلة " .

ولا شك أن دراسة أعمال المؤرخين والمفكرين الرواد تكشف عن وجود رؤى وتصورات وقواعد استنبطوها من خلال معاركة الاشتغال بالتاريخ ؛ بحيث يمكن القول بأن كل مؤرخ كان لديه مفهوم عن " فكرة التاريخ " انعكس تأثيره علي ما كتب وصنف من أعمال " . كما تكتسب دراسة المؤلفات التاريخية عامة أهميتها من دور المؤرخين في حياة الأمة ، ومتابعتهم الوقائع والأحداث ، وتسجيل ظواهرها وتطوراتها ، ودراسة هذه الشخصيات ومؤلفاتهم تعطينا صورة عن تطور المنهجية التاريخية للمرحلة التي كُتِبَت فيها .

ومن هنا تنبع أهمية دراسة المؤرخين بصفة عامة إلى كون الكتابة فيها تحاول الوقوف على منهجية البحث لديهم ، والعوامل المؤثرة في فكرهم التاريخي ونلمح أثر هذا المنهج بصور مختلفة لدى المؤرخين المسلمين بصفة عامة ومؤرخي عصر ملوك الطوائف بصفة خاصة ، وقد تمثل التيار الإبداعى فى الفكر التاريخي فى عدد من المؤرخين النابهين من أتباع مدرسة ابن حَزْم التى جمعت بين العقل والنقل ، وبين الرواية والدراية ؛ فكان من البديهي أن يزدهر الفكر التاريخي إبان تلك الحقبة التي شهدت " القرن الذهبي" في تاريخ الفكر الإسلامي. وخير نموذج يمثل تلك المرحلة هو " ابن حَيَّان القرطبي " حامل لواء التاريخ في الأندلس .

وقد دفعني إلى اختيارهذا الموضوع أنه : لم يفرد له أحد من الباحثين دراسة أكاديمية متكاملة جامعة لأطرافه ، منظمة لأبوابه تليق بمؤرخ في حجم ابن حَيَّان خاصة وأن هناك عدة جوانب جديدة وجد هامة تم إضافتها بعد اكتشاف السفر الثاني من المقتبس الذي كان مفقوداً لعقود طويلة ، وفيه إضافات جديدة ألقت مزيد من الضوء على فكر ابن حَيَّان ومنهجه في الكتابة التاريخية .

وابن حَيَّان يتبوأ مكانة مرموقة بين مفكري الأندلس نتيجة لما أخرجه من تراث تاريخي لا يمكن الاستغناء عنه في دراسة تاريخ المغرب والأندلس ، وهو بلا شك – كما يؤكد دكتورمحمود علي مَكي - : " أعظم مؤرخ أنجبته الأندلس ، بل والغرب كله ـ الإسلامي والمسيحى منه على السواء " ، وقد أشاد المستشرق الهولندي دوزي Dozy ( ت 1883 م ) بصدق الرواية عند ابن حَيَّان ؛ ناهيك عن شهادة المؤرخ والفيلسوف ابن خلدون ( ت 808 هـ / 1406 م ) في مقدمته فقال أنه : "قَيَّد شوارد عصره واستوعب أخبار أفقه وقطره" .

أما عن حظ الموضوع من الدراسات السابقة ؛ فقد نال ابن حَيَّان اهتماماً كبيراً من المستشرقين وعلى رأسهم دوزي الذي فطن مبكراً إلى قيمة ما كتبه ابن حَيَّان ، واستعان بمخطوطاته في كتاباته عن تاريخ الأندلس ، وقام بإبراز مكانته بين مؤرخي الإسلام ، وجاء من بعده المستشرق الإسباني فرانشيسكو كوديرا F.Codrea ( ت 1917 م ) الذي نشر بعض الأبحاث استفاد فيها من المقتبس تحت عنوان " دراسات نقدية حول تاريخ الأندلس " .

وهناك أيضاً جهود ملتشور أنطونيا Antonia ( ت 1936 م ) ، الذي يرجع إليه الفضل في نشر أول أثر تاريخي لابن حَيَّان ، وقام بإعداد رسالته للدكتوراه حول ابن حَيَّان ومؤلفاته التاريخية ، ونشر فصولاً حول هذا الموضوع في مجلة " مدينة الله " Ciudad de Dios" " ثم نال درجة الدكتوراه ببحثه هذا في سنة 1933 م . وواصل الاهتمام بتاريخ ابن حَيَّان المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال Lévi Provençal ( ت 1956 م ) خليفة دوزي ، وتابَع عمله في محاولة كتابة تاريخ شامل للأندلس .

وهناك أيضاً دراسة قيمة نشرها بدرو تشالميتا Pedro Chalmeta بعنوان " الكتابات التاريخية الإسبانية خلال العصور الوسطى : المدونات العربية " نشرها في مجلة " الأندلس " Al-Andalus، وناقش فيها إنتاج اثنين من كبار مؤرخي الأندلس هما : ابن حَيَّان ، وابن عذارى المراكشي (ت720هـ/1320م). وبالنسبة لابن حَيَّان ناقش قضية تاريخ تأليف "المقتبس " بصورة تفصيلية . وهناك مقال المستشرقة ماريا خيسوس بيغيرا Viguera، ونشر في مجلة " القنطرة " حول التاريخ الذي كتب فيه ابن حَيَّان " ومقال آخر لنفس الباحثة بعنوان " ملاحظات حول ابن حَيَّان " ونشرته في مجلة " شؤون عربية " والتي تصدرها جامعة الدول العربية في تونس في طبعتها الإسبانية سنة 1986 م . كما أن هناك دراسة ماريا لويسا آبيلاAvila Maria Lusia بعنوان " تاريخ كتابة المقتبس لابن حَيَّان " La Feche de redaccion del Muqtabis وهو منشور في مجلة " القنطرة " المجلد الخامس .

الصفحات