أنت هنا

قراءة كتاب العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

كتاب " العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003 " ، تأليف د. عماد هادي علو الربيعي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 1

المقدمة

إن حدثا" تاريخيا" كبيرا" مثل الحرب على العراق منذ العام 1991 واحتلاله في العام 2003، من قبل تحالف غربي صهيوني بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، لا يمكن تفسير اسبابه ودوافعه واحداثه بعامل واحد أو أكثر، مهما كانت أهمية هذا العامل أو ذاك. لذلك تعددت وتنوعت الاسباب والدوافع التي تشرح وتوضح مبررات هذا التحالف الغربي المعادي للعراق. وقد اجتهد المؤرخين والباحثين في تناول وتقييم هذا الحدث التاريخي الكبير، ويرجع ذلك اساسا" لاختلاف الأسس والمعايير السياسية والاقتصادية والتاريخية وحتى الانسانية لتعدد المدارس لكل العلوم الانسانية وتفاوت تطورها واختلاف مناهجها وذلك من طبيعة الامور ولزوم المنطق، حيث تعددت محاور المناولة، وتباينت زوايا التقويم بل لقد اختلفت حدود الرؤيا للمؤرخين من موقع واحد .

وعليه فان حصر وتحديد اسباب ودوافع العداء الغربي الصهيوني للعراق للمستوى الذي أدى الى تحالف عسكري واسع النطاق، تداعى لشن حروب منذ العام 1991 وغزو انتهى باحتلال بلاد الرافدين مهد الحضارات في العام 2003، سيبقى ميدانا" مفتوحا" للتحليل والمناقشة والبحث لسنوات عديدة مقبلة على ضوء تكشف وظهور المزيد من الحقائق والاسرار التي توضح وتصف خطورة واهمية تشكيل هذا الحدث التاريخي الكبير، وهو الأمر الذي تناوله الكتاب لما له من أهمية لفهم ما جرى في العراق قبل وبعد غزو العراق في سنة 2003.

وقد تضمن الكتاب تمهيدا" وثلاثة أقسام موزعة بواقع فصول ومباحث وخاتمة وملاحق. وتضمن التمهيد دراسة الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي مهدت لظهور الدولة العراقية الحديثة، وكان الهدف من وراء ذلك التعريف بالعوامل المحركة للتطورات السياسية من خلال الاطلاع على الدوافع السياسية التي جعلت من العراق هدفاً استراتيجياً للأطماع الغربية، فالعراق يعتبر من الناحية الجغرافية مركز الشرق الأوسط والسيطرة عليه تعني السيطرة على قلب الشرق الاوسط، جغرافيا وعسكريا وحضاريا. فكان الغزو الذي قامت به قوات التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للعراق سنة 2003، خارج نطاق الشرعية الدولية وتحت مبررات ثبت بطلانها لاحقا"، الأمر الذي نجم عنه تدميرا "شاملا" لدولة عضو في الأمم المتحدة، وتمزيقا" لنسيجها الاجتماعي في المرحلة التي أعقبت الغزو حيث تصاعدت مظاهر العنف لأعلى مستوياتها، وسط انتهاكات وجرائم قامت بها قوات التحالف المعادي للعراق بحق الشعب العراقي ما يصعب حصره وتعداد تداعياتها ونتائجها على كافة الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية.

وقد بحث المؤلف في العداء الغربي للعراق في القسم الأول من الكتاب، حيث تناول في الفصل الأول من هذا القسم الحرب في القانون الدولي والذي تطرق المؤلف في مباحثه الى مدى مشروعية الحروب وقانونيتها، والى معنى العدوان في القانون الدّولي. وأن الحرب الأمريكية ضد العراق منذ عام 1991هي حرب قذرة بدوافعها وأهدافها لغرض الهيمنة الأمريكية بسلاح الدمار والابادة الجماعية عن طريق الحصار الشامل الذي استخدمته ضد العراق. متجاوزة بتلك الممارسة العدوانية الحدود التي ترسمها الأعراف الدولية للحروب من حيث إيذاء وقتل للمدنيين وتدمير ممتلكاتهم ووسائل حياتهم وبأسلوب بعيد عن أي منطق إنساني وأخلاقي يعبر عن ممارسة غير أخلاقية لحرب غير عادلة تصل إلى حد الإفناء الكلي، والتدمير الغير مبرر لشعب،اختلفت وتعددت وتباينت المبررات التي ساقتها الإدارة الأمريكية لعدوانها عليه منذ أكثر من ستة عشر عاما أدت إلى احتلاله واستباحة سلامته الإقليمية واستلاب استقلاله السياسي ومحو كل مظهر من مظاهر سيادته.

أما في الفصل الثاني من القسم الأول ،فقد انصرف الى دراسة التحالف المعادي للعراق، حيث درس ظروف تشكيل التحالف المعادي للعراق منذ سنة 1990، مستقرئ" لموضوع التحالف الغربي المعادي الذي ما يزال يتكالب على الامة العربية منذ مطلع القرن العشرين، حيث مارست القوى الغربية المعادية للامة العربية صيغا" متعددة في فرض التفوق المادي على الأمة العربية انطلاقا" من نظرة استعلائية عنصرية، عبر تحالف غربي صهيوني جسد العدوانية الأمريكية ضد العرب وقد تجسد ذلك في الدعم الأمريكي - الصهيوني (الاسرائيلي) لإيران في حربها مع العراق(1980-1988) والتي كشفتها فضيحة (ايران كونترا) أو (ايران كيت).

تكفل الفصل الثالث من القسم الأول في دراسة جذور وأسباب العداء الغربي للعراق بدءا" من الموقف الصهيوني الغربي المعادي للعراق، والمنطلق من اعتبار العراق الهدف الاكثر خطورة على المشروع الاستعماري للتحالف الغربي في منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط، خصوصا" بعد تأميمه لشركات النفط الغربية في العام 1972، وكان من الاسباب التي صعدت الشعور بالقلق من العراق وسرّعت في شن الحرب عليه وغزوه واحتلاله لاحقا" طروحات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وشخصيته الكاريزمية ذات التطلعات القومية المناهضة للمشروع الغربي الصهيوني. وتطرق المؤلف في مبحث هذا الفصل إلى الصراع حول الثروة النفطية العربية لاسيما في منطقة الخليج العربي والذي أصبح حقيقة تلازم المنطقة والحياة العربية منذ اكتشاف النفط فيها. من هنا كان التفكير والتخطيط الأمريكي لتهيئة الظروف والبيئة الاقليمية التي تعطي مبررات قوية لوجود عسكري امريكي طويل الامد في منطقة الخليج العربي، فكان افتعال الأزمة الكويتية مع العراق كمبرر للتدخل السريع بقصد احتلال منابع النفط العربي وتدمير العراق، حيث توج هذا المخطط بالهجوم العسكري واسع النطاق على العراق ليلة 16/17 كانون الثاني 1991مع اصرار امريكي على فرض حصار شامل على العراق بهدف استنزاف قدراته الدفاعية والاقتصادية وتدمير بنيته الاجتماعية، تمهيدا" لاحتلاله لاحقا" والذي جرى في نيسان 2003.

الصفحات