العصر الحجري الحديث

الدائرة العظمى، المعماري مجهول، 1800-1400 سهل سالزبري، مقاطعة ولتشاير، انكلترا

ب.منحوتات ورسومات العصر الحجري الحديث:

عثر المنقبون بمنطقة أريحا الأردنية على جماجم ملية بالجص (البلاستر) رُصّعت فتحات عيونها بأصداف مزخرفة. وفي مالطا عثروا على صور تعود لفترة 1500ق.م. أما فيما يتعلق بفنّ الرسم، فمع ازدياد اهتمام الانسان بالحياة الاجتماعية والزراعية لم يكن لديه متسع من الوقت لوضع إبداعاته المصورة على جدران الكهوف. وما وجد من أفكار مرسومة بدت كرسومات تخطيطية تعبر عن القساوة والصلابة وظهرت بهيئة خطوط تمثيليه.

الفصل الثاني

الفن المصري

1 - النشأة:

يتميز الفن المصري القديم بعدد من الحقب الزمنية التي كشفت عن أحداث تنطوي على تضارب عنيف أو تضارب بين أنواع مختلفة من ذلك وكان لكل من الفترات طابعها وعلى العموم كان هناك تجانس شامل دال على التراث المصري

فيما يلي قائمة بالفترات التاريخية / الاسلوبية المهمة للفن والتراث المصري: (1)

أ-فترة ما قبل التاريخ – عصر ما قبل السلالات، منذ بدايات السلالات الأولى ( ما يقارب 4000 – 3200ق.م ).

ب-الفترة القديمة، السلالات 1 – 3 ( حوالي 3200 – 2680 ق.م ).

ج- المملكة القديمة، السلالات 3 – 6 (حوالي 2680 - 2258 ق.م ).

د-المملكة الوسيطة، السلالات 11 – 12 ( حوالي 2040 – 1886 ق.م ).

هـ-المملكة الحديثة أو الفترة الامبراطورية، السلالات 18 – 20 (حوالي 1570 – 1080 ق.م ) .

منذ أزمان ما قبل التاريخ ولحين نشوء المملكة الحديثة باتت الحضارة المصرية معزولة على نحو كامل عن الدول الأخرى. وفي الحقيقة كان المصريون يعتقدون أنه لا يوجد شيء وراء الجبال والصحارى على جانبي النيل سوى الفضاء الخارجي.

وعليه، وبسبب امتداد الصحراء الى الشرق والغرب والجنوب، ظلت مصر في البدء دولة معزولة لم تتعرض لأي تأثير خارجي سياسياً كان أم فنياً.

إلا ان الوضع تغيّر عندما تعاقب غزاة من بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين وآسيا الصغرى، وأخيراً الإغريق ..

مما لا شك فيه أن الفن المصري تأثر بالطبيعة الجغرافية والمناخية لمصر. فمن جانب

كانت الأمطار قليلة، ومن جانب آخر كانت الرياح الموسمية تؤثر على نهر النيل الذي كان يفيض على امتداد ضفتيه الخصبتين حيث يقطن المصريون الأوائل. ولذلك دفعت الفيضانات السنوية آلاف الناس الذين أصبحو من غير مأوى لأن يعملو أجراء لدى الفرعون لكسب عيشهم من الطعام والمأوى مما أعطى للفراعنة معيناً من الأموال لا ينصب واستطاعوا بهؤلاء العمال بناء معالمهم الخالدة، وربما نستطيع القول إلى حد ما أن هؤلاء الناس هم المستخدمون الأوائل بناة الحضارية المصرية(2) .

هيمن الطابع الديني على الفن المصري. لقد كونت فكرة تألية وتعظيم الفراعنة حدّ العبادة، والاعتقاد بألوهية بعض الحيوانات البنية الرئيسة لهياكل الآلهة المصرية ومدافن عظمائها.

كان الفن المصري يهدف إلى تحقيق المنافع أكثر منه إلى بيان الوظائف الجمالية الصرفة لذا فقد عمل جميع الحرفيين والصنّاع المهرة صوب هدف شامل جامع: ضمان الخلود للحكام وسلالاتهم.