أنت هنا

قراءة كتاب استراتيجيات عاطفية - كيف تختار الشريك المناسب؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
استراتيجيات عاطفية - كيف تختار الشريك المناسب؟

استراتيجيات عاطفية - كيف تختار الشريك المناسب؟

كتاب "استراتيجيات عاطفية، واختيار الشريك المناسب"، عنوان ملفت قد يتوقف المرء الذي يسقط عليه دواخله. فمن كانت نظرته إلى الحب تفاؤلية استظرفه واستطرفه، ومن كانت نظرته تشاؤمية استقبحه وظن فيه مضيعة للوقت وإفساداً للإنسان.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

الـمقدمة

استراتيجيات عاطفية، واختيار الشريك المناسب. عنوان ملفت قد يتوقف المرء الذي يسقط عليه دواخله. فمن كانت نظرته إلى الحب تفاؤلية استظرفه واستطرفه، ومن كانت نظرته تشاؤمية استقبحه وظن فيه مضيعة للوقت وإفساداً للإنسان. ومن الأفضل أن يتصفح كل منهما هذا الكتاب ليثبت ظنه. والأرجح أيضاً أن يكتب الفوز في النهاية للنظرة التفاؤلية التي قد تعتبره ضرورة معاصرة؟!.
أقول ضرورة معاصرة، لأن الحراك الاجتماعي أحدث انقلاباً شاملاً، نسبياً، على كل المستويات، بما في ذلك وضع الرجل والمرأة، حيث تفلّت الرجل من ارتباطه بالأسرة الممتدة متجهاً نحو تكوين الأسرة النواتية، كما تمكنت المرأة من الحصول على استقلاليتها، وعلى الكثير من الحقوق التي يتمتع بها الرجل مما جعلها متقاربة منه في معظم شؤون الحياة، وراح شعورها بالدونية تجاهه يتلاشى، بل أخذ يحل محله أحياناً كثيرة الشعور بالفوقية، وليس فقط بالمساواة.
فيما مضى، كانت الفتاة تقبع في بيت أهلها بانتظار من يأتي خاطباً ودّها، حيث ينقل إليها أهلها النبأ السار! ولم يكن لها أن ترفض طالما أن الشاب يستوفي الشروط الاجتماعية - الاقتصادية، حيث يوافق عليه أهلها، بغض النظر عن مظهره الخارجي، بل وعن عمره في بعض الأحيان. فرأيها إذاً هو رأي أهلها أولاً وأخيراً، لقد كانت شخصية المرأة - بل وحتى شخصية الرجل - جزءاً لا يتجزأ من شخصية العائلة، بل من شخصية جماعة الانتماء ككل، وكما يسميها كاردينر «الشخصية القاعدية».
أما اليوم ومع وجود المؤسسات الاجتماعية الشديدة التنوّع، وانخراط المرأة في ميدان العمل، والمساواة في الحقوق والحريات بين الرجل والمرأة، وتنوّع الميول والأهداف، لم يعد الرجل سيد الموقف - رغم استمرار دوره في المبادرة - في إقامة العلاقة. لقد أصبح لكل امرأة شخصيتها الفردية. وعليه أن يلتقي بها أولاً ويتفق وإياها على الارتباط، ومن ثم يطلب يدها من أهلها. وبالتالي سيحسب ألف حساب قبل الإقدام على هذه الخطوة، خشية أن يأتيه الجواب بالرفض.
ونظراً لتنوّع الشخصيات الفردية، وانتشار مغريات الحداثة، وتحذلق كل من الرجل والمرأة وقدرتهما على الالتفاف والمناورة، أصبح من العسير على أي منهما أن يتعرف بدقة ووضوح على شخصية الآخر. أما الانجذاب المتبادل، وبخاصة في سن مبكرة، فيرتكز على التعلق بالمظاهر: ينخلب لب الشاب بجمال الفتاة ومفاتنها، وتنبهر الفتاة باللباس الأنيق أو الكلام المنمق أو السيارة الفخمة. ومن ثم يرتبطان، انطلاقاً من الشغف، وليس العاطفة(1). وهذا ما يفسر ازدياد حالات الطلاق في زمننا المعاصر.
تبعاً لذلك، يتوجب على كل من يسعى إلى إقامة علاقة عاطفية أن يفعل ذلك بروية وحصافة وتفكير وتعقل. أي أن يربط بين الحاضر والمستقبل. إنها علاقة دهر وليست علاقة شهر. صحيح أن المظهر الخارجي ملفت وجاذب، وصحيح أيضاً أن المال مبهر، إنما ينبغي أن يترافق ذلك مع جمال الروح والنفس واتزان الفكر. وفي أمثلتنا الشعبية ما قد يبت ذلك. كالقول «جمال الجسم زائل، أما جمال الروح فباقٍ». و«يا آخذ القرد على مالو، بيروح المال ويبقى القرد على حالو». إلخ.
في مواجهة هذه التحديات المعاصرة. تنبري مثلاً ماري بابيون إلى طرح الحلول التي تراها مناسبة، والتي جمعتها تحت عنوان «ألف استراتيجيه واستراتيجيه عاطفية». وهي عبارة عن مقترحات ونصائح وأساليب تسهم في تسهيل إقامة العلاقة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب خالٍ من الابتذال ومن كل ما يخل بالأخلاق. رغم كونه مكتوباً بروح غربية.
الحلول كثيرة، ولا يفترض بالضرورة أن نأخذ بها كلها. فما على واحدنا إلا أن يأخذ منها ما يتوافق مع شخصيته الذاتية. من ناحية، ومع وسطه المحيط، من ناحية أخرى.
وجيه البعينـي

الصفحات