أنت هنا

قراءة كتاب حصاد الخريف العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حصاد الخريف العربي

حصاد الخريف العربي

كتاب حصاد الخريف العربي للكاتب الدكتور رجب شعلان يتناول الأحداث التي شهدتها عدة ساحات عربية وما اطلق عليه إسم الربيع العربي . في مقدمة كتابه ، يتحدث عن مشروع برنارد لويس لتفتيت المنطقة العربية في عملية اعادة نظر لاتفاقية سايكس ـ بيكو .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: رجب شعلان
الصفحة رقم: 5

الفصل الثاني

مشروع برنارد لويس لتفتيت الوطن العربيوتشكيل شرق أوسط جديد

كثيرون هم الذين تعاموا عن قراءة التاريخ ولم يستطيعوا أن يفهموا أن ما حصل في الماضي الغير بعيد (بدايات القرن العشرين) مرتبط بما يدور الآن من أحداث من اجل إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية لمنطقة أطلق عليها البريطانيون يوما لقب الشرق الأوسط من أجل قطف ثمار هذا التشكيل لقرون من الزمن الآتي .
مايلز كوبلاند (السكرتير السابق للمخابرات المركزية الأميركية لمدة سبعة عشر عاما) قال في كتابه لعبة الأمم :إن المخابرات الأميركية تضع في حساباتها المصلحة الأميركية العليا ، وهي من أجل ذلك تضع خططها لعشرات السنين مقدما ، وتحرك هذه الملفات عند االحاجة .
وبالعودة إلى الوراء قليلا، فإن ملف الشرق الأوسط الجديد ما هو إلا التسمية الدبلوماسية لمشروع التفتيت والتقسيم الذي وضعته الإدارة الأميركية موضع التنفيذ منذ عام 1980 مع بدايات الحرب العراقية ـ الإيرانية . فمنذ ذلك التاريخ شهدت المنطقة العربية برمتها جملة أحداث كانت المرحلة الإعدادية للوصول إلى المرحلة الانتقالية التي ستوصلنا إلى المرحلة النهائية .
فالمرحلة الإعدادية شهدت الحرب العراقية ـ الإيرانية . كما شهدت حرب الخليج الأولى واجتياح العراق لدولة الكويت التي أشعلت حرب الخليج الثانية مرورا بأحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة الأميركية تلك الخدعة كما أسماها الكاتب الفرنسي تيري ميسان وما نتج عنها وأيضا إلى عدوان تموز على لبنان عام 2006 وعلى غزة عام 2009 وصولا إلى ما حدث في السودان بانفصال جنوبه عن شماله هذه المرحلة الإعدادية هي التي ساهمت بالوصول إلى الوضع الذي تعيشه المنطقة العربية والذي يطلق عليه الأميركيون لقب الربيع العربي باعتباره المرحلة التي تؤسس وتؤدي إلى جني الثمار قبل الوصول بنا إلى المرحلة النهائية وهي مرحلة الخريف المبكر .
إن ما صنعته أمريكا بالعراق من احتلال وتقسيم لم يكن أمرًا مفاجئًا جاء وليد الأحداث التي أنتجته، وما حدث في جنوب السودان كان أمرا مدروسا وأن ما يحدث الآن هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية العالمية؛ لتفتيت العالم العربي، وتجزئته وتحويله إلي "فسيفساء ورقية" يكون فيه الكيان الصهيوني السيد المطلق خصوصا بعد إخضاعنا نحن الشعب العربي لأكبر عملية "غسيل أدمغة" يقوم بها فريق يعمل بدأب؛ لخدمة المشروع الصهيوني الأمريكي لوسم تلك المخططات بأنها مجرد "نظرية مؤامرة" رغم ما نراه رأي العين ماثلاً أمامنا من حقائق في فلسطين والعراق والسودان وأفغانستان ولبنان واليمن والبحرين وليبيا وما يجري في سوريا والمملكة العربية السعودية وتونس والمغرب وتاليا الجزائر .
وحتي لا ننسي ما حدث لنا وما يحدث الآن وما سوف يحدث في المستقبل علينا قراءة مخطط برنارد لويس العراب الصهيوني.
فهو صاحب أخطر مشروع في هذا القرن لتفتيت الوطن العربي والإسلامي من باكستان إلي المغرب، وقد نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية.
ولد "برنارد لويس" في لندن عام 1916م، وهو مستشرق بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء، أمريكي الجنسية.
تخرَّج في جامعة لندن 1936م، وعمل فيها مدرس في قسم التاريخ للدراسات الشرقية الإفريقية.
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالاً قالت فيه: إن برنارد لويس "90 عامًا" المؤرخ البارز للشرق الأوسط وقد وَفَّرَ الكثير من الذخيرة الإيدلوجية لإدارة الرئيس الأميركي بوش في قضايا الشرق الأوسط والحرب علي الإرهاب؛ حتي إنه يُعتبر بحقٍّ منظرًا لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة .
وبالرغم من أن مصطلح "صدام الحضارات" يرتبط بالمفكر المحافظ "صموئيل هنتينجتون" فإن "لويس" هو مَن قدَّم التعبير أولاً إلي الخطاب العام، ففي مقالة كتبها "لويس" عام 1990 بعنوان جذور الغضب الإسلامي، قال فيها: "هذا ليس أقل من صراع بين الحضارات، ربما تكون غير منطقية، لكنها بالتأكيد رد فعل تاريخي منافس قديم لتراثنا اليهودي وحاضرنا العلماني، والتوسع العالمي لكليهما".
طوَّر "لويس" روابطه الوثيقة بالمعسكر السياسي للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي؛ حيث يشير "جريشت" من معهد العمل الأمريكي إلي أن لويس ظلَّ طوال سنوات "رجل العلاقات العامة"، كما كان مستشارًا لإدارتي بوش الأب والابن.
في 1 /5 /2006م ألقى "ديك تشيني" نائب الرئيس "بوش الابن" خطابًا يكرِّم فيه "لويس" في مجلس الشئون العالمية في فيلادلفيا؛ حيث ذكر "تشيني" أن لويس قد جاء إلي واشنطن ليكون مستشارًا لوزير الدفاع لشئون الشرق الأوسط.

الصفحات