أنت هنا

قراءة كتاب حصاد الخريف العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حصاد الخريف العربي

حصاد الخريف العربي

كتاب حصاد الخريف العربي للكاتب الدكتور رجب شعلان يتناول الأحداث التي شهدتها عدة ساحات عربية وما اطلق عليه إسم الربيع العربي . في مقدمة كتابه ، يتحدث عن مشروع برنارد لويس لتفتيت المنطقة العربية في عملية اعادة نظر لاتفاقية سايكس ـ بيكو .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: رجب شعلان
الصفحة رقم: 9

الفصل الثالث

من الفوضى الخلاقة إلى التدخل العسكري إلى التفتيتخريف عربي طويل

بالرغم من احتلال العراق ، لمدة ثمانية سنوات امتدت من نيسان 2003 وحتى 31 كانون الأول عام 2011 وهو الموعد المحدد لخروج آخر جندي أميركي عن أرض العراق ، فإن هذا الاحتلال انتهى بهزيمة تامة للمحافظين الجدد وبدلا من أن يكون احتلال العراق محاولة لإطباق الحصار على الجمهورية الإسلامية في إيران ، فإن النفوذ الإيراني في العراق تعاظم بقوة ، حتى انه تفوق على النفوذ الأميركي نفسه . هذا النفوذ الذي دعم المقاومة العراقية وآزرها بتأييد ودعم من الجمورية العربية السورية ، فرض على الأميركيين إجراء تعديلات عاجلة في خططهم وفرضت عليهم الانسحاب يجرون أذيال الهزيمة رغم محاولات وجهود وزارة الدفاع الأميركية لإبرام اتفاق مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للإبقاء على قواعد عسكرية أميركية في العراق يتمركز فيها ثلاثة آلاف جندي ، إلا أن هذه المحادثات انهارت أمام صمود العراقيين ومقاومتهم وقواهم السياسية الحية رغم سقوط آلاف الشهداء جرّاء عمليات تنفذها جهات تعمل وفق أوامر الولايات المتحدة الأميركية وأجندتها .
إن اندحار القوات الأميركية النهائي عن أرض العراق هو كاندحار جيش الحرب الصهيوني عن أرض الجنوب اللبناني ، وأن سقوط الشروط الأميركية أمام صمود العراقيين تماما كسقوط الشروط الإسرائيلية أمام قوة المقاومة وبسالة الجيش اللبناني وصمود الشعب قي لبنان حيث نجد في الحالتين أن الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني قد منيا بهزيمة نكراء . وهذه الهزيمة تطال خطط الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ومشروع المحافظين الجدد الذين يعملون بفكر ووحي صهيوني تلمودي . ولعله من المفيد القول أن إجبار الولايات المتحدة على سحب جيوشها وقواعدها العسكرية من العراق وإجبار العدو الصهيوني على الاندحار عن أرض الجنوب وإفشال مخطط الشرق أوسط الجديد من خلال إفشال أهداف عدوان تموز 2006 وإسقاط مشاريع ما يسمى بثورة الأرز التي استغلت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، ووظفته في خدمة المشروع الأميركي الصهيوني وانتصار إرادة المقاومة لتتغير المعادلة التشريعية والتنفيذية في لبنان تماما . كما فرضت المقاومة قواعد اللعب العسكري في المنطقة . كل هذا قدما درساللولايات المتحدة الأميركية والغرب الأوروبي وإسرائيل مفاده أن احتلال الأراضي العربية والإسلامية عبر حروب خارجية وإن كانت مدعومة من منظومة ما يسمى (دول الاعتدال العربي) يعتبر ضربا من الجنون حتى ولو كان ذلك بتمويل من مجلس الأمن الدولي .
إن فشل الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين ومجموع الدول التي شاركت في العدوان على العراق بما فيها العربية ، وفشل كيان العدو الصهيوني بعدوانه على لبنان قدم درسا مفيدا بأن حتى السياسة العسكرية التي اعتمدوها في الحرب على ليبيا لن تجدي نفعا . فإيران ازدادت قوتها وسوريا ازداد صمودها والمقاومة في لبان عزّزت قدراتها وصلّبت مواقفها والمقاومة في فلسطين فرضت شروطها على كيان العدو الصهيوني . وما من شك أن الإدارة الأميركية التي اعتمدت مشروع برناردلويس لتفتيت المنطقة العربية وإدخالها في صراعات إقليمية ودينية ومذهبية وقبلية عام 1980 وأقره الكونغرس الأميركي عام 1984 ، ارتأت أن موضعه موضع التنفيذ يجب أن يكون عام 2003 ، حيث أن الإدارة الأميركية برئاسة جورج بوش الإبن وجدت ان ضرب أبراج التجارة العالمية عام 2001 هو أفضل مناسبة لإطلاق الحملة ضد ما أسمته الإرهاب الدولي بعدما كانت قد حددت النظم المارقة وهي كوريا الشمالية ، إيران ، سوريا ، ـفغانستان ، العراق . واختارت عام 2003 ليكون انطلاقة تفعيل مشروع برنارد لويس فيما يتعلق بالمنطقة العربية التي تشهد حال من الممانعة والمقاومة والصمود بوجه المشاريع الأميركية والصهيونية وتتمثل بإيران وسوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين . خصوصا وأن المقاومة استطاعت أن تنتصر على جيش الحرب الصهيوني وتحرر الجزء الأعظم من الأراضي التي كان يحتلها في الجنوب اللبناني عام 2000 ، والمقاومة في فلسطين يشتد عودها ويتعاظم نفوذها خصوصا بعدما فازت في الانتخابات وفرضت نفسها بقوة لتشكل أول حكومة فلسطينية مناهضة للمشاريع الأميركية ومقاتلة للوجود الصهيوني على أرض فلسطين ، هذه المشاريع التي تعتمد على ما يسمى عرب الاعتدال وفي مقدمتهم مصر وتونس ومجلس التعاون الخليجي والأردن وليبيا والمغرب حيث أن هذا المجموع من عرب الاعتدال أقام علاقات بشكل أو آخرمع الكيان الصهيوني .

الصفحات