أنت هنا

قراءة كتاب قراءات في الأدب العربي قبل الإسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قراءات في الأدب العربي قبل الإسلام

قراءات في الأدب العربي قبل الإسلام

هذا الكتاب محاولة لقراءة دراسات للدكتور مصطفى ناصف لشعر ما قبل الإسلام للكشف عن رؤيته وقراءته لشعر ذلك العصر.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
فنحن هنا يمكننا أن نربط بين أنياب الأغوال والبعير الذي تمطى بصلبه... وهذا الربط يكشف عن خوف امرئ القيس ذي الملامح الأسطورية، والرابض في عقله الذي روع بأشباح ورؤى مخيفة، وإحساس بالدمار لم يتمكن من التخلص منه(5). وقد تجسد هذا الإحساس من خلال تجارب الجنس، إذ بدا الشاعر منتصراً، وهذا الانتصار ناتج عن مرارة ((التفكير في مسألة العدم)) (6)، وهو بالتالي ((هارب من الموت إلى الجنس ولا بدّ أنْ يعود من الجنس إلى الموت)) (7).
 
أمّا في قصيدة الحادرة (العينية) التي يقول فيها:
 
بكرت سميةُ عَدوةً فتمتّع
 
وغدتْ غدوّ مفارقٍ لم يرجعِ
 
وتزودت عيني غداة لقيتُها
 
بلوى عنيزة نظرة لم تنفعِ
 
وتصدفت حتى استبتكَ بواضحٍ
 
صلت كمنتصب الغزال الأتلعِ
 
وبمقلتي حوراء تحسب طرفها
 
وسنان حُرة مستهل الأدمعِ
 
وإذا تنازعك الحديث رأيتها
 
حسناً تبسّمها لذيذ المكرع
 
كغريض ساريةٍ أدرّته الصّبا
 
من ماءِ أسبر طيب المستنقعِ
 
فقد توحدت المرأة (سمية) بالغزال والسحابة، ولعل السحابة وهبت سمية الدمع والوجه الحر، والجلال والجمال، فغدت (حرة مستهل: الأدمع). ومن ناحية أخرى منحت سمية الأرض، الحياة، حينما انهمرت مطراً غزيراً عليها(8).
 
وينادي الشاعر حبيبته باسم سمية مرة، وسمي مرة أخرى، فيقول:
 
فسمي ، ويحكِ ! هل سمعتِ بغدرةٍ
 
رفع اللواء بها لنا في مجمعِ

الصفحات