أنت هنا

قراءة كتاب صراع الجبر والاختيار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صراع الجبر والاختيار

صراع الجبر والاختيار

يرى الكاتب السعودي عبد الكريم بن سعيد العمري في مقاربته التأويلية للرمز الشعري عند حمزة شحاتة في كتابه «صراع الجبر والاختيار/ مقاربة تأويلية للرمز الشعري عند حمزة شحاتة» أن شعره يستمد أهميته من انشغاله بالهم الإصلاحي الذي لا ينفك عن تميز فني تؤكده لحظته الت

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
مقدمــة
 
يجد الناظر في الحركة الأدبية المعاصرة أن حمزة شحاتة(1) (1328/1908- 1391ﻫ /1972م) يمثل؛ وقد تنوع إنتاجه الأدبي بين الشعر والمقالة والمحاضرة والرؤى النقدية والرسائل والشذرات النثرية- نموذجًا يشهد على التحول الإيجابي المنعكس عن المشهد الثقافي السعودي في مرحلة مبكرة من مراحل تشكله، وليست الشهادة لوفرة كمية يتسم بها ذلك الإنتاج؛ وإنما لميزات نوعية يشهد لها النزوع الواضح إلى طرافة الرؤية وجدَّة الأداة في سبيل الإصلاح والسعي إلى نهوض اجتماعي يبني الجسر بين الواقع والواجب.
 
وشعر حمزة شحاتة إذ يستمد أهمية من انشغاله بالهم الإصلاحي لا ينفك عن تميز فني تؤكده لحظته التاريخية، فتجربته الشعرية تشير بوضوح إلى الجدل الفعال بين التراث وروح العصر، وتنطوي على تميز أسلوبي رؤيوي يعد الرمز أحد مظاهره التي تسترعي الاهتمام؛ لما ينطوي عليه في ذاته من حيث هو لغة لها بنيتها الخاصة، ودلالتها التي تتطلَّب الكشف، ولما يعلقه عليه الشاعر من أهمية تستدعي فهمه، وتحقيق التواصل لإحراز غاية تنويرية تسمو بالواقع:
 
- متـى يعي مدعي الإدراك غايته وغـايتي مـن إشـاراتي وتلويحي(2)
 
- أرامز في قولي فيخطئ صاحبي مرادي، فأستخذي ويغمرني الحزن(3)
 
على أن المطلع على مقاربات شعر حمزة شحاتة لا يجد تقصيا في دراسة الرمز رغم أنه منعقد للاختلاف فيما بين الدارسين، اختلاف تنوع من حيث التأويل وبناء المعنى، واختلاف تضاد من حيث حكم القيمة الفنية.
 
ودارس شعر حمزة شحاتة لا ينفك عن مواجهة قضيتين:
 
الأولى: اختلال المصادر، ومصدر شعره المتاح الديوانُ الصادر بعد وفاته بسبع عشرة سنة، وتسري في الأوساط الأدبية مقولات عن نقص يخل بهذا المصدر، وسيجد المنقب خلف هذا النقص تأكيدًا على ذلك يصل بالنقص إلى أن المنشور من شعر حمزة شحاتة في الديوان لا يعادل إلا ثلث شعره(4) ، ولكن العثور على الوثائق التي تمنح هذا التأكيد صبغة منهجية أمر لم يتح للدارس؛ لأسباب يتحرز عن كشفها مدعو حيازة تلك الوثائق تعزى غالبًا إلى الشأن السياسي، وهذا المصدر بصفته مدونة في مواجهة القراءة ليس نصًّا كاملا؛ "لأن كمال النص يكمن في رضا صاحبه عنه بالإذن بتبييضه، أو الإذن بنشره، أو الإقدام على قراءته"(5) ، وشيء من هذا لم يتوفر لهذه المدونة، على ما في إخراجها من الأخطاء المنهجية التي تصل حد التصرف في النصوص، تحريفا وإضافة وحذفا وتضليلا بالشرح المعجمي الخاطئ، وهذا ملحظ لا يخطئه فاحص المدونة أشارت إليه بعض الدراسات(6) ، وقد كانت الاستفادة من نتائج تلك الدراسات مع معارضة نصوص المصدر بما أمكن توفيره من نقول أخرى لشعر حمزة شحاتة في دراسات سابقة، إضافة إلى تجاوز هوامش الشارح إلى مظان بناء الدلالة، وتوسم القارئ- وسائلَ هادفةً لرتق هذا النقص.

الصفحات