أنت هنا

قراءة كتاب مشاهدات في السينما العالمية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مشاهدات في السينما العالمية

مشاهدات في السينما العالمية

كتاب " مشاهدات في السينما العالمية " ، تأليف جاسم المطير ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

مقدمة

ربما يبدو للوهلة الأولى أن العلاقة بين مدينة العمارة والمهرجانات السينمائية هي علاقة كلامية ليس غير، فقد علمتنا السياسة أن العمارة هي مدينة الفقراء البائسين بينما المهرجانات السينمائية تقترن بالمظهر البورجوازي الترفيهي. وشتان ما بين منفعة الفقراء من السينما ومنفعة السينمائيين من مدينة فقيرة.

غير أن بعض أيام العام 2008 قدمت مواقف خاصة وأوضاع خاصة في هذه المدينة عن طريق فعاليات مهرجان الهُرّبان السينمائي الدولي الأول الذي قدم على أرض ميسان معطياً للعالم كله فكرة جديدة عن الاستقرار الأمني والسياسي في جزء كبير من بلاد الرافدين، مثلما عبّر عن إمكانية صيرورة مدينة العمارة في الطليعة، بإقامة علاقة مشتركة مباشرة مع الفن السابع. هذه الإمكانية هيأت شكلاً خاصاً لمهرجان دولي سينمائي يقدم للمشاهدين والدارسين ممارسات تؤيد سيادة الإنسان العراقي على هذا الفن أيضاً.

هناك في مدينة العمارة أقام بعض الشبان مهرجاناً فنياً حمل لأول مرة علماً عراقياً ليؤكد أن سابع الفنون ما زال قادراً على إشباع بعض جوانب حاجات المجتمع العراقي من خلال عرض 72 فيلماً سينمائياً مأخوذاً جلّها من تجارب فنية متنوعة لمواطنين هدفهم الأول والأخير تنظيم العلاقة بين الإنسان والفن، بين الإنسان والمجتمع، بين الإنسان والدولة. وقد ساهم مهرجان الهُرّبان السينمائي الأول في تقديم أنسكلوبيديا سينمائية هي بالتمام والكمال التعبير الضروري عن حب مثقفي وفناني وسكان مدينة العمارة للفن السينمائي، كما استطاع الفنانون العماراتيون والعراقيون جميعاً أن يأخذوا من المهرجان كثيراً من اشتقاقاته، في مقدمة ذلك العناية الحالية بتطوير مظهر ونظام الدورة الثانية لهذا المهرجان، التي تقرر أن تقام في كانون الثاني/يناير عام 2010. هذه العناية تشير بوضوح تام إلى أن رجال المهرجان القاص محمد رشيد، المخرج فيصل الياسري، المخرج فاضل خليل، الكاتب ناظم السعود، السيد حيدر حسين (أبو سعد) صاحب المكتبة العصرية، الكاتب سعد حيدر، القاص تحسين عبد الرضا، الأستاذ سعدي وهيب صيهود، الفنان جميل جبار، الإعلامية سندريلا الشكرجي، المفكر الدكتور عبد الحسين شعبان، الأستاذ نجم الأميري والمبدعة شيرين الرماحي يساهمون بكل تأكيد وبمختلف الوسائل من أجل أن تصبح الدورة الثانية أكبر مكانة في النشاط السينمائي العراقي، وأكثر دلالة على عزيمة الفنانين السينمائيين، للنهوض بقوة وبجرأة بمستوى الفن السينمائي، الذي ما عاد تابعاً للدولة، كما كان في العهود السابقة، حيث تبددت الأموال والجهود وسادت البيروقراطية فأوقفت السينما عن التقدم الحقيقي، مما جعل المهمة ملقاة على عاتق السينمائيين العراقيين أنفسهم. عليهم، الآن، أن يواكبوا مسالك السينمائيين في المجتمعات الإنسانية المتطورة، وأن يستوعبوا علاقاتها المتبادلة مع العالم الذي ما زال متخلفاً. إن الضرورة الملحة في هذه الظروف تنحصر في مظاهر سلوك السينمائيين العراقيين خصوصاً من الشباب المتعلقين بعلوم وفنون السينما متشبعين بالحاجة التجريبية للجيل السينمائي الأسبق. بمعنى أوضح وأكثر مباشرة هو تحويل مهرجان الهُرّبان السينمائي الدولي إلى تيار فني خلاق قادر على مضاعفة الجهود الإنسانية، وتجميعها في بوتقة واحدة، لتكون قادرة على توليد مرحلة سينمائية عراقية جديدة، متطورة، بعيدة عن الخضوع لنفوذ الدولة والتطبع بطابع بعض دوائرها ومؤسساتها.

مدينة العمارة اليوم صارت رائدة.

صارت أماً لمهرجان سينمائي.

صارت تتمتع بشخصية فنية متميزة بالمعرفة والعمل والخلق.

دعتني اللجنة المسؤولة عن الدورة الثانية لكي أكون واحداً من جالية مهرجان الهُرّبان السينمائي وإذ كان لساني عاجزاً عن الامتنان والشكر فإنني آسف أشد الأسف لأنني لا أستطيع المشاركة في هذا الشرف الكبير تحت تأثير وضعي الصحي المتراكم في صعوبته إلى حد لا يسمح لي بمعايشة إنجازات هذا المهرجان الكبير، إلّا عن بعد، ببزوغ فكرة إصدار كتاب سينمائي بسيط يتضمن رؤيتي لعدد من الأفلام السينمائية العالمية المتعددة الجنسية، أملاً أن يكون هذا الكتاب حاملاً حسنة خاصة من قبلي كي تضاف إلى حسنات عامة في خضم مهرجان الهُرّبان السينمائي الثاني، الذي أثق أنه سيقدم باقة غنّاء من الأفلام الجديدة، مثلما أنا واثق بأن رعاية اللجنة المسؤولة ستُغِذُّ السير في خطى السينمائيين العراقيين كي ترتبط روح الفن السينمائي بالشعور الاجتماعي لأبناء شعبنا العراقي كلهم.

جاسم المطيربصرة/لاهاي في 27/5/2009

الصفحات