أنت هنا

قراءة كتاب خزانة الأدب وغاية الأرب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خزانة الأدب وغاية الأرب

خزانة الأدب وغاية الأرب

كتاب "خزانة الأدب وغاية الأرب" لمؤلفه تقي الدين بن حجة الحموي، يتناول تاريخ الأدب في عصر المماليك ويعد لذلك من الكتب التي لا غنى عنها للباحثين في الأدب إذ ضمنه كثيراً من نماذج شعراء عصره وقدم تصويراً دقيقاً للحياة الأدبية آنذاك ولعل هذا الكتاب يعد من أبرز م

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 10
وهي طويلة وجميعها فرائد ولم أكثر منها إلا لعلمي أن نظم الوزير لسان الدين بن الخطيب رحمه الله تعالى غريب في هذه البلاد ومن البراعات التي يفهم من إشاراتها أنها تهنئة بمولود قول أبي بكر بن الخازن رحمه الله تعالى بشرى فقد أنجز الإقبال ما وعدا وكوكب المجد في أفق العلا صعدا ومما يشعر بقرينة الذوق أن الناظم يريد الرثاء قول التهامي حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرار وهذه القصيدة يرثي بها ولده وهي نسيج وحدها وواسطة عقدها ومنها ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار جبلت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذاء والأقذار وإذا رجوت المستحيل فإنما تبني الرجاء على شفير هار فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال سار وما أعلم أن أحدا استهل للمراثي بأحسن من هذه البراعات ومنها يشير إلى ولده وهو من المعاني المستغربة جاورت أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري وأما قصيدة الشيخ جمال الدين بن نباتة رحمه الله تعالى في تهنئة السلطان الملك الأفضل بسلطنة حماة وتعزيته بوفاة والده الملك المؤيد سقى الله ثراه فإنها من عجائب الدهر فإنه جمع فيها بين نقيضي المدح والرثاء في كل بيت وبراعتها هناء محاذاك العزاء المقدما فما عبس المحزون حتى تبسما ثغور ابتسام في ثغور مدامع شبيهان لا يمتاز ذو السبق منهما يرد مجاري الدمع والبشر واضح كوابل غيث في ضحى الشمس قد همى
 
سبحان المانح والله من لا يتعلم الأدب من هنا فهو من المحجوبين عن إدراكه وكتب إليه الشيخ صلاح الدين الصفدي قصيدة ضمن فيها إعجاز معلقة امرئ القيس وصرح في براعتها بغليظ العتب ولم يأت في البراعة بإشارة لطيفة يفهم منها القصد بل صرح وقال أفي كل يوم منك عتب يسوءني كجلمود صخر حطه السيل من عل فأجابه الشيخ جمال الدين بقصيدة ضمن فيها الأعجاز المذكورة وبراعة استهلالها فطمت ولائي ثم أقبلت عاتبا أفاطم مهلا بعض هذا التدلل والإشارة بقوله أفاطم مهلا بعض هذا التدلل لا يخفى على حذاق الأدب ما مراده منها وفي هذا القدر كفاية وما أحلى ما قال بعده وهو مما قصده في تلك الإشارة فدونك عتب اللفظ ليس بفاحش إذا هي نصته ولا بمعطل وهنا بحث وهو إني وقفت على بديعية الشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن جابر الأندلسي الشهيرة ببديعية العميان فوجدته قد صرح في براعتها بمدح النبي وهي بطيبة إنزل ويمم سيد الأمم وانثر له المدح وانشر طيب الكلم فهذه البراعة ليس فيها إشارة تشعر بغرض الناظم وقصده بل أطلق التصريح ونثر المدح ونشر طيب الكلم فإن قال قائل إنها براعة استهلال قلت إن البديعية لا بد لها من براعة وحسن مخلص وحسن ختام فإذا كان مطلع القصيدة مبنيا على تصريح المدح لم يبق لحسن التخلص محل ولا موضع ونظم هذه القصيدة سافل بالنسبة إلى طريق الجماعة غير أن الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أبا جعفر الأندلسي شرحها شرحا مفيدا وهنا فائدة وهو أن الغزل الذي يصدر به المديح النبوي يتعين على الناظم أن يحتشم فيه ويتأدب ويتضاءل ويتشبب مطربا بذكر سلع ورامة وسفح العقيق والعذيب

الصفحات