أنت هنا

قراءة كتاب إدارة الصراع في المؤسسات التربوية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إدارة الصراع في المؤسسات التربوية

إدارة الصراع في المؤسسات التربوية

إن مدير المدرسة يقع في قمة الهيكل التنظيمي للمدرسة، فإنه يتحمل العبء الأكبر في قيادة الأفراد، والجماعات، وتنسيق جهودها، وتوجيهها، في عمليات التخطيط والتوجيه والتنسيق والتنفيذ والتقويم باعتباره قائدا تربويا تناط به مهام حيوية .

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 1

الفصـــــل الأول

أهمية الكفايات المهنية

مـقـدمــة

تعيش المجتمعات الانسانية اليوم تسارعا في التطور والتقدم في شتى المجالات التربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها، مما أثر في أساليبنا من حيث : التفكير، والعمل، والأداء، والإدارة، فمن يريد أن ينافس وينجح في عالم اليوم، يجب أن يركز على إدارة المعرفة، وأن يمارس قيادة تسعى لخلق البنية التنظيمية الاجتماعية التي ترتكز على تنمية الرأسمال البشري .

فالعنصر البشري اليوم يعد من أهم الموارد وأثمنها " الإنسان أغلى ما نملك، وإنه الثروة الأساسية " (وزارة التربية والتعليم، 1988 :4) خاصة إذا كان هذا الإنسان مزودا بالعلم والمعرفة والإيمان والخلق والطموحات، ومؤهلا تأهيلا قويما، ينمي قدراته ويبرز إمكاناته، ويطلق طاقاته وإبداعاته، مما جعل تقدم الأمم وتطورها يرتبط ارتباطا عضويا بمقدار ما تمتلكه من ثروة بشرية ؛ لأنها البنية الأساسية التي تعطي للمجتمع القوة والتماسك والعمل المنتج الخلاق . وبما أن النظام التربوي هو المسؤول عن إعداد العنصر البشري إعدادا متكاملا ومتوازنا من جميع جوانب شخصيته، وبوساطته تتم تنمية الكوادر والطاقات البشرية لتكون قادرة على تطوير المجتمع وتقدمه، لذا فإن تطور مجتمعات اليوم ونماءها يتوقف على درجة فاعلية النظام التربوي فيها، فهو الركيزة الأساسية للأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في تنفيذ نشاطاتها، وهو الذي يزود قطاعات المجتمع التنموية المتعددة بالموارد البشرية المدربة والمؤهلة القادرة على استثمار ما لدى تلك المجتمعات من موارد وإمكانات متنوعة " وإدراكا من الدول للدور الرئيس الذي تلعبه المنظمات التربوية في إكساب الفرد المهارات اللازمة للتعايش بالمجتمعات المعاصرة القائمة على المعلومات والمعرفة، فإن إعادة النظر بالهياكل التعليمية القائمة سيكون حاجة ملحة " (Carnoy, 1999: 4)، إن التطورات والتغيرات المتسارعة التي يعيشها عالمنا اليوم والتي تنعكس على النظام التربوي في جميع عملياته، لا يستطيع الإداري التربوي أن يتجاهلها، بل عليه أن يتفاعل معها، كما أنه ملزم بخلق بيئة صالحة لهذا التطور ليكون أقدر على مواجهة التحديات والصراعات التي تفرضها عليه هذه التطورات، مما يستدعي اتخاذ الخطوات المناسبة لتطوير فاعلية العاملين في النظام التربوي وتكيّفهم مع المتطلبات المتجددة والتحديات التي تواجههم، من خلال تطوير وتحسين قدراتهم وكفاياتهم، للتعامل الفاعل مع مستجدات العصر وتقنياته، فالإنسان الفعال في عالم الغد، هو الإنسان متعدد المهارات، متنوع الكفايات " فهذا التحول يفرض على التربية أن تبدأ بإنتاج عمالة من نوع متطور لخوض غمار سوق جديدة ذات طبيعة تنافسية بين من يملكون مهارة الاتصال والتسويق والحوسبة، ومن لا يملكون " (عويدات، 1999 : 63) .

وبما أن مدير المدرسة يقع في قمة الهيكل التنظيمي للمدرسة، فإنه يتحمل العبء الأكبر في قيادة الأفراد، والجماعات، وتنسيق جهودها، وتوجيهها، في عمليات التخطيط والتوجيه والتنسيق والتنفيذ والتقويم باعتباره قائدا تربويا تناط به مهام حيوية . إذ تقع على عاتقه مسؤولية قيادة التنمية المهنية للعاملين في المدرسة، وإطلاق طاقاتهم وقدراتهم نحو الإبداع والتطوير، واتخاذ الخطوات اللازمة لتطوير البرامج التعليمية بصفة خاصة والعمل التربوي بصفة عامة، وله دور فاعل في تحسين العملية التعليمية . وحتى ينجح مدير المدرسة في أداء المهام المكلف بها بدقة وإتقان، فإنه يحتاج إلى إكساب مجموعة من الكفايات الفنية التي تمكنه من ممارسة دوره القيادي التربوي، ومجموعة من الكفايات الإنسانية التي تمكنه من التعامل بنجاح مع الهيئة التعليمية والإدارية بالمدرسة، ومجموعة من الكفايات الإدارية التي تمكنه من تخطيط العمل وتوجيه وترتيب الأولويات واستشراف المستقبل (أحمد،1997)، إذ أن نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها ورسالتها مرتبط بالكيفية التي يدير بها المدرسة، وبالأسلوب القيادي الذي يمارسه، وبالكفايات المهنية التي يمتلكها، كما أن نجاح وفاعلية مدير المدرسة تنطلق من بعد عمق خلفيته المعرفية وكفاياته المهنية، فالسلوك الإنساني الفاعل ثمرة الكفاية، كما استنتج مرسي (1985) أنه بمقدار ما يتمتع به المدير من صحة نفسية وجسمية وخبرة واعية بالإضافة إلى إعداد مهني ومعرفي بمقدار ما ينعكس ذلك إيجابيا على عمل المدير القيادي في المدرسة .

وذكر كنعان (1995، 318) " أن معظم علماء الإدارة يقسّمون الكفايات اللازمة لنجاح القادة الإداريين إلى : الكفايات الفنية، والكفايات الإنسانية، والكفايات الإدراكية "، كما أشار الهواري (1996) إلى أن إدارة المدرسة عملية تتطلب كفايات فكرية / معرفية، وكفايات إنسانية، بالإضافة إلى الكفايات الفنية، أما نبراوي (1993) فقد ذكر أهم الكفايات التي يجب أن تتوافر لدى مدير المدرسة وهي : كفايات التخطيط، وكفايات التنظيم، وكفايات الاتصال، وكفايات العلاقات العامة، وكفايات إدارة الموارد المالية، وكفايات إدارة شؤون الأفراد، وقدرته على معالجة المشكلات، وقدرته على التغيير والتجديد والابتكار، وأكد السلمي(1984) على ضرورة توافر عدد من الكفايات الفنية، والفكرية، والإنسانية للمدير حتى يتمكن من ممارسة مهامه القيادية بفاعلية ونجاح، كما جاء في (الطويل، 1999 : 30) أن الدراسة التي قام بها جريفث(Griffiths) أثبتت أن " ما يميز المسؤول والقائد التربوي الناجح يكمن في مدى قدرته على توظيف قدراته وكفاياته الإدراكية، والإنسانية، والفنية نحو العمل البنّاء، ومواجهة المشكلات والعقبات التي قد تعترض طريق تقدمه نحو تحقيق أهداف المدرسة والمجتمع المحلي وتنفيذ السياسات التعليمية المنبثقة من فلسفة الدولة وأهدافها " في الفصول اللاحقة تفصيل لمضمون هذه الكفايات، بهدف تبيان علاقتها وأهميتها لمدير المدرسة .

الصفحات