أنت هنا

قراءة كتاب إدارة الصراع في المؤسسات التربوية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إدارة الصراع في المؤسسات التربوية

إدارة الصراع في المؤسسات التربوية

إن مدير المدرسة يقع في قمة الهيكل التنظيمي للمدرسة، فإنه يتحمل العبء الأكبر في قيادة الأفراد، والجماعات، وتنسيق جهودها، وتوجيهها، في عمليات التخطيط والتوجيه والتنسيق والتنفيذ والتقويم باعتباره قائدا تربويا تناط به مهام حيوية .

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 5

الكفايات المهنية وعلاقتها بإدارة الصراع

شهدت الإدارة المدرسية في الآونة الاخيرة تغييرات كبيرة أدت إلى تطور دور مدير المدرسة، وقد أدى هذا التطور في دور مدير المدرسة إلى تطور في متطلبات هذا الدور (الكفايات، والمهارات)، كما يعتبر الدور القيادي والإشرافي من الأدوار الأساسية لمدير المدرسة الفعّال الذي يجب أن يعطى الأهمية القصوى من قبل مديري المدارس لما يتطلبه من قدرات وكفايات قيادية، وفنية، ومعرفية، وأدائية، وإنسانية تجعل المدير قادرا على التأثير في سلوك العاملين معه، وقادرا على قيادة التغيير، والتجديد، والابتكار، والتعاون مع العاملين في المدرسة بفاعلية، وتجعله قادرا على إدارة الصراعات بحكمة واقتدار، كما تعتمد على قدرات مدير المدرسة وكفاياته جودة ونوعية المخرجات التربوية . وحتى يؤدي مدير المدرسة دوره بكفاءة وفاعلية " لابد أن يتمتع بقدر كاف من الكفايات الإدارية، والفنية، والإنسانية، فالمرؤوسون لا يرتاحون للعمل تحت قيادة تنقصها الكفاية، فالكفاية تثير الإعجاب والثقة بالرئيس " (ميلر , 2003) .

كما أن سرّ نجاح مدير المدرسة يكمن في مدى كفايته في ابتكار الأفكار وفي الإحساس بالمشكلات والتفنن بالحلول والتوصل إلى الآراء والمقترحات، لأن ذلك ضروري لمساعدته على النجاح، وفي القدرة على التعامل بنجاح مع المتغيرات الحالية والمنتظرة داخل المدرسة وخارجها، " إن نجاح وفاعلية القائد والمسؤول الإداري التربوي تنطلق من بعد عمق خلفيته المعرفية وكفاياته المهنية وتقديره وفهمه لطبيعة المشكلات والصراعات في النظام الذي يتولى مسؤولية قيادته وإدارته " (الطويل، 1999 : 356) . وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم لتطوير الإدارة المدرسية على صعيد التدريب والتأهيل والتنمية المهنية المستدامة إلاّ أن المخرجات لم تكن في مستوى الطموح، " بالرغم من الاهتمام المتزايد من قبل وزارة التربية والتعليم بتطوير الإدارة المدرسية، خلال العقدين الماضيين، ما تزال الإدارات المدرسية مثقلة بالعديد من المشكلات مما أدى إلى تقليص قدرة هذه الإدارات على الأداء الفعال " (الرشدان، والهمشري، 2002 : 268)، كما أشار(المحبوب، 2000) إلى أنه حينما تصبح المدرسة بدون قيادة فاعلة فإنها تواجه العديد من المشكلات ليس على مستوى تحقيق الأهداف فحسب بل على مستوى العلاقات الإنسانية داخل المدرسة وخارجها .

ويعد الصراع من أكثر المشكلات شيوعا وانتشارا في هذا العصر، إذ أننا نتقابل مع الصراع كل يوم، وبكل طريقة، لذلك حظي موضوع إدارة الصراع باهتمام واسع النطاق تجلى بتناوله من قبل العديد من الباحثين بوصفه أحد أنواع التفاعلات الاجتماعية التي يمارسها الفرد بشكل علني أو ضمني، وحظي كذلك باهتمام المديرين باعتبار أنه يتطلب قدرات وكفايات للتعامل معه واختيار الاستراتيجية المناسبة لإدارته، إذ يمكن للصراعات أن تتصاعد وتزيد حدتها عندما لا يعرف المديرون كيف يستجيبون بشكل إبداعي أو إيجابي للنزاع . ومما يعزز ذلك ما جاء في الأدب التربوي، " لا تخلو أي مؤسسة تربوية من صراع ظاهر أو خفي بين العاملين فيها وسبب هذا الصراع يعود إلى تعدد المواقف وتباين الآراء في البيئة المدرسية نتيجة للفروق الفردية بين الأفراد بقدراتهم وبنيتهم المعرفية والفكرية وتطلعاتهم واهتماماتهم، ومع أن تباين المواقف واختلاف الآراء ظاهرة صحية تدعم المدرسة بمزيد من المعلومات والأفكار وغالبا ما تقود إلى الإبداع والابتكار إلا أن ذلك يتوقف على الكفايات والقدرات التي يتمتع بها مدير المدرسة حتى لا تتحول الاختلافات والتباينات إلى عوامل للهدم بدلا من أن تكون أدوات للبناء "(احمد2001 : 47).

إضافة المعلومات الواردة في الصفحات

وعلى الرغم من أهمية دور مدير المدرسة في إدارة الصراعات التي تحدث في المدرسة بحيث يصبح صراعا هادفا وفعالا، يؤدي إلى تفجير الطاقات والمواهب الفردية والجماعية الكامنة، إلا أن بعض المديرين يتجنبون مواجهة الصراعات، والبعض الآخر يميل للقضاء على الصراع والتخلص منه مما ينعكس سلبا على كفاءة وفاعلية المدرسة، كما جاء في الأدب التربوي أن عدم وجود الجو النفسي المريح داخل المنظمة من الأسباب المؤدية إلى ضعف الاتصال بين الأفراد والجماعات، وتطور سوء الفهم وفقدان التعاون في العمل الجماعي فتحدث الصراعات التي قد تنتج عنها عواقب وخيمة تؤثر على سير العمل ومخرجاته (Cook & Hunsaker, 2001: 382)، كما أثبتت دراسة (زكريان، 1994) أن للسلوك القيادي لمدير المدرسة دورا في زيادة حدة الصراعات المدرسية، فالمدير التسلطي يحاول أن يبقي وضع المدرسة مفككا ويولد الصراعات بين المعلمين حتى يضمن استمرار ثقة المعلمين له وخدمتهم لأغراضه الشخصية، بينما الأسلوب القيادي المهتم بالعلاقات يقوم بحل الصراع ، كما أن الشللية والتحيز في المعاملة تؤدي إلى إحساس المعلم بالمعاملة غير العادلة فيصبح لديه توتر وعداء تجاه المتحيز والمتحيز له، مما يؤدي إلى نشوء الصراع .

لقد دفعت الملاحظات سابقة الذكر المؤلفة إلى إجراء دراسة ميدانية للتعرف إلى طبيعة العلاقة بين درجة توافر كفايات مديري ومديرات المدارس واستراتيجيات إدراتهم للصراع .

هـدف الـدراسـة وأسئلتهـا :

هدف هذا الدراسة إلى تعرّف درجة توافر الكفايات المهنية لدى مديري ومديرات المدارس الثانوية العامة في الأردن،ودرجة استخدامهم لاستراتيجيات إدارة الصراع،والعلاقة بينهما،وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة الفرعية الآتية :

1. ما درجة توافر الكفايات المهنية لدى مديري ومديرات المدارس الثانوية العامة في الأردن من وجهة نظرالمعلمين والمديرين أنفسهم ؟

2. ما درجة استخدام مديري ومديرات المدارس الثانوية العامة في الأردن لاستراتيجيات إدارة الصراع من وجهة نظر المعلمين والمديرين أنفسهم ؟

3. هل هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين درجة توافر الكفايات المهنية لدى مديري ومديرات المدارس الثانوية العامة في الأردن ودرجة استخدامهم لاستراتيجيات إدارة الصراع من وجهة نظر المعلمين والمديرين أنفسهم ؟

4. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة توافر الكفايات المهنية لدى مديري ومديرات المدارس الثانوية العامة في الأردن تعزى لجنس المدير ومؤهله وخبرته من وجهة نظر المديرين ؟

5. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة استخدام مديري ومديرات المدارس الثانوية لاستراتيجيات إدارة الصراع تعزى لجنس المدير ومؤهله وخبرته من وجهة نظر المديرين ؟

الصفحات