كتاب " محاضرات في مناهج البحث العلمي للدراسات الإنسانية " ، تأليف د. نبيهة صالح السامرائي ، والذي صدر عن دار الجنان عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب محاضرات في مناهج البحث العلمي للدراسات الإنسانية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
محاضرات في مناهج البحث العلمي للدراسات الإنسانية
تمهيد ..
لم تبلغ البحوث ذروتها لولا إعتمادها على طرق علمية متعارف عليها للوصول بهذه البحوث الى التجربة التي تصل بنا الى إستقصاء الحقائق ، فليس هناك أي تقدم إلا عن طريق البحث العلمي الذي يعتمد على منهجية علمية معينة اتفق عليها الباحثون . وانطلاقا من اهمية البحث العلمي لابد لنا من التطرق الى بعض المفاهيم الأساسية التي يحتاجها الباحث العلمي في بحثه .
lمراحل المعرفة
المعرفة : يجمع الانسان عبر تاريخه الطويل كماً هائلاً من المعارف والعلوم التي مرت بعدة مراحل منها :
1- المرحلة الحية : وهي عبارة عن الملاحظة البسيطة غير المقصودة مثل ما تسمع أو تبصر أو تلمس من أمور كتغير الليل والنهار وظهور القمر ليلاً دون أن يتعرف أو يدرك الفرد العلاقات القائمة بين هذه الظواهر وأسبابها .
2) المعرفة الفلسفية التأملية : وهي مرحلة التفكر الذي يتعذر حسمه بالتجربة كالتفكير فيما وراء الطبيعة وماذا يعني الموت والحياة وصفات واثبات وجود الخالق ، وكل هذه الأفكار يتعذر حسمها بالتجربة .
3) مرحلة المعرفة العلمية التجريبية ، وهو ما يقوم على أساس :
أ ) الملاحظة المنظمة المقصودة للظواهر .
ب) وضع الفروض الملائمة والتحقق منها بالتجربة وجمع البيانات وتحليلها .
ج) لا تحاول المعرفة العلمية أن تقف عند المفردات الجزئية التي يتعرض الانسان لبحثها
د) يحاول الباحث أن يصل الى القوانين والنظريات العامة التي تربط هذه المفردات بعضها ببعض .
هـ) التمكن من التعميم والتنبؤ بما يحدث للظواهر المختلفة تحت ظروف معينة
وهي مراحل لا تتناقض مع بعضها بل تتلازم وتتكامل فيما بينها .
ما المقصود بالعلم؟
مما سبق نجد ان العقلانية نتاج استخدام العقل والمنطق. وتستمد اللفظة الإنجليزية (rationality) جذرها من نظيرتها اللاتينية (ratio)، وتعني الحساب المنطقي. وكذا الأمر بالعربية؛ فالعقلانية مشتقة من جذر "عقل"، وتعني بالأساس إعمال العقل كبديل عن الاستسلام للهوا أو العاطفة أو عقول الآخرين. وليس المنطق كالحدس، أو الشعور، أو رد الفعل التلقائي، أو العواطف، أو الاعتقاد. فالمنطق يبدأ معتمدا على البديهة، ثم يتطور مع تنامي قدرة المرء على العد والقياس والترتيب والتنظيم والتصنيف والشرح والمحاججة. فالخطاب العقلاني إذاً مترابط، وأخضعت أوجهه المختلفة للنقاش والتفكر. كما أنه يقوم على نوع من "الحساب المنطقي" الذي يختلف عن الرأي الشخصي. وتنطبق تلك الخصائص على الخطاب العقلاني عامة، مهما اختلفت الأزمنة والأمكنة. أما اللاعقلانية فتعني رفض الانصياع للمنطق. والشخص اللاعقلاني لا يتبع المنطق، ويعمل بما يخالفه، وتكون قراراته غالبا غير مترابطة. ويحوي العالَم اللاعقلاني عالَم المجهول والخرافة والروحانيات والأشياء غير الممكنة، بما فيها تلك التي تنافي المنطق.