أنت هنا

قراءة كتاب شعر النازحين من الاندلس الى مصر والشام في القرن السابع الهجري بين التأثر والتأثير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شعر النازحين من الاندلس الى مصر والشام في القرن السابع الهجري بين التأثر والتأثير

شعر النازحين من الاندلس الى مصر والشام في القرن السابع الهجري بين التأثر والتأثير

كتاب " شعر النازحين من الاندلس الى مصر والشام في القرن السابع الهجري بين التأثر والتأثير " ، تأليف د.آمنة البدوي ، والذي صدر عن دار الأهلية للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 10

علاقة الشعراء بالملوك والسلاطين وكبار رجال الدولة

كان ارتحال الشعراء الأندلسيين من بلادهم، نتيجة اختلال الأوضاع السياسية في الأندلس وغير ذلك من العوامل كما بيّنا في الفصل الأول، وقد ساهمت بيئة مصر والشام الجديدة في توجيه شعر هؤلاء وجهات معينة، نتيجة للأحوال التي عايشوها في موطنهم الجديد. فقد أكثروا من مدح الأمراء والحكام والقضاة والوزراء طالبين منهم النصرة في ديار غربتهم. كما تفاعل الشعراء مع الأحداث السياسية في المشرق، وعبّروا عن نقمتهم على الصليبيين، وامتدحوا قواد المشرق من خلال ذلك.

امتدح الشعراء ملوك الأيوبيين الذين كانت لهم اليد الطُّولى في الإحسان إليهم، بعد أن تباعدت بهم الديار، وأضحوا غرباء ينشدون منهم رفع الضيم فكانوا أوفياء لفضلهم، لديهم الولاء لهم، كما يقول ابن دحية في امتداح الملك الكامل بن العادل الأيوبي (ت 635هـ) بكمال الأوصاف، وعظم الملك وإقامة العدل:

شجَتْني شواجٍ في الغصونِ سواجعُ

ففاضَتْ هوامٍ للجُفونِ هوامعُ

ولا حاكِمٌ أرضاه بيني وبينها

سوى حاكمٍ دهري له اليومَ طائعُ

يدافعُ عني الضيمَ قائِمُ سيفِهِ

إذا عزَّ من للضيم عني يُدافعُ

هو الكامِلُ الأوصافِ والملكُ الذي

تشيرُ إليه بالكمالِ الأصابعُ

وبيضُ أياديه الكريمةِ في الورى

قلائدُ في الأعناقِ وهي الصنائعُ([271])

كان هذا الولاء للأيوبيين ينبع من عدلهم، وحسن معاملتهم واحترامهم للعلماء لا سيما علماء المغاربة، وقد كان ابن دحية قد حظي بمكانة خاصة عند الأيوبيين فقربوا مكانه، وجمعوا له علماء الحديث، وحضروا له مجلساً، وأقروا له بالتقدم، وكان الملك الكامل قد بنى له دار الحديث الكاملية بين القصرين والقاهرة([272]) فقيّده بإحسانه، إذ يقول:

ولو لم يقيِّدني نداكَ لكانَ لي

مجالٌ فسيحٌ في البسيطةِ واسعُ

فأنت الذي لي والأعادي كثيرةٌ

فُويْق مكانِ النَّجمِ في الأفقِ دافعُ([273])

وقد بالغ الشعراء في مدح الأيوبيين حتى شبّهوهم بالملائكة لشدة تقواهم، يقول ابن خروف القرطبي([274]) في مدح الملك الظاهر أبي الفتح غازي بن صلاح الدين صاحب حلب:

شمسُ الهدايةِ في أبناءِ أيوبِ

أختُ النبوَّةِ في أبناءِ يعقوب

هُمُ الملائكُ في زيِّ الملوكِ وهُمْ

أُسْدُ الحُروبِ وأقطابُ المحاريبِ([275])

الصفحات