أنت هنا

قراءة كتاب الحب .. العاطفة المغادرة لكوكبنا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحب .. العاطفة المغادرة لكوكبنا

الحب .. العاطفة المغادرة لكوكبنا

كتاب " الحب .. العاطفة المغادرة لكوكبنا " ، تأليف ابراهيم الخليل ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

الحب والمرأة

الحب ، كما يؤكد الأستاذ محمد قطب ، هو بنية النفس الحيّة السوية التي تعيش متجاوبة مع حقيقة الوجود.

وهو ، كما رأينا في الفصل السابق ، حب شامل لكل الوجود بما في ذلك علاقة الإنسان بالله و بالكون والحياة وكل البشرية.

ويمثل حب المرأة قطرة في بحر الحب الزاخر في هذا الكون. وحتّى المرأة قد تكون أمّا أو أختا أو قريبة ، وقد تكون زوجة أو حبيبة. وقد تختلط الأدوار وتتعقّد ، لكن المرأة تخضع لنفس موازين علاقتنا بالآخر.

والحب لا يصنع ولكنه يولد . ينبت عفو الخاطر في بئة طبيعية . كزهور بريّة ، كقدر من أقدار الله ، ككلّ ظواهره الكونية.

يقول نبي الإسلام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:

(الأرواح جنود مجنّدة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف).

فالحب طاقة يمكن أن تقاس ، إذا تمّ التواصل بالنظر أو السمع ، لتكتمل الدائرة الكهرومغنطيسية ، فتسجل القلوب مقدار التآلف ودرجة التنافر.

والإحساس به نوع من الفراسة يقوى مع زيادة الإيمان وشفافية الروح.

وهذه الآلية ليست حكرا على حب المرأة وحدها وإنّما لكل أنواع الحب بمعناه الواسع.

أمّا إذا حصرنا أنفسنا في حب المرأة بوصفها حبيبة ، فهذا النوع من الحب لا يخضع للمنطق. وهو أشبه بالتجربة الصوفية ، يتعذر وصفه بالكلمات ولكن تسهل معايشته بالتجربة. و ألوانه متعددة ومتباينة في تمايز كألوان الطيف. وهو عطاء بلا حدود ، دون توقع أي مردود.

ولسنا بصدد تقصّي أحواله ومراتبه وأنواعه ، أو طرح آراء الفلاسفة فيه ، ولكن يكفي لموضوع الكتاب ، الإشارة إليه كعاطفة إيجابيّة في شحذ الهمم لطلب المعالي ، وسمو النفس لتقديس رب الجمال.

وما أجمل ما قاله الشعراء في وصف آثاره دون تحديد كنهه:

يابلبلا يقتات من أضلعي لو أحرم الدنيا وتبقى معي

ما لذّة العمر إذا مالم تكن قربي وفي عينيك من أدمعي

(أبيات لشاعر مجهول).

وأوّل إحساس به يتم فجأة دون توقع ، ودون تصنّع:

ما كان خطر بالبال ألقاك و افوز بتقديرك

أو حين أراك تختال أهواك ويسكرني تعبيرك

(فنان الغنائي السوداني: عبد الدافع عثمان).

فالذي يجذب الحبيب ليس بالضرورة جمال المحبوب ، و إنّما تعلّق الأرواح.

فعندما يتم التعارف في اللقاء الأول ترفع الكلفة ، كأنّه كانت هناك علاقة قديمة في عالم آخر:

كأنّنا من قبل كنّا معا في مسبح الأرواح والأنجم

يجمعنا دون الورى خافق أبقى رجاءا من هوى موهم

(الشاعر المجهول يشير إلى رأي أفلاطون في: مأدبة الحب).

الصفحات