أنت هنا

قراءة كتاب الكتاب الجزء الأول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الكتاب الجزء الأول

الكتاب الجزء الأول

الكتاب أحد أهم مؤلفات اللغوي البصري سيبويه ويعتبر أول كتاب منهجي ينسق ويدون قواعد اللغة العربية. وقال عنه الجاحظ أنه «لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله». أُلِّفَ الكتاب في القرن الثاني للهجرة الموافق للثامن من الميلاد.

تقييمك:
4.15385
Average: 4.2 (13 votes)
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 4
وتقول سيفعل ذلك وسوف يفعل ذلك فتلحقها هذين الحرفين لمعنى كما تلحق الألف واللام الأسماء للمعرفة‏.‏
 
ويبّن لك أنها ليست بأسماء أنك لو وضعتها مواضع الأسماء لم يجز ذلك‏.‏
 
ألا ترى أنّك لو قلت إنّ يضرب يأتينا وأشباه هذا لم يكن كلاماً‏!‏ إلا أنها ضارعت الفاعل لاجتماعهما في المعنى‏.‏
 
وسترى ذلك أيضاً في موضعه‏.‏
 
ولدخول اللام قال الله جلّ ثناؤه‏:‏ ‏"‏ وإن ربّك ليحكم بينهم ‏"‏ أي لحاكم‏.‏
 
ولما لحقها من السين وسوف كما لحقت الاسم والألف واللام للمعرفة‏.‏
 
وأما الفتح والكسر والضم والوقف فللأسماء غير المتمكنة المضارعة عندهم ما ليس باسم ولا فعل مما جاء لمعنى ليس غير نحو سوف وقد وللأفعال التي لم تجر مجرى المضارعة وللحروف التي ليست بأسماء ولا أفعال ولم تجئ إلاّ لمعنى‏.‏
 
فالفتح في الأسماء قولهم‏:‏ حيث وأين وكيف‏.‏
 
والكسر فيها نحو‏:‏ أولاد وحذار وبداد‏.‏
 
والضم والفتح في الأفعال التي لم تجر مجرى المضارعة قولهم‏:‏ ضرب وكذلك كل بناء من الفعل كان معناه فعل‏.‏
 
ولم يسكنو آخر فعل لأن فيها بعض ما في المضارعة تقول‏:‏ هذا رجل ضربنا فتصف بها النكرة وتكون في موضع ضارب إذا قلت هذا رجل ضارب‏.‏
 
وتقول‏:‏ إن فعل فعلت فيكون في معنى إن يفعل أفعل فهي فعل كما أنّ المضارع فعل وقد وقعت موقعها في إن ووقعت موقع الأسماء في الوصف كما تقع المضارعة في الوصف فلم يسكّنوها كما لم يسكنو من الأسماء ما ضارع المتمكن ولا ما صيّر من المتمكن في موضع بمنزلة غير المتمكن‏.‏
 
فالمضارع‏:‏ من عل حرّكوه لأنهم قد يقولون من عل فيجرونه‏.‏
 
وأما المتمكن الذي جعل بمنزلة غير المتمكن في موضع فقولك ابدأ بهذا أول ويا حكم‏.‏
 
والوقف قولهم‏:‏ اضرب في الأمر ولم يحركوها لأنها لا يوصف بها ولا تقع موقع المضارعة فبعدت من المضارعة بعدكم وإذ من المتمكنة‏.‏
 
وكذلك كل بناء من الفعل كان معناه افعل‏.‏
 
والفتح في الحروف التي ليست إلا لمعنى وليست بأسماء ولا أفعال قولهم‏:‏ سوف وثم‏.‏
 
والكسر فيها قولهم في باء الإضافة ولامها‏:‏ بزيد ولزيد‏.‏
 
والضم فيها‏:‏ منذ فيمن جرّبها لأنها بمنزلة من في الأيام‏.‏
 
ولا ضم في الفعل لأنه لم يجيء ثالث سوى المضارع‏.‏
 
وعلى هذين المعنيين بناء كل فعل بعد المضارع‏.‏
 
واعلم أنك إذا ثنّيت الواحد لحقته زيادتان‏:‏ الأولى منهما حرف المد والين وهو حرف الإعراب غير متحرّك ولا منوّن يكون في الرفع ألفاً ولم يكن واواً ليفصل بين التثنية والجمع الذي على حد التثنية ويكون في الجر ياء مفتوحا ما قبلها ولم يكسر ليفصل بين التثنية والجمع الذي على حدّ التثنية‏.‏

الصفحات