أنت هنا

قراءة كتاب الكتاب الجزء الثاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الكتاب الجزء الثاني

الكتاب الجزء الثاني

الكتاب أحد أهم مؤلفات اللغوي البصري سيبويه ويعتبر أول كتاب منهجي ينسق ويدون قواعد اللغة العربية. وقال عنه الجاحظ أنه «لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله». أُلِّفَ الكتاب في القرن الثاني للهجرة الموافق للثامن من الميلاد.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 5
وهذا قول الخليل رحمه الله وزعم أنه من أجل ذلك قال‏:‏ يا أيها الرجل زيدٌ أقبلْ‏.‏
 
قال‏:‏ لو لم يكن على الرجل كان غيرَ منوَّن‏.‏
 
وإنما صار المبهم بمنزلة المضاف لأن المبهم تقرِّب به شيئاً أو تُباعده وتُشير إليه‏.‏
 
ومن الصفة‏:‏ أنت الرجل كلُّ الرجل ومررت بالرجل كلِّ الرجل‏.‏
 
فإن قلت‏:‏ هذا عبد الله كلُّ الرجل أو هذا أخوك كلُّ الرجل فليس في الحُسن كالألف واللام لأنك إنما أردت بهذا الكلام هذا الرجل المبالغ في الكمال ولم ترد أن تجعل كل الرجل شيئاً تعرّف به ما قبله وتبيّنه للمخاطب كقولك‏:‏ هذا زيد‏.‏
 
فإذا خفت أن يكون لم يُعرَف قلت‏:‏ الطويل ولكنك بنيت هذا الكلام على شيء قد أثبتّ معرفته ثم أخبرت أنه مستكمِلٌ للخِصال‏.‏
 
ومثل ذلك قولك‏:‏ هذا العالِم حقُّ العالِم وهذا العالم كلُّ العالم إنما أراد أنه مستحقٌ للمبالغة في العلم‏.‏
 
فإذا قال هذا العالم جِدُّ العالم فإنما يريد معنى هذا عالِم جداً أي هذا قد بلغ الغاية في العلم‏.‏
 
فجرى هذا الباب في الألف واللام مجراه في النكرة إذا قلت‏:‏ هذا رجلٌ كلُّ رجل وهذا عالمٌ حقُّ عالم وهذا عالمٌ جدُّ عالم‏.‏
 
ويدلّك على أنه لا يريد أن يثبّت بقوله كلُّ الرجل الأول أنه لو قال‏:‏ هذا كلُّ الرجل كان مستغنياً به ولكنه ذكر الرجل توكيداً كقولك‏:‏ هذا رجلٌ صالحٌ ولم يرد أن يبيّن بقوله كلُّ الرجل ما قبله كما يبين زيداً إذا خاف أن يلتبس فلم يرد ذلك بالألف واللام وإنما هذا ثناء يحضُرك عند ذكرك إياه‏.‏
 
ومن الصفة قولك‏:‏ ما يَحسن بالرجل مثلِك أن يفعل ذاك وما يحسن بالرجل خيرٍ منك أن يفعل ذاك‏.‏
 
وزعم الخليل رحمه الله أنه إنما جرّ هذا على نية الألف واللام ولكنه موضعٌ لا تدخله الألف واللام كما كان الجَمّاء الغفيرَ منصوباً على نيّة إلقاء الألف واللام نحو طُرّاً وقاطبةً والمصادر التي تشبهها‏.‏
 
وزعم رحمه الله أنه لا يجوز في‏:‏ ما يحسن بالرجل شبيهٍ بك الجرّ لأنك تقدّر فيه على الألف واللام‏.‏
 
وقال‏:‏ وأما قولهم‏:‏ مررتُ بغيرك مثلك وبغيرك خيرٍ منك فهو بمنزلة مررتُ برجل غيرك خيرٍ منك لأن غيرك ومثلك وأخواتها يكنّ نكرة ومَن جعلها معرفة قال‏:‏ مررتُ بمثلك خيراً منك وإن شاء خيرٍ منك على البدل‏.‏
 
وهذا قول يونس والخليل رحمهما الله‏.‏
 
واعلم أنه لا يَحسن ما يحسن بعبد الله مثلِك على هذا الحد‏.‏
 
ألا ترى أنه لا يجوز‏:‏ ما يَحسن بزيد خيرٍ منك لأنه بمنزلة كل الرجل في هذا‏.‏
 
فإن قلت‏:‏ مثلِك وأنت تريد أن تجعله المعروف بشبهه جاز وصار بمنزلة أخيك‏.‏
 
ولا يجوز في خيرٍ منك لأنه نكرة فلا تُثبِت به المعرفة‏.‏
 
ولم يُرد في قوله‏:‏ ما يحسن بالرجل خيرٍ منك أن يُثبِت له شيئاً بعينه ثم يعرّفه به إذا خاف التباساً‏.‏
 
واعلم أن المنصوب والمرفوع يجري معرفتُهما ونكرتُهما في جميع الأشياء كالمجرور‏.‏

الصفحات