أنت هنا

قراءة كتاب الكتاب الجزء الثاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الكتاب الجزء الثاني

الكتاب الجزء الثاني

الكتاب أحد أهم مؤلفات اللغوي البصري سيبويه ويعتبر أول كتاب منهجي ينسق ويدون قواعد اللغة العربية. وقال عنه الجاحظ أنه «لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله». أُلِّفَ الكتاب في القرن الثاني للهجرة الموافق للثامن من الميلاد.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 6
باب بدل المعرفة من النكرة والمعرفة من المعرفة وقطع المعرفة من المعرفة
 
مبتدأة أما بدل المعرفة من النكرة فقولك‏:‏ مررتُ برجلٍ عبدِ الله‏.‏
 
كأنه قيل له‏:‏ بمَن مررت أو ظنّ أنه يقال له ذاك فأبدل مكانه ما هو أعرفُ منه‏.‏
 
ومثل ذلك قوله عزّ وجل ذكره‏:‏ ‏"‏ وإنك لَتَهدي الى صِراطٍ مستقيمٍ صِراطِ الله ‏"‏‏.‏
 
وإن شئت قلت‏:‏ مررتُ برجلٍ عبدُ الله كأنه قيل لك‏:‏ مَن هو أو ظننت ذلك‏.‏
 
ومن البدل أيضاً‏:‏ مررتُ بقوم عبدِ الله وزيد وخالد والرفعُ جيد‏.‏
 
وقال الشاعر وهو بعض الهُذليين وهو مالك بن خُويلد الخُناعي‏:‏ يا مَيّ إن تَفقِدي قوماً وَلدتِهمِ أو تُخلَسيهم فإن الدهر خلاسُ والرفع جائز قوي لأنه لم ينقض معنىً كما فعل ذلك في النكرة‏.‏
 
وأما المعرفة التي تكون بدلاً من المعرفة فهو كقولك‏:‏ مررتُ بعبد الله زيد إما غلطتَ فتداركتَ وإما بدا لك أن تُضرِب عن مرورك بالأول وتجعله للآخر‏.‏
 
وأما الذي يجيء مبتدأ فقول الشاعر وهو مُهلهلٌ‏:‏ ولقد خبَطنَ بيوتَ يَشكُرَ خَبطةً أخوالُنا وهُمُ بنو الأعمامِ كأنه حين قال‏:‏ خبطنَ بيوت يشكرَ قيل له‏:‏ وما هم فقال‏:‏ أخوالُنا وهم بنو الأعمام‏.‏
 
وقد يكون مررتُ بعبد الله أخوك كأنه قيل له‏:‏ مَن هو أو مَن عبدُ الله فقال‏:‏ أخوك‏.‏
 
وقال الفرزدق‏:‏ ورثتُ أبي أخلاقَه عاجِلَ القِرى وعَبطَ المَهاري كُومُها وشَبوبُها كأنه قيل له‏:‏ أيُّ المهاري فقال‏:‏ كومُها وشَبوبُها‏.‏
 
وتقول‏:‏ مررتُ برجلٍ الأسدِ شدةً كأنك قلت‏:‏ مررتُ برجلٍ كامل لأنك أردت أن ترفع شأنَه‏.‏
 
وإن شئت استأنفتَ كأنه قيل له‏:‏ ما هو‏.‏
 
ولا يكون صفةً كقولك‏:‏ مررتُ برجلٍ أسدٍ شدةً لأن المعرفة لا توصَف بها النكرة ولا يجوز أن توصَف بنكرة أيضاً لما ذكرتُ لك‏.‏

الصفحات