أنت هنا

قراءة كتاب تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم

تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم

كتاب " تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم " ، تأليف د . نزار أباظة ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر:
الصفحة رقم: 1

ما قبل الرايات النبوية

كان زعماء قريش في أشد حالات الاستياء والإحباط حين يئسوا من محاصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليحولوا دون مغادرته مكة؛ فحين افتقدوه في بيته بعد أن عزموا على قتله وائتمروا به راحوا يفتشون عنه في كل مكان، وقد تملكهم غيظ شديد.

أخذوا يتتبعون مواقع الأقدام وهم بصراء بها، يسألون كل أحد.. كانت الشمس ملتهبة في ذلك اليوم الصائف في مكة، تحبس الناس في بيوتهم، تمنعهم من الخروج.. ومع كل هذا فقد خرجوا وعلى رأسهم أبو جهل، يتلهف أن يجد رسول الله، ولكنهم لم يقعوا له ولا لصاحبه أبي بكر على أي أثر.

وظهر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.. وتحقق لقريش ما كانت تخافه؛ فقد أصبح اليوم ممنَّعاً، وسيكون خطره عليهم قريباً. وكان الخطر فوق ما تصوروا.. وأكثر مما قدّروا.. وأشدّ مما فكروا..

ذلك أن الحرب المعلنة القادمة التي تحسب قريش حسابها بدأت بوادرها منذ تلك الساعة من الهجرة.

لن يستطيعوا أن يُعدُّوا لها مجابهة على مستوى ما سوف يجهز لها الرسول.. ولن تفيدهم أمانيهم، ولن يثمر مكرهم.

إنها الحرب القادمة..التي كان بإمكانهم أن يتجنبوها، ولكن لم يفعلوا!

منذ أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام في مكة أيام الدعوة الأولى، والمشركون يخشون أن يجد من يناصره ويؤويه.. من أجل ذلك كانت قريش تترصد النبي في المواسم حين يفد العرب إلى مكة من أنحاء الجزيرة للحج.. تُحذِّرُ القبائل أن تسمع له؛ يرمونه بالسحر وبالجنون وبالشعر، ويحولون بينه وبين الناس لئلا تنتشر الدعوة، ولكي يبقى في الحصار قائماً فلا يستفيد من أمره شيئاً.

إلا أن قريشاً هي التي لم تستفد، وهي التي سوف تجني من عنادها ضرراً سيعود عليها، وهي التي ستذعن آخر الأمر، لأنّ أمر الله لن يستطيع أن يردَّه أحدٌ إذا جاء.

وسيعود رسول الله الذي خرج مستخفياً يرافقه رجل واحد معهما دليل.. يضربون في كبد الصحراء الملتهبة.. سيعود في عشرة آلاف رجل يتقدمون أمامه تحت راية عريضة ترفرف بالعزة، مكتوب عليها بخط لا يقرؤه إلا ذو بصيرة {إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (*) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً} [الفتح: 48/1-2].

ولم يكن الفتح فتح مكة، وإنما هو فتح الدنيا كلها، وهداية الأرواح إلى طريق الحق.. تحت راية الرسول.

الصفحات