أنت هنا

قراءة كتاب الصحابة الكرام مكانتهم وجهودهم في حفظ السنة النبوية وواجب الأمة نحوهم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الصحابة الكرام مكانتهم وجهودهم في حفظ السنة النبوية وواجب الأمة نحوهم

الصحابة الكرام مكانتهم وجهودهم في حفظ السنة النبوية وواجب الأمة نحوهم

كتاب " الصحابة الكرام مكانتهم وجهودهم في حفظ السنة النبوية وواجب الأمة نحوهم "، تأليف الدكتور أحمد عطية السعودي ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2013 .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2

يتّضح ممّا ورد في مُعجمات العربيّة أنَّ:

* الصَّحابيّ مشتقّ من الجذر الثلاثيّ صَحِبَ، وبابه سَلِمَ.

* الصَّحابيّ منسوب إلى الصَّحابة كالأنصاريّ منسوب إلى الأنصار.

* الصَّحابة مصدر صَحِبَ، وقد كثر استعمال كلمة الصَّحابة بمعنى الأصحاب.

* كلمة الصَّحابة متفرّدة في العربيّة؛ إذ لم يُجمع فاعل على فَعالة إلا عليها.

* لفظ المصاحبة جرى على كلّ مَنْ صحبَ غيره قليلاً كان أو كثيراً، سنةً، أو ساعة.

* المصاحبة تعني: الملازمة، والانقياد، والمرافقة، والمعاشرة، والملاءمة.

تعريف الصحابيّ اصطلاحاً:

للعلماء أقوال متعدّدة في تعريف "الصَّحابيّ"، وفيما تثبت به الصُّحبة، ومن أبرزها أقوال المحدّثين؛ إذ المعروف من طريقة أهل الحديث أنَّ كلَّ مسلم رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فهو من الصّحابة(12):

1- تعريف الإمام علي بن المديني (234هـ):

"مَنْ صَحِبَ النبيّ صلى الله عليه وسلم أو رآه، ولو ساعة من نهار فهو من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم"(13).

2- تعريف الإمام أحمد بن حنبل (241هـ):

"كلّ مَنْ صَحِبَه سنةً أو شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه فهو من أصحابه، له من الصُّحبة على قَدْر ما صحبه، وكانت سابقته معه، وسمعَ منه، ونظرَ إليه"(14).

3- تعريف الإمام البخاريّ (256هـ):

"مَنْ صَحِبَ النبيّ صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه"(15).

صلة المفهوم اللغويّ بالاصطلاحيّ:

يفهم مما سبق أنَّ ثمّة صلة وثيقة بين المفهومين تعضدُ رأي المحدّثين بأنَّ الصُّحبة تتحقّق بلقاء النبيّ صلى الله عليه وسلم ولو ساعة يسيرة وفق دلالة اللغة للصُّحبة.

قال الإمام الباقلاني:

"لا خلاف بين أهل اللغة أنَّ الصّحابيّ مشتق من الصُّحبة جارٍ على كلّ مَنْ صَحِبَ غيره قليلاً كان أو كثيراً. يقال: صحبه شهراً ويوماً وساعة. قال: وهذا يُوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولو ساعة هذا هو الأصل"(16).

وقد بيّنَ ابن كثير (774هـ) أنَّ تعريف المحدّثين للصَّحابي هو المعوّل عليه، فقال:

"هو مَنْ رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في حال إسلام الرَّاوي، وإنْ لم تَطُلْ صحبتُه، وإنْ لم يروِ عنه شيئاً. هذا قول جمهور العلماء خلفاً وسلفاً. وقد نصَّ على أنَّ مجرد الرؤية كافٍ في إطلاق الصُّحبة البخاريُّ، وأبو زُرْعة، وغير واحد ممّن صنَّف في أسماء الصَّحابة كابن عبد البَرّ، وابن مَنْده، وأبي موسى المديني، وابن الأثير"(17).

ويتضح ممّا سبق أنَّ الصَّحابيّ:

- مسلم غير منافق.

- رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم يقظة، أو جالسه، أو سمع منه، أو لقيه مؤمناً به.

- صَحِبَه مدّة يسيرة أو طويلة.

- مات على الإيمان بعد لقاء النبيّ صلى الله عليه وسلم.

وهكذا يتبيّن لنا أنَّ الصَّحابة الكرام صفوةٌ من الناس كانوا في زمن النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلم لَقُوه، وآمنوا به، ونصروا دينه، وماتوا على ملّته مؤمنين بالله ( واليوم الآخر.

الصفحات