المقدمة

إن التربة الجيدة والتي تعد وسط مناسب لنمو النبات لابد إن تخزن وتجهز الماء والمواد الغذائية وتكون خالية من التراكيز العالية للعوامل السامة. إن نظام التربة (التربة والماء والنبات) يكون أكثر تعقيدا لان جذور النباتات يجب إن تتنفس باستمرار وان اغلب نباتات الكرة الأرضية لاستطيع نقل الأوكسجين من اجزائها الهوائية إلى جذورها بصورة كافية لسد حاجة تنفس الجذور. وبهذا يجب إن تكون التربة قادرة تبادل الغازات بينها وبين الجو إي وجود مسامات تسمح بحركة الهواء والماء. لان التربة المشبعة بالماء تؤدي إلى اختناق الجذور كما هو الحال في الترب المتغدقة وان الترب الجافة جدا تكون عرضة للتشقق والتفتيت وبالتالي تكون عرضة للتعرية الربحية.

تعد التربة ذات خصوبة كيميائية إذا احتوت على كميات كافية وجاهزة من المواد المطلوبة لتغذية النبات. والتي لاتكون عالية الحموضة (منخفضة pH) أو عالية القاعدية (عالية pH) وخالية من المواد السامة. إن ملائمة التربة التامة كوسط لنمو النبات لاتعتمد فقط على وجود كميات من العناصر الكيميائية (الغذائية) وعلى غياب السمية.

ولكن أيضا على حالة حركة الماء والهواء فيها وعلى التأثيرات الميكانيكية للتربة ونظامها الحراري. إي يجب إن تكون التربة رخو وناعمة نسبيا وهشة لكي تسمح بالا نبات وتطور الجذور دون إعاقة ميكانيكية. يجب إن تكون مسامات التربة ذات حجم وتوزيع حجمي بدرجة تسمح بدخول وحركة الماء والهواء وذلك لسد احتياجات النباتات.يجب إن تكون طبقة سطح التربة عميق وغير مزال أو مفقود نتيجة لفعل التعرية المائية والربحية ويجب إن يبقى النظام الحراري للمنطقة الجذرية ضمن المدى المثالي لنمو النبات. وهذا يعني لابد من وجود خواص فيزيائية جيدة (خصوبة فيزيائية) للتربة بالإضافة لخواصها الكيميائية الجيدة (الخصوبة الكيميائية).

ولخبرتنا الطويلة في تدريس العلوم المختلفة للتربة والمياه من الناحية الفيزيائية و الكيميائية والحيوية والبيئة والتلوث نرى من الضروري معرفة ما تحتويه التربة والماء من عناصر وملوحة وpH و خواص كيميائية اخرى بالاضافة الى معرفة خواصها الفيزيائية مثل المسامية التي تسمح بدخول وحركة الماء والهواء ومحتواها من الماء وغيرها بالاضافة لمعرفة محتوى النبات من العناصر واجراء التحاليل الحيوية المهمة لتفسير بعض المشاكل تفسيرا علميا مبني على البحث العلمي للتوصل لحل علمي للمشاكل الناتجة من التربة والماء والنبات و بالتالي زيادة المعرفة بما يخص التربة من ناحية العلوم الهندسية والعلوم الاخرى.

أن أي جهد علمي في مجال التأليف مهما كان متواضعا سيضيف لبنة جديدة وخبرة إلى بناء المكتبة العربية التي لابد أن تحتوي على كتب عربية في مجالات العلوم المختلفة. وللنقص الحاد للمعلومات حول موضوع طرق تحليل التربة – الماء – النبات الذي يحتاجه كثير من المؤسسات.أن هذا الكتاب منهجي يغطي مفردات التربة والمياه والبيئة في الهندسة وكلية العلوم قسم علوم الحياة ومواد اخري في كلية التربية والزراعة وكذلك مهم جدا بالنسة لطلاب الدراسات العليا في الكليات المذكورة كما ولهذا الكتاب أهمية كبيرة لجميع العاملين والمختصين في العلوم الأخرى وذلك لتداخل المعلومات والحاجة للتوضيح وسوف يشمل هذا الكتاب خمسة فصول.الفصل الاول يتضمن اساسيات في التحليلات الكيميائية والفصل الثاني والفصل الثالث طرق تقدير للخواص الكيماوية والفيزيائية للتربة والفصل الرابع التحليل الكيميائي للماء و النباتات والخامس التحليلات الحيوية أملين إن نكون قد وفقنا فيما نسعى إليه من مساعدة للطالب والقاري العربي للاستفادة من هذا الكتاب.

والله الموفق

المؤلفين