أنت هنا

قراءة كتاب متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي

متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي

كتاب " متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي " ، تأليف عمر سليم عبد القادر التل ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2009.
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9

وأورد ابن شاهنشاه (ت 617 هـ) في "مضمار الحقائق" أخباراً مفصلة عن سفارات شيخ الشيوخ في بغداد إلى صلاح الدين الأيوبي وعن العلاقة بينهما وعن مدى الاحترام الذي كان يتمتع به آنذاك.

أفاد البحث من دراسات حديثة، منها كتاب المستشرقة آنا ماري شيمل: "الأبعاد الصوفية في الاسلام" حيث وجد الباحث فيه تعميمات مفيدة.

و أفاد البحث من بعض ما ذكره المستشرق الفرنسي ماسينيون في كتابه "الآم الحلاج "، وبخاصة بعض النبذ عن متصوفة بغداد في الفترة محل البحث.

وأوردت "دائرة المعارف الاسلامية/بريل" عدداً من الأبحاث التي وجد فيها الباحث كثيراً من الإشارات إلى متصوفة بغداد في القرن السادس الهجري.

واجه الباحث عدداً من الصعوبات خلال البحث، فمن ذلك تشتت المعلومات في كتب التراجم و الطبقات التي وضعت على أساس مذهبي، و بما أن التصوف ليس مقصوراً على مذهب فقهي دون آخر فقد اضطر الباحث إلى الرجوع إلى أكثر تلك المصادر لكي يكمل النقص الموجود في بعضها من بعضها الآخر.

و تمثلت صعوبة أخرى في أن أكثر كتب التصوف قليلة الإهتمام بالأخبار التاريخية الموثقة بالزمان و المكان و التي وجدها الباحث متناثرة في نتف من كتبهم و أخبارهم، و يعود ذلك - إلى حد كبير - لتركز اهتمامها على العلاقة غير التاريخية بين الانسان و ربه، و هو أمر كان من شأنه أن يزيد من صعوبة استخراج الدلالة التاريخية منها.

أما الصعوبة الثالثة فتكمن في أن دراسة التصوف– حتى تكون منصفة – تتطلب استخدام الألفاظ و المصطلحات الصوفية، و هنا تبرز مشكلة المصطلح الصوفي من حيث تعدد دلالة اللفظة الواحدة لدى الصوفي الواحد، و يرجع ذلك لارتقائه في الطريق الصوفي إذ تزداد لطافة التعابير و غموضها كلما ازداد ارتقاؤه، وهو أمر دعى مصنفين مثل الشعراني لاجتناب أقوالهم في البدايات و لانتخاب أقوالهم في النهايات لدلالتها على الكمال عندهم. يضاف إلى ذلك أن دلالات الألفاظ تتفاوت من صوفي لآخر دون أن يكون هناك معنىً واحداً معتمداً لديهم، والعذر لهم في ذلك أن هذا بالضبط هو ما يعنيه التصوف من حيث هو أحوال ومواجيد يصعب التعبير عنها بالألفاظ ذات الدلالة الاعتيادية في اللغة نظراً لانطواء ألفاظهم على إيحاءات تضيق المعاني الاعتيادية في الألفاظ عن الاحاطة بها، ولأن دقة النص الصوفي أوجز من أي شرح أو إعادة صياغة، ولذلك وصفت بأنها إشارات، والإشارات لا يمكن إدراك فحواها دون توفر قدر من الفهم للمشار إليه عندهم، والبحث في المشار إليه يخرج الدراسة عن تاريخيتها. هذا الأمر ألجأ الباحث إلى الإبقاء على الألفاظ كما وردت، وإلى الإكثار من إيراد النصوص والاقتباسات، لكنه مع ذلك حاول أن يقدم معنى عاماً لتلك النصوص دون أن يكثر البحث في الألفاظ ذاتها.

لقد سعت هذه الدراسة إلى الإحاطة بأهم شيوخ التصوف البغدادي وتلاميذهم في الفترة محل البحث بحيث أبرزت منحى تصوف الفقهاء الذي ميز التصوف في القرن السادس الهجري عن غيره من القرون، ودرست خلفياتهم وعلاقاتهم فيما بينهم من جهة، وفيما بينهم وبين فئات المجتمع البغدادي من جهة أخرى، كما عرضت بقدر من التوسع لأهم المؤسسات الصوفية سواء منها الرسمية وغير الرسمية، ومدى الدور الذي لعبته في الحياة الاجتماعية ببغداد. وقدمت الدراسة صورة لأهم الأسس والمفاهيم والموضوعات التي قام عليها الخطاب الصوفي سواء منها ما كان استمراراً لما سبق في القرون الماضية أو لما استجد في القرن السادس الهجري.

وخرج البحث بنتيجة مفادها أن خروج التصوف من عزلته إلى العلن ترافق مع نشاط بناء الربط الصوفية والمدارس ومع تيار تصوف الفقهاء الذي أسهم بدوره في تهدئة التوترات المذهبية وتخفيف حدّة العلاقة بين الصوفية والفقهاء، وهو أمر مهد لانتشار التصوف بين جماهير الناس بعد أن كان محصوراً في فئات قليلة منهم، كما مهد لتطور آخر - ولكنه تطور لاحق - تمثل بظهور الطرق الصوفية.

الصفحات